أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


عمران خان والمعطيات الجيوسياسية المضطربة في باكستان

بقلم : أ.د احمد القطامين
11-04-2022 10:51 PM

“نحن لسنا عبيدا لاحد لتنفيذ ما يطلبه منا كالعميان”.. عبارة نادرة الاستخدام في العالمين العربي والاسلامي في التخاطب مع امريكا منذ زمن بعيد.. هذه العبارة قالها رئيس وزراء باكستان عمران خان عندما طلبت منه ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن ان تصدر باكستان بيانا تدين فيه العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش الروسي في اوكرانيا اسوة ببقية الدول التي انصاعت للطلب الامريكي.
دوت عبارة عمران خان وتردد صداها في جنبات العالم امام صمت الجميع ووجوم امريكا واوروبا اللذان لم يعتادا لغة بهذه الجرأة من زعيم دولة مسلمة وخاصة اذا كانت باكستان. منذ قدومه للسلطة قبل ثلاث سنوات، عمد عمران خان الى احداث عدد من المناورات السياسية تضمنت احتكاكات غير ودية مع امريكا في عدد من الملفات بين البلدين، فقد رفض ان تقيم امريكا قواعد عسكرية لمحاصرة ايران من الشرق والتجسس عليها كما عمد خان الى تقديم دعم لوجستي سري في اغلبيته لطالبان في افغانستان قاد الى جانب عوامل اخرى مهمة الى اجبار الجيوش الامريكية والغربية على مغادرة افغانستان عندما استولت طالبان على العاصمة كابول ورحلت الجيوش الغربية بشكل غير منظم مما ادى الى الحاق هزيمة غير مسبوقة بحلف الاطلسي وعلى رأسه امريكا بعد عشرين عاما من الاحتلال.
تعاني باكستان كبقية دول العالم العربي والاسلامي من هيمنة اجهزة الدولة الامريكية عليها وتغلغلها في اعماق مؤسساتها العسكرية والامنية والسياسية، لذلك تمتلك امريكا ميزة تنافسية هائلة تستطيع من خلالها التدخل متى شاءات في الامور الداخلية في هذه البلدان، وهذا بالضبط ما حدث في باكستان وادى الى الاطاحة سلميا من خلال البرلمان برئيس الوزراء الشاب لاعب الكريكت العالمي الشهير عمران خان الذي يتمتع على المستوى الشعبي بشعبية واسعة جدا خاصة بين صفوف الجيل الشاب في باكستان والذي يشكل حوالي 60 بالمائة من عدد السكان.
قد تتاح الفرصة لخان للعودة في الانتخابات القادمة اعتمادا على شعبيته الواسعة، الا ان ذلك سيعتمد الى حد بعيد على كيفية تعامل احزاب المعارضة التي تسلمت السلطة الان معه في المرحلة القادمة، فاحزاب المعارضة التي عادت للسلطة منذ الاطاحة بخان تمتلك تجاهه رصيدا كبيرا من الحقد عليه فقد كان اول شخص تمكن من انتزاع السلطة من هذه الاحزاب ديمقراطيا قبل ثلاث سنوات بعد عقود من هيمنتها على الحكم.
اتهمت هذه الاحزاب عبر سني سيطرتها على السلطة قبل ووصول خان اليها، اتهمت بالفساد على كافة المستويات واتهمت ايضا بافساد الحياة السياسية وكانت دوما حليفا امينا لامريكا ومصالحها الاستراتيجية في تلك المنطقة.
اذن، كان الله بعون عمران خان.. وعلينا ان ننتظر بصبر لنرى ما ستؤول اليه الامور في البلد المسلم المهم جدا.


qatamin8@hotmail.com

اكاديمي وكاتب عربي 'رأي اليوم'

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012