أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


عبدالحافظ الهروط يكتب : رحل " حافي القدمين" مبتسماً

بقلم : عبدالحافظ الهروط
12-04-2022 12:41 AM

قدمت الى صحيفة الرأي، شاباً وفيها جيش من العتاولة يقوده المرحوم محمود الكايد.
الرأي في عزها تخوض بهذا الجيش معركة الوطن والمواطن ، لا يخشى كتّابها مسؤولاً ولا محرروها من نشر خبر مزعج او حصري يبعث القلق للحكومة.
حتى الدائرة الرياضية بقيادة المرحوم نظمي السعيد جعلت وزراء ومسؤولين يدلفون الى مكتب الاستاذ الكايد محتجين على ما نُشر .
ولكن الحديث عن الراحل الاستاذ عبدالله حجازي في صوته المجلجل المزلزل لجدران الرأي، مازحاً أو ضاحكاً، واجب علينا زملائه أن نتوقف عنده وقد رحل ، وعند كل مناداة له للمراسل المرحوم حاتم فرج حيث التشابه بالبشرة 'ياااااااااحاتم' تجعل الزملاء في قسم الإخراج يضعون أصابعهم في آذانهم، فيقول رئيس القسم الزميل تيسير عبدالله ' يا أبو أحمد صوتك وصل المدينة الرياضية' ليطلق الأخير صهيله وضحكته المتفرد بها من جديد.
عبدالله حجازي، يضع مقص الورق في جيبه الخلفي، ويتناوله كلما دلف الى قسم الإخراج ليقص المواد الاخبارية ويقوم بلصق الكلمات الصحيحة مكان ما ورد من أخطاء، وأحياناً ما يقول للمخرجين ' لا تحملوّني جميلة، إعطوني علبة الربر وأنا أخرج الصفحة ' .
كان ' أبو أحمد' محرراً متعدداً في الوان التحرير والصفحة الدينية تتهادى بين يديه، مقالة باسمه تحمل ' هذا بيان للناس' وتولى زاوية 'نزيه' التي سبقه اليها الاستاذ هاشم خريسات، أطال الله في عمره، وفي كل مهمة تولاها الفقيد، كان جاداً في الطرح وموضوعية النشر ، لا يجامل زميلاً ولا يساوم صديقاً أو مسؤولاً على حساب المهنة.
ورغم تدّينه في صلاته وقراءة القرآن الكريم وتسبيحه عند صعوده الى سقف مبنى الصحيفة والمشاوير التي يقطع بها الطرقات المؤدية من الرأي الى الدستور ثم العودة قبل الغروب ولسانه يلهج بالذكر، رغم هذه ' التعبدات' كان 'أبو أحمد' يكثر من الطرائف في الجلسات، والكلمات الدافئة في المسجد، حتى أنه وقع في فخ في المسجد ذاته (...) ، ذات صلاة جمعة.. يا فرحة الزملاء.
ذهب 'أبو أحمد' ود.بسام هارون' أبو ضياء' رحمهما الله، لتأدية صلاة الجمعة وهما بكامل أناقتهما من لباس، وكأنهما يستعدان للزفاف.
بعد انتهاء الصلاة، وإذ يفقدان حذاءيهما الجديدين، وقد تعرضا للسرقة، وعندما فقدا الأمل، عادا الى الصحيفة بخفي حنين، وسط ذهول المصلين.
المرحوم ' أبو أحمد ' ظل على ابتسامته وضحكته وطرفته، وكتب مقالاً حول الحادثة في زاوية 'نزيه' وكان المرحوم ' أبو ضياء' يشتط غضباً، وأقسم على مسامعنا،الاّ يصلي في هذا المسجد ' بعد اليوم'، ولكنه عاد، ولا ندري اذا ما دفع كفارة اليمين .
نسأله تعالى أن يغفر لهما ويسكنهما جنات النعيم، وأحر العزاء للزملاء في الرأي الصابرة على من فقدت .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-04-2022 02:12 PM

الله يرحم ابو احمد صاحب الخلق الرفيع وصاحب الجميع وصاحب البسمه الدائمه ويجعل مثواه الجنه/ إنا لله وإنا إليه راجعون.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012