المدخنون .. الأكثر إحساسًا بالصوم وكثيرًا ما تعتريهم نوبات الغضب والعصبية

الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

المدخنون .. الأكثر إحساسًا بالصوم وكثيرًا ما تعتريهم نوبات الغضب والعصبية

15-04-2022 11:52 AM
كل الاردن -
يعتبر هذا الوقت المثالي ليعيد المدخنون النظر في ضرورة ترك واحدة من أخطر العادات غير الصحية على الجسم لما في ذلك من فائدة ومردود إيجابي على جهودك في المحافظة على صحة جيدة، يعمل الانقطاع عن التدخين بكل أشكاله خلال ساعات النهار في شهر رمضان بحكم الصيام على توفير الحافز الذي تحتاجه للإقلاع عن التدخين بصورة نهائية.

وقد لا يتأثر جميع المدخنين في شهر رمضان بالانقطاع عن الطعام أو الشراب طوال فترة النهار، إلا أن معاناتهم في الصيام تكمن في انقطاعهم عن التدخين وشرب القهوة خاصة فنجان القهوة الصباحي والذي اعتاد الكثير منا على تناوله اثناء او قبل موعد الدوام الرسمي.. وتأتي هذه المعاناة بحسب ما حدثنا عنها الكثيرون في الأيام الاولى من شهر الصيام.

الأربعيني جمال زهير وهو من المدخنين، يصف معاناته في اليوم الاول من الصيام بسبب الانقطاع عن التدخين وشرب القهوة اثناء فترة النهار الامر الذي يتسبب له بالصداع وعدم التركيز طوال اليوم وذكر انه لم يستطع اكمال دوامه بسبب التعب الشديد الذي انتابه وقد طلب من مديره في العمل السماح له بالمغادرة قبل انتهاء الدوام بساعة ونصف.

وكذلك تحدث قاسم أحمد «تاجر» عن معاناته في الصيام في اليوم الاول بسبب انقطاعه عن التدخين وشرب القهوة وذكر انه يدخن بشراهة حيث تتجاوز نسبة تدخينه العلبتين واحيانا الثلاث علب الى جانب انه من عشاق شرب القهوة حيث يبدأ صباحه كل يوم بشرب «كأس» قهوة وسيجارتين ومن ثم يستعد للذهاب الى عمله ولا يفكر بالاكل ولا بالشرب طوال اليوم ويعتمد فقط على شرب القهوة وتدخين السجائر.

وذكر قاسم انه وفي الايام العادية يأكل وجبة واحدة طوال اليوم وتكون هذه الوجبة في وقت متأخر وتحديدا في منتصف الليل وذلك بعد أن ينتهي من دوامه ويغلق محله ويقوم بعملية جرد للبضائع وبعدها يذهب الى البيت لتناول الطعام ومن ثم يخلد للنوم.

واشار قاسم الى ان صيامه وانقطاعه عن الطعام طوال اليوم لا يشكل عنده اي مشكلة مؤكدا ان معاناته الوحيدة هي حاجته الشديدة للتدخين وشرب القهوة والذي اعتاد عليهما طوال اليوم في دوامه.

وتحدث قاسم عن نفس المعاناة التي واجهته في السنوات الماضية في شهر رمضان والتي كانت تتركز في الاسبوع الاول، حيث استطاع في السنوات السابقة أن يقلل من شرب السجائر والقهوة وبشكل كبير الا انه وبعد انتهاء شهر رمضان كان يعاود سلوكه والذي وصفه بـ(السيء) من شرب القهوة والسجائر بكثرة.

محاولة للاقلاع عن التدخين

وتحدثت سمية عبد الرازق «موظفة» عن محاولاتها المتكررة في كل عام من شهر رمضان الاقلاع عن التدخين الا انها وفي كل مرة كانت محاولاتها تبوء بالفشل وذلك بسبب ضعف ارادتها بالرغم من انها كانت تطلب من اهلها في البيت الامتناع عن التدخين امامها بعد الإفطار حتى لا تضعف وتتراجع عن قرارها بالاقلاع عنه.

واشارت سمية انها اصيبت بصداع شديد في اليوم الأول من شهر رمضان وذلك كونها اعتادت على بدء يومها بتناول فنجان قهوة وسيجارة كل يوم، ولم تكن تفكر بتناول الافطار الا بعد منتصف اليوم.. وتتمنى سمية ان تكون ارادتها في هذا الشهر اقوى من السنوات السابقة وان تستطيع الاقلاع او التقليل من التدخين وكذلك التقليل من شرب القهوة.

وفي نفس الاطار عبر عمر سامر «طالب جامعي» عن معاناته في الصيام منذ اليوم الاول بسبب افتقاده للقهوة والذي وصفها بأنها «بنزين يومه» والتي تساعده على التركيز والاستيعاب وكذلك تمنحه النشاط خاصة في وقت الصباح.

وذكر عمر ان دوامه الجامعي في شهر رمضان، واكد انه وخلال تلك الفترة سيعمل على تقليل شرب القهوة وذلك لكي يعتاد على غيابها في وقت الصباح اثناء دوامه الجامعي. وذكر عبد الله سلامة»سائق تاكسي»انه وجد معاناة كبيرة في اول يوم صيام بسبب انقطاعه عن التدخين فترة النهار واشار سلامة الى ان معدل تدخينه للسجائر يتعدي الثلاث علب يوميا الى جانب شربه للقهوة على مدار اليوم.

وتحدث سلامة عن اتباعه لعادات وسلوكيات غير صحية خاصة بعد الافطار حيث يبدأ افطاره بتناول التمر والقليل من الماء ومن ثم يبدأ بتدخين السجائر واشار الى انه وبعد ان يتناول طعامه يبقى حتى السحور يدخن السجائر ويشرب القهوة بشكل كبير، واكد سلامة ان هذا الامر يتسبب له بالتعب في فترة النهار خاصة وانه يقوم بتدخين كميات كبيرة من السجائر في فترة محدودة وهي فترة ما بعد الافطار حيث تتركز نسبة النوكاتين بشكل كبير في الدم وهذا الامر يجعله غير قادر على العمل والتركيز طوال اليوم.

دراسة الاكثر تأثرا

ويعد الاشخاص المدخنون والذين يتناولون القهوة بشكل كبير يوميا هم الاكثر تأثرا في الصيام، هناك دراسات طبية تشير الى أن المدخنين هم الأكثر احساسا بالصوم وكثيرا ما تعتريهم نوبات الغضب والعصبية واشارت الدراسة إلى أن المدخن الذي يواظب على التدخين يوميا ولمدة طويلة وينقطع عنه فجأة يشعر بالعصبية وسرعة الغضب والتململ والصداع، وضعف التركيز وانخفاض المزاج، والقلق وضعف الذاكرة، واضطراب النوم، وهي أعراض تختفي خلال أسبوع إن بقي ممتنعا عن التدخين، وهذه الأعراض ناجمة عن الإدمان على التبغ، وليست ناتجة عن الصيام.

ويتبع اغلب المدخنين السلوكيات السيئة كشرب كميات كبيرة من السجائر دفعة واحدة وبشكل مكثف وقت الافطار او بعد فترة الافطار.. إذ ان الكثير من المدخنين يعتقدون بانهم وبهذه الطريقة يقومون بتعويض ما فقدوه طوال اليوم من الدخان وهذا السلوك يضر بالمدخنين بشكل سلبي حيث تتركز نسبة النيكوتين بكميات كبيرة في الدم.

وفي هذا الشهر الفضيل علينا العمل على التخفيف من السجائر والتقليل من شرب المنبهات مثل القهوة وغيرها من المشروبات التي تحتوي الكافايين.