أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


المرضى الليبيون والسياحة العلاجية

بقلم : حسين البشابشه
12-05-2012 09:35 AM

لا تزال قضية الأخوة الليبيين الذين قدموا إلى الأردن للعلاج تراوح مكانها بين تبادل للاتهامات بالمسؤولية والتقصير بين وزارة الصحة والسياحة ونقابة أصحاب الفنادق والمستشفيات الخاصة من جهة ، والحكومة الليبية من جهة أخرى، فالجانب الليبي يدعي ان هنالك تفاوتا كبيرا في ألفواتير المقدمة من المستشفيات الخاصة والفنادق الأردنية، وعلية يطالبون بوجود جهة تدقيقية محايدة للتدقيق في هذا التفاوت في الأسعار. الجانب الآخر من المسألة هو وصول الحال في بعض أصحاب الفنادق والمستشفيات الخاصة إلى التهديد بالتصعيد.
يبدو من قراءة سريعة لهذا الوضع ان هنالك خللا في التعامل مع هذه المسألة بين القطاع العام والخاص. أين الجانب التنظيمي لهذه العلاقة؟! السنا نباهي العالم بأن الأردن الدولة الأولى إقليميا والخامسة عالميا في مجال السياحة العلاجية!! أيعقل ان يتم ترك الحبل على الغارب لبعض من نفوس رديئة ان يجازفوا بسمعة وطن ومواطن من اجل ربح سريع غير مجدي على المدى البعيد!
هل يظن هؤلاء الذين عبدوا الدولار من دون الله أن أحدا سيدق باب الوطن من اجل السياحة العلاجية أو غيرها بعد الذي جري ويجري! كل هذا من اجل استغلال إخوة نظروا دوما إلى هذا الحمى ملاذا للروح وشافيا للجسد. قد يكون صحيحا بعض ما يقال عن سلوكيات سلبية لبعض من هؤلاء المرضى آو مرافقيهم، وهذا أمر مرفوض تماما ولا نقاش ولا مساومة علية في كبرياء المواطن الأردني، ولكن هذا لا يبرر فقدان مجال استثمار حيوي يدر على الأردن دخلا لا بأس به من خلال استغلال البعض لهؤلاء الأخوة.
لطالما كان القطاع السياحي هو الركيزة الأساسية في دعم موازنة بلد لا نفط لديه ولا غاز، ولكن المتابع لهذه القضية ، يشعر إننا في الأردن لازلنا بعيدين عن إدراك مفهوم الصناعة السياحية بكل جوانبها، الدينية، والاستجمامية، والعلاجية.
لدينا كنز أغلى من النفط والغاز، ولكن المشكلة تكمن في الإدارة لمثل هذا القطاع الهام بعيدا عن المجاملات الشخصية وأخذ الخواطر، والعلاقات الشخصية. مثل هذا القطاع الإستراتيجي يجب التركيز عليه ووضع الأشخاص المناسبين في الأمكنة المناسبة، فا|لأردن الذي يصدر كفاءات حازت على الإعجاب ولا تزال في مشارق الأرض ومغاربها قادر على إدارة مثل هذا القطاع الذي ان تم استغلاله بالشكل الأمثل سيكون داعما أساسيا ومستداما للخزينة، ويقلل من الاعتماد على المساعدات الخارجية، وغيرها من الأمور التي قد تولد ضغوطا قد تؤدي بشكل أو بآخر إلى التأثير على المصالح الوطنية والقومية في مثل هذه الظروف السياسية والاقتصادية التي تعصف بالمنطقة والعالم.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-05-2012 01:51 PM

اخي ابو الحسن..هؤلاء عبدة الدينار والدولار ومن هم على شاكلتهم لايهمهم لاوطن ولا بلد فوطنهم هو مايملاون به جيوبهم
ولا يوجد عندهم انتماء ولا حتى فكر تجاري فالتاجر الذكي يهمه سمعته لتستمر تجارته وبالتالي ارباحه ولكنه الجشع الذي اعمى قلوبهم ..صحيح ان الوطن سيخسر جراء جشعهم ولكن الخسارة الاكبر ستكون من نصيبهم وكان الغلاء الموجود في البلد لايكفي لطرد السياحة العادية فاكملوا بجشعهم على البقية الباقية من
ما تبقى من سياحة العلاج بعد ان بدأت
سياحة التعليم العالي في التراجع لحساب دول اخرى اقل كلفة والقائمين عليها اقل جسع.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012