|
|
القدس تقاوم .. والأقصى شامخ
بقلم : المحامية رحاب القدومي
21-04-2022 01:06 PM
نشاهد يوميا اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك، واعتداءاتها الوحشية على المصلين والمعتكفين في رحابه الطاهرة خلال شهر رمضان المبارك، وتقوم سلطات الاحتلال بتدنيس القبلة الأولى للمسلمين , وهذا يشكل استفزازا لمشاعر المسلمين والفلسطينيين بالاعتداء على حقوقهم لأداء صلواتهم بالأقصى، ولا سيما خلال ليالي شهر رمضان المبارك، فلشعبنا الحق في الدفاع عن أرضه ومقدساته ولهم الحق باقامة صلواتهم وشعائرهم الدينية , وفيما تستنفر قوات الاحتلال وأجهزتها الأمنية في القدس المحتلة للمرابطين الفلسطينيين يواصل هؤلاء المرابطون مواجهة عدوان المستوطنين والجيش الصهيوني , فالاشتباكات بالأيام الأخيرة في المسجد الأقصى وبساحاته توضح بأن موجة العنف والقتل التي تمارسها قوات الاحتلال خلال الأسابيع الأخيرة ضد المرابطين مستمرة وتشكل خطرا على الفلسطينيين ، ولكن بالرغم من قمعها واعتداءاتها على المرابطين إلا أن ذلك يؤكد الفشل المتكرر للصهاينة بعد كل جولة بالمواجهات مع الفلسطينيين، خاصة في شهر رمضان المبارك ’ كما ان استمرار استفزازات جماعات الهيكل ضد الفلسطينيين بتكرار مزاعمهم يؤدي لإصرار الفلسطينيين على حماية الأقصى، متحدين بذلك دور سلطات الاحتلال وقواته الأمنية التي تحمي المستوطنين باعتدائهم على الاقصى , وتحاول سلطات الاحتلال إعطاء الجمهور الإسرائيلي شعورا مضللا بأن الجيش قادر على حل مشاكله الأمنية , علما بان وجود القوات العسكرية الإسرائيلية في مدينة القدس قد شجع فلسطينيون على التصدي لسلطات الاحتلال وللمستوطنين ، فالقدس تحتل مكانة خاصة عند الشعب الفلسطيني بشكل خاص وعند الأمة العربية والإسلامية بشكل عام , كما حظيت المدينة باهتمام الصهاينة بحجة أن هيكل سليمان مبني تحت المسجد الأقصى , لهذا السبب أصبحت المقدسات الإسلامية بالقدس مهددة بالمؤامرات التي يحيكها الصهاينة, حيث بدأت هذه المؤامرات بعمليات تهويد القدس بعد احتلالها عام 67 وذلك بإصدار قرارات مصادرة الأراضي العربية والاستيطان بالمدينة وضواحيها , فقد اصدر الكيان الصهيوني في ذلك الحين قرارا يقضي بأن من حقه ضم الجزء الشرقي من المدينة للكيان الصهيوني,وهذا الضم شكل منعطفا هاما في الواقع السياسي والجغرافي والديمغرافي في المدينة, حيث أخذت سلطات الاحتلال تعمل وبشكل مكثف على مضايقة السكان العرب في القدس من اجل إجبارهم على ترك منازلهم ومدينتهم ليحل مكانهم المهاجرين اليهود, كما أقدمت هذه السلطات على بناء إحياء يهودية في المدينة على حساب المنازل العربية حيث قامت بهدم العديد منها, كما استولت على مساحات واسعة من أراضي القدس , وأقامت عليها مستعمرات استيطانية من اجل تطويقها وعزلها عن بقية المدن والقرى العربية, كذلك تم تشديد القبضة الصهيونية عليها في محاولة لطمس هويتها العربية والإسلامية تمهيدا لتهويدها وجعلها عاصمة موحدة للكيان الصهيوني, كما قام الكيان الصهيوني بهدم سور القدس التاريخي الذي يحيط بالمدينة القديمة , أنهم يريدون قدسا يهودية موحدة , كذلك انتهجت هذه الحكومات سياسة تهدف إلى جعل معظم سكان القدس من اليهود ,كما وضعت حكومات الكيان الصهيوني خططا استيطانية لبناء المزيد من المستعمرات الاستيطانية والإحياء اليهودية بحيث يتم استكمال تهويدها , ان ما تعرضت وتتعرض له مدينة القدس يشكل جزءا من عملية تهويد المدينة المقدسة , والاعتداء على سكانها يشكل إبادة جماعية للسكان العرب حيث المذابح والمجازر والتهجير ألقصري والاعتداءات على المقدسات والتراث الحضاري والديني, وإذا كانت قضية الصراع حول مدينة القدس مع الصهاينة يشكل محورا ومرتكزا أساسيا لدى الشعب الفلسطيني الذي يقاوم ويضحي من اجل بيت المقدس , فان قضية القدس تتجاوز كونها قضية فلسطينية لأنها في حقيقة الأمر قضية عربية وإسلامية ومسيحية , فالقدس تشكل سببا هاما من أسباب الصراعات الرئيسية للآمة العربية والإسلامية ,كما أنها تحمل من المنظور الصهيوني أبعادا تاريخية ودينية حسب زعمهم , مما يجعلنا نؤكد على مسؤولية العرب والمسلمين في شتى أنحاء الأرض الحفاظ على هويتها العربية والإسلامية وشرعيتها التاريخية وعدم التخلي عنها مهما بلغت التضحيات. خاصة وإنها حاضنة لمقدساتهم, فحماية القدس مسؤولية جميع العرب والمسلمين وليس الفلسطينيون فقط , وبهذه الأيام تتعرض القدس لأبشع الممارسات والاعتداءات , والمرابطون فيها يتعرضون للعنف والضرب والقتل , ولسان حالهم يقول للعرب والمسلمين (أنقذوا مدينتكم المقدسة ,أنقذوا عروس عروبتكم من الغزاة والطغاة, أنقذوا مقدساتها ومؤسساتها ومنازلها من الهدم وشوارعها وأزقتها, وأراضيها من المصادرة لإقامة المستوطنات عليها, أنقذوا أطفالها وأهلها داخل المدينة فهل من مجيب ؟ وهل من آذان صاغية لهذه الاستغاثة
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|