أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


سرطان الاستيطان

بقلم : أ.د. أمين مشاقبة
07-05-2022 11:54 PM

تُعتبر الحركة الصهيونية حركة استيطانية إحلالية، ومنذ اللحظات الأولى لوجودها في فلسطين، سعت إلى بناء المستوطنات تلو الأخرى، وإحلال الشعب اليهودي محل الشعب الفلسطيني، وأقامت دولتهم على خرافات تلمودية ودينية، وها هي اليوم تقضم الأرض قطعة تلو القطعة، وتبني المستوطنات في أراضي الضفة الغربية، فقد وصل عددها إلى الآن ما يزيد عن 150 مستوطنة، ووصل عدد المستوطنينفي الضفة الغربية إلى 750- 820 ألف مستوطناً، حيث عملت على تطويق المدن الكبرى ذات الكثافة السكانية بطوق من المستعمرات، وعلى سبيل المثال، تهويد القدس، فالسمتوطنات تحيط بالمدينة المقدسة من كل جانب، ووصل عدد المستوطنين حول القدس ما يقارب 330 ألف مستوطناً، وتسعى إسرائيل لبناء الهيكل المزعوم، وقسمت المسجد الأقصى المبارك زمانياً، وتهدف إلى التقسيم المكاني كما حصل في الحرم الإبراهيمي الشريف، فعملية قضم الأراضي تلغي وجود الدولة الفلسطينية المستقبلية، وهذا هدف صهيوني لعدم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضي عام 1967، فالحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ عام 1993 بعد اتفاق أوسلو ترفض الانسحاب وترفض السلام، وألغت كل الاتفاقيات المعقودة، وكسب الوقت لزيادة عدد المستوطنات والمستوطنين. وها هي اليوم تسعى لبناء 4000 وحدة سكنية، ومحاولة تهجير 8 قرى في الخليل، ناهيك عن استملاك 22 ألف دونم من الأراضي الواقعة شمال القدس، فإسرائيل تؤمن بسياسة الأمر الواقع، السياسة العملية التي تنتهجها منذ التأسيس البعد التدريجي في الاستيلاء على الأرض، وهذا النهج قد حصل قبيل حرب عام 1948، عندما وصل أعداد اليهود المهاجرين إلى نفس عدد السكان الفلسطينيين، ووافقت على قرار التقسيم، ومع الحرب زادت مساحتها أكثر فأكثر.
وها نحن اليوم، فالتاريخ يعيد نفسه ثانيةً، بمعنى أن الهدف الرئيسي هو وصول أعداد المستوطنين إلى مليون ونص مستوطناً على أراضي الضفة الغربية، وتفرض أمراً واقعاً جديداً كما حصل أيام الانتداب البريطاني، فالمطلوب صحوة عربية لإنقاذ الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووقف السرطان الاستيطان المستشري في أرض فلسطين، ووقف كل سياسات التهويد، لكن الأمة في سبات عميق، وكل مكبّلُ بأزماته الداخلية، والبعض قراره ليس بيده، فالسيادة التي هي الإرادة مرتهنة، والكل يهرول نحو التطبيع، متناسين المعاناة والألم للشعب الفلسطيني الذي يدافع عن شرف الأمة، منزوع السلاح.
لا بد من وقف هذه الأفعال والغطرسة الصيونية التي تفصل بناء ما تشاء، وكل مرة التاريخ يعيد نفسه، ولا نتعلم من الدروس التي مررنا بها، وعليه هل من صحوة جديدة؟.

almashqbeh-amin@hotmail.com



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012