أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هل كانت غولدا مائير على حق؟

بقلم : سوسن مبيضين
10-05-2022 11:51 PM

هل كانت غولدا مائير رئيسة وزراء الإحتلال سابقا ,على حق حينما قالت “عندما علمت بخبر احراقنا للمسجد الأقصى في 21 أغسطس عام 1969, لم أنم ليلتها وأنا أتخيل العرب يدخلون إسرائيل أفواجا من كل صوب, وعندما طلع صباح اليوم التالي، ولم يحصل شيء ايقنت ان باستطاعتنا ان نفعل أي شيء فهذه أمة نائمة».

استذكرت مقولة غولدا مئير, في هذا الوقت , والحكومة الإسرائيلية تنوي الأن فرض سيادتها الكاملة على الأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس , ضاربة بعرض الحائط كلّ الأعراف والمواثيق الدولية , والتفاهمات الأردنية الإسرائيلية التي نص عليها اتفاق السلام في وادي عربة، والقاضي بالاعتراف بمكانة خاصة للأردن في “الأماكن المقدسة”, ما يعرف بالوصاية الهاشمية على الأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.

وأمام هذا الواقع الإستعماري العنصري والإجرامي بامتياز, وأمام قرارات حكومة الإحتلال بشأن إدارة المقدسات والوصاية الهاشمية تخاذل لمجتمع الدولي , وأكتفى ببيانات الإدانة الشكلية لجرائم الإحتلال ,دون تنفيذ أي قرار اتخذ لصالح المقدسات ولصالح الفلسطينين , وترجمته إلى خطوات عملية.

ووسط هذا الصمت الرسمي العربي تجاه هذه الاعتداءات , وهذه القرارات, ووسط ترك الأردن وحيدا في الساحة يواجه الإنتهاكات الإسرائيلية على الفلسطينين وعلى المقدسات , ومطالبتة المستمرة بوقف الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وزيادة عدد موظفي الحراسة من قبل هيئة الأوقاف الإسلامية، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية, ما أدى مؤخرا الى توتر في العلاقات الإسرائيلية مع الأردن, لنجد أن الطريق اصبح مسدودا , وأن الإحتلال يلعب ويتلاعب على العرب كما يشاء , والضعف والوهن والتراكض والهرولة العربية للتطبيع واتساع هذا الحقل , سيد الموقف , ويساهم إسهامًا تامًا في تصفية القضية الفلسطينية ,وجعلها محل مساومة , ما يظهر الإنكسارات العربية , أمام جبروت الإحتلال, ويصبح الإنهزام والصمت والخنوع والخذلان الرسمي العربي , أمرا طبيعيا دون خجل أو إحساس بالمسؤولية , بينما يؤكد الأردن الذي حمل القضية الفلسطينية بكافة تحدياتها وإرهاصاتها إلى المحافل الدولية منذ عهد جلالة الملك الحسين الراحل , الذي بذل جهوداً كبيرة في مسيرة النضال والدفاع عن القضية الفلسطينية .

وعلى خطى الحسين , سار جلالة الملك عبد الله الثاني , واعتبر القضية الفلسطينية والقدس قضيتنا المركزية ,وأولى اهتماماتنا السياسية في الأردن ، معلناً جلالته في أكثر من مناسبة أن القدس خط أحمر لا يمكن التنازل عنها أو عن حق شعبنا الفلسطيني في إقامة دولته على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، ومع الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية.

موقف الأردن ومليكه وشعبه , اتجاه القضية الفلسطينية الثابت والراسخ, والمنفرد , يؤكد ما قالته “مائير ” , أن ألأمة العربية نائمة, ولو كانت غولدا مائير باقية في الحياة لهذا اليوم , وشاهدت موقف العرب لأتخذت قرارا بهدم المسجد الأقصى بدون تردد, لتحقق بذلك أحلام بني صهيون في اقامة مكانه هيكلهم المزعوم , فلا ضير , فهذه الأمة نائمة ولا تريد الإستيقاظ من سباتها…!!

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012