أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


رسالة الى قبر بن غوريون .. لو نشكاح لو نسلاح

بقلم : د . ناصر اللحام
15-05-2022 11:11 PM

قبل ستة وثلاثين عاما اعتقلتني قوات الاحتلال من داخل حافلة رحلة جامعية متجهة الى بانياس . وفي زنازين السجون تعلمت اللغة العبرية وتركت كلية العلوم الى غير رجعة .

ست وثلاثون سنة وانا اقرأ اللغة العبرية يوميا . اقرأ اخبارهم واحوالهم وردود افعالهم ولغة أجسادهم . ولم يضف ذلك الى علمي علما ، ولا الى ادبي أدبا ، فهي لغة انتقام وكراهية .

وأنا لا انكر انني تعلمت من اللغة العبرية أهم درس في حياتي كلها . وقد عرفت كيف يفكرون ! وكيف لا يتفكرون . كيف أنهم ضعفاء من الداخل ويبحثون عن القوة من الخارج .

في كل عام وفي كل مناسبة يقولون باللغة العبرية عبارة أعجبتني كثيرا .

اعجبتني لدرجة الاقتباس ( لو نشكاح . لو نسلاح ) . وترجمتها لن ننسى ولن نغفر .

أعجبتني كثيرا . لدرجة أرغب أن أذكرها اليوم في ذكرى نكبتنا . في مثل هذا اليوم اغتصبت عصابات الصهاينة فلسطين . قتلوا أهلها بالمذابح وأخذوا البيوت والمدن والبساتين واشجار البرتقال والموانئ والسفن والبحار والبحيرات والانهار . سرقوا وطنا كاملا مع مطاراته وشوارعه وأشعاره وطعامه وأغنامه وطيوره .

في هذا اليوم اريد ان اهمس في اذن بن غوريون في قبره . وأقول له ما تعلمته انا من اللغة العبرية : نحن أيضا ( لو نشكاح . لو نسلاح ) .

نحن أيضا لن ننسى ولن نغفر يا إبن غوريون .

والحقيقة انكم نسيتم وغفرتم حين اعطتكم المانيا أموال التعويض في بداية الستينيات .

اما نحن واحفادنا الى الف عام ، سنلتزم بما تقول لغتكم حول النسيان والغفران . وحين هاجم أحفادك نعش شيرين أبو عاقلة ازدادت قناعة العالم بهذا , وشاهد كل انسان كيف تحوّلتم من ضحية الى مجرمين .

خذها مني يا إبن غوريون : لن ننسى ولن نغفر.

والمعركة ليست بيننا وبين جيوشكم وطائراتكم اليوم , بل ان المعركة بين الأجيال القادمة ، واحفاد أحفاد احفادك سيعتذرون ويبكون كثيرا وهم يطلبون منا أن ننسى وأن نسامح .

لكن أحفاد أحفاد أحفادنا ربما يقولون لهم : لقد قرأنا في اللغة العبرية عبارة جذبتنا بشكل خاص حول النسيان وحول الذكرى .

رئيس تحرير ' معا '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012