أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


قبعة السيد خالد طوقان

بقلم : هديل عبد الحفيظ الهروط
15-05-2012 08:22 AM
يتذكر العالم أفلام تشارلي تشابلن الصامتة من خلال تلك القبعة السوداء التي تعلن ابتدأ العرض و انتهائه. أما في الأردن فقد تم تقديم الدكتور خالد طوقان للعامة لأول مرة في عام 2000 تحت قبعة وزير التربية و التعليم, إلا أن قبعة نهاية العرض ما هي إلا ' ' رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية' التي إختار أن ينهي الدكتور طوقان بها العرض السياسي المسمى ' العمل العام'. إن القبعة التي حملت في جعبتها نهاية مجتمعية تعيسة للدكتور طوقان - على العكس من نهايات تشابلن السعيدة – إنما تعكس تردى اللغة السياسية مؤخرا على مستوى المؤسسة السياسية ككل. بمعنى آخر لم يتوانى السياسيون الأردنيون منذ عام عن إطلاق ألفاظ مبتذلة على المعارضين – أو الشارع الأردني الفاعل ككل- مثل: ' ممعوطي الذنب', ' المبتور و الجاهل' و آخرا و ليس أخيرا 'حمير'.


أما السبب لهذا التدنى في جودة اللغة المستخدمة في العرض السياسي فتعود إلى تآكل ديموقراطية الدولة الأردنية.بشكل عام, إن الديموقراطية الحقيقية - المبنية على التعددية السياسي- تجبر السياسي على تقبل الآخر كشريك في صناعة القرار سواء كان من نفس الفصيل أو من فصيل آخر. علاوة على ذلك, ترتكز التعددية السياسية على التداول السلمي للسلطة من فصيل إلى آخر بموجب الدستور لتحقيق الإستقرار و منع الإنفلات السياسي في الدولة. و هكذا يتوجب على جميع السياسين تقبل شركائهم كجزء من آلية التداول السلمي للسلطة التي تنص عليها العروض الديموقراطية. كما أن السياسين يتقبلون شركائهم بسبب إعتماد التعددية السياسية على الإنتخابات ' النزيهة' كأداة رئيسية لاختيار - 'casting' - طاقم الممثلين السياسين الذين يتوحدون تحت قبعة واحدة وهي ' تمثيل الشعب' . إن هذه القبعة بالذات هي التي تحمي إستمرارية أي عرض سياسي من قبل الممثلين- 'The will go on' - في أي دولة ديموقراطية أو تجادل أنها ديموقراطية أو على طريق الديموقراطية من خلال جعل المواطن محور أي سلوك سياسي لممثل الشعب. لذلك, إن إصرار الممثل على عدم أخذ المواطن بعين الإعتبار في آرائه, تصرفاته و تعامله مع شركائه السياسيين سيؤدي إلى إنهاء الحياة السياسية لهذا الممثل و منعه من العودة إلى العرض - العمل العام- الذي سيكمل مع تحسن الجودة.

من أهم الأمثلة على هذا النوع من النهايات السياسية التراجيدية في الدول الديموقراطية ' رئيس وزراء بريطانيا الأسبق جوردن براون'. إن اللغة المتردية التي إلتقطها ميكرفون هيئة الإذاعة البريطانية – BBC- لمرشح حزب العمال في انتخابات 2010 أدت إلى خسارة الحزب لتلك الإنتخابات, حيث قام السيد براون بوصف إحدى الناخبات بال'متعصبة'. و الجدير بالذكر أن تلك الناخبة المتعصبة ما هي إلا أرملة عاملة لطفلين ذات ميول سياسية عمالية. بمعنى آخر كانت السيدة جيليان دوفي – الناخبة- من أشد الأنصار المخلصين لحزب السيد براون – حزب العمال- و التي لم تتوانى لتعلن أنها لن تصوت له بعد تردى لغة ممثله السياسية. وهكذا أن قبعة النهاية للسيد براون و الدكتور طوقان ما هي إلا مشهد طبيعي و فوق مستوى الأشخاص بحد ذاتهم في الدول الديموقراطية, أو التي تجادل بأنها ديموقراطية, أوالتي على طريق الديموقراطية, و تكمن أهمية هذا المشهد بالذات بسبب إعادة السلطة للمواطن العادي للإزالة الإبتذال من الثقافة السياسية للعرض- أو العمل العام- و إعادة السلطة للإعلام لمراقبة العرض- مع التحفظ على مدى أخلاقية الوسيلة المستخدمة للرقابة-.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-05-2012 09:05 AM

صدق السيد طوقان فحمار ونووي ما بيصير وبذلك تطالب بتقالة طوقان ...

2) تعليق بواسطة :
15-05-2012 11:15 AM

يا ستي بس يصير عندنا الف طوقان زي خالد ويسب علينا مش مهم - بس هو ما سب عالناس هو سب على اللي ما بفهمو بس انتي والبقيه اللي بكتبوا زيك بفهموا فما بتطولكو الشتيمه

3) تعليق بواسطة :
16-05-2012 04:19 AM

The project has not stopped despite ll opposition .Toukan understand that it will go so he is saying Ya Hameer Efhamo. We will see within a year if he is right or wrong if the project a go ahead then we are Hameer. Can any one ask the question how much we spent update on this project for its initial stages ? from TAX PAYERS MONEY

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012