أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


عيد الاستقلال والأردن الذي نريد

بقلم : الدكتور بسام البطوش
26-05-2022 11:40 AM

في الخامس والعشرين من عام 1946 كان الاستقلال نقطة تحوّل هامة في تاريخ هذا البلد، وفي نيل هذا الوطن استقلاله السياسي التام، بعد أن نال استقلالاً ادارياً في اليوم ذاته من عام 1923، وبعد أن نجح الملك المؤسس رحمه الله وطيب ثراه - ونحن نستذكره في مثل هذا اليوم العظيم- في إنقاذ الأردن من براثن المشروع الصهيوني، وأقام دولة من الصفر، وبأقل الإمكانات، في محيط يعج بتحديات كبيرة وبمشاريع سوداء تتقاذف هذه المنطقة، مشاريع استعمارية وصهيونية تتعارض حيناً وتتظافر حيناً، لكن حكمة القيادة الهاشمية نجت بهذا البلد، وأشادت هذه الدولة، ووضعت الأردن الدولة الراسخة والنظام السياسي المتين على خريطة المنطقة والعالم.

وراكم الهاشميون ومعهم الأردنيون الانجازات، وثبّتوا هذا البناء، وهذا الاستقلال، ودافع الجميع عنه بالمهج والأرواح، في محكّات ومحطات مفصلية. ونحن والله لا نقول شعراً، ولا نخط إنشاءً، ولا ندعي شيئاً، لكننا نقرأ تاريخ هذا البلد عبر المئوية الأولى، فنجد قصة نجاح وكفاح وصمود وصبر ورضا، ونحن نتحدث عن حقائق وعن وقائع وعن بلد عانى الكثير ومرّ بصعاب عديدة وشديدة، لكنه كان ينجو بفضل الله ومنّه وكرمه، ثم بقيادة هاشمية حكيمة شجاعة معطاءه، وبشعب واع عنيد دافع عن هذا الحمى، وصمد وصبر في أحلك الظروف، فكان لكل نشمية ونشمي بصمة عطاء محفورة في هذا البنيان الأردني الشامخ.

وهذه مناسبة لنجدد في يوم الاستقلال وذكراه السادسة والسبعين العهد مع وطننا وقيادتنا، وأن نؤكد الالتفاف من حول الشرعية الدستورية الهاشمية، ممثلة بجلالة الملك المعظم وولي عهد الأمين، وأن نمضي قدماً في حماية بلدنا والدفاع عن وجوده وهويته ومصالحه ومستقبله، والتقدم به إلى الأمام، نحو آفاق رحبة واعدة بالخير.

لدينا اليوم مشروع نهوض وطني كبير في التحديث السياسي والاقتصادي والاداري، سيقودنا خطوات نحو الأردن الجديد، ونأمل أن يكون هو الأردن الأفضل الذي نريد قيادة وشعباً، وهذا المشروع بما يحويه من ملفات ثقيلة بحاجة إلى جهد وطني تكافلي تضامني، وإرادة وطنية عامة، تسند الرؤية الملكية الحاسمة، لأن الواجب يشملنا جميعاً، كل من موقعه وفي مجاله، ولكل مواطن دور وعليه واجب في تشكيل الواقع والمستقبل، ونحن مقبلون على مرحلة تشكيل أحزاب وإنخراط في العمل الحزبي، وانتخابات برلمانية حزبية، نأمل أن نحسن جميعاً التعامل معها لتشيكل فرصة حقيقية لتحديث الحياة السياسية، ولمنع تسلل سلبيات الماضي إلى العملية الجديدة، لئلا نعيد إنتاج ما نسعى لمغادرته!!

جميلة وضرورية المظاهر الاحتفالية في عيد الاستقلال لنبدي بهجتنا وفرحتنا واعتزازنا بهذه المناسبة الغالية، ويجب أن ندعم هذا التعبير الوجداني المشروع والمطلوب بالسلوك الايجابي الجاد، وبالعمل والعطاء، وتمتين أعمدة مجتمعنا ودولتنا ووطننا، وإعلاء الصالح العام على المصالح الخاصة، فيقوم كل من موقعه، بما يحتّمه الواجب، وأن نؤدي هذا الواجب على أكمل وجه، حتى نساهم فعلياً في حماية الاستقلال وترسيخه، لنسلّم راية الاستقلال راسخة شامخة لأجيال قادمة.

سنحتفل في الأعوام القادمة بهذه المناسبة، وقد حقق بلدنا الكثير، وأنجز خطوات ملموسة على طريق الانجاز والتحديث، وتغلّب على كثير من التحديات الاقتصادية والسياسية والادارية والاجتماعية، بإذن الله، بالعمل والمثابرة والجهد الجماعي الخلاّق، وبإشعال شمعة بدلاً من الاكتفاء بلعن الظلام.

كل عام وأردننا الغالي بألف خير.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012