أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الثلاثاء , 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


نكات أم حرب على الإسلام ؟

بقلم : بلال حسن التل
14-07-2022 12:13 AM

ها قد انقضت أيام عيد الأضحى المبارك ،ولكن هل انتهت دروسه وعبره ،وأولها حجم الاختلاف في تصرفاتنا تجاه العيد بين الماضي القريب والحاضر الذي نعيشه، سواء كان ذلك باستعداداتنا لاستقباله،أو في فهمنا لدلالته، أو بعلاقاتنا مع بعضنا خلال
أيامه ، أو بتصرفاتنا أثناء ايامه؟
أما من حيث استعداداتنا لاستقباله ،فمن الملاحظ أن منسوب البهجة والسرور كان منخفضا عند الأغلبية الساحقة من الأردنيين بسبب الضنك الاقتصادي الذي يعيشونه،والذي انعكس على سوق الملابس والحلويات وصولا إلى أسواق الأضاحي التي قل عددها بسبب عدم قدرة الكثيرين على شرائها,حيث تزداد في بلدنا مساحات الفقر يوما بعد يوم.
أما من حيث فهمنا لدلالاته فهناك اختلاف هائل في هذا الفهم بين الماضي والحاضر، وأول ذلك تغيب البعد التربوي والتعبوي للأضحية ،بعد أن صارت نسبة كبيرة من المضحين يذبحون أضاحيهم خارج منازلهم،وربما بغيابهم،الأمر الذي يغيب معه البعد التربوي لهذه الشعيرة ،خاصة عند الأطفال ،ناهيك عن أن هذا السلوك يفقد الأسر فرصة الاجتماع من أجل هذه الشعيرة،فإذا أضفنا إلى ذلك غياب إجتماع الأسر الممتدة من الجد إلى الأحفاد مرورا بالأبناء والأعمام،الذي كانت تشهده أعيادنا إلى وقت قريب، قبل أن تفقد أسرنا وعائلاتنا جلساتها الدافئة،وقبل أن تحل العواطف الباردة والزائفة في تبادل التهاني بالعيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي ،محل اللقاء الإنساني المباشر، وليس اسوأ من العواطف الزائفة الا العواطف الميتة او تلك التي يخجل أصحابها عن التعبير عنها بالرغم من العواطف الصادقة من اهم مايميز الأنسان السوي عن سائر مخلوقات الله، وكلها ممارسات تبين حجم الاختلافات التي أصابت فهمنا للعيد.
ماهو أخطر من كل تقدم يتمثل بخروج الكثيرين منا عن حدود الأدب واللياقة حتى لا نقول أكثر من ذلك ، في التعاطي مع شعائر الأضحى ودلالاتها، عندما حول هذا البعض واقعة طاعة سيدنا إسماعيل لأبيه عندما أٌمر بذبحه إلى نكتة سمجة تم تداولوها على مواقع التواصل الاجتماعي ،لاتزيد عليها سماجة ووقاحة إلا تساؤلات البعض عن مغزى رجم إبليس ،أو أهمية غار حراء،وصولا إلى استغلال أخطاء بعض الحجاج وتحويلها إلى محل تندر، مما يسيء إلى واحد من أهم أركان الإسلام . وعندما نجمع هذه التصرفات في إطار واحد سنجد أنها تصب في سياق حرب ممنهجة تشن على الإسلام ،وهي حرب خبيثة تستخدم فيها النكته سلاحا يفعل فعله الخبيت في منظومة دين الأمة قيمها ، على قاعدة دس السم بالدسم.وهي حرب نلحظ لها امتدادا في الكثير من وسائل الإعلام التقليدي ،مما يستوجب الكثير من اليقظة والحذر ،فقد صار عدونا بين ظهرانينا وللحديث بقية.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012