أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الثلاثاء , 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


عن الجماعة الموالية

بقلم : بلال حسن التل
17-07-2022 05:21 AM

يحلو للبعض أن يصف جماعة عمان لحوارات المستقيل بأنها جماعة موالية،ظنا منه أن ذلك يعيبها ،في زمن صار فيه الانتماء للأردن إقليمية، والدفاع عنه وعن مواقفه تسحيجا،ولا غرابة في ذلك ببلدنا الذي لايتورع بعض من فيه عن الدفاع عن أنظمة تعاديه،وتضطهد شعوبها، وعلى أرضه من يعلن ولاءه لهذة الأنظمة المستبدة،ويدافع عنها عبر بعض وسائل الإعلام العاملة في بلدنا،ثم يتم اتهام المخلصين للأردن ولقيادته والمدافعين عنه وعن مواقفه بالتسحيج!
نعم نحن في جماعة عمان لحوارات المستقبل جماعة موالية،ونمارس ولاءنا عبر مسارين الأول هو مسار اقتراح وتقديم الحلول للمشاكل التي تواجه بلدنا،و وضع برامج العمل لتطوير حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
أما المسار الثاني فهو المسار الناقد والناصح ،فنحن أكثر من يشير إلى مواطن الخلل،والى مصادر الخطر، وإلى الأخطاء التي تقع في بلدنا ، ليس من خلال ما نصدره من بيانات ولا عبر الإعلام فقط،بل بالاتصال المباشر مع الجهة التي يقع منها التقصير، أو يقع فيها الخلل،واتصالنا المباشر يكون إما بالمراسلة،او من خلال اللقاء المباشر مع المسؤولين دون الإعلان عن الكثير من هذه اللقاءات ،لأن هدفنا في جماعة عمان لحوارات المستقبل الإصلاح عبر النصيحة ، وعبر إقتراح الحلول وبرامج العمل،وليس تشويه صورة بلدنا من خلال التشهير بالمسؤولين،كما أنه ليس من أهدافنا ممارسة الابتزاز ، أو الشعبوية المبتذلة.
ممارستنا هذه يحلو للبعض أن يصفها بالمعارضة التي لا تجوز مع الموالاة ، وقد فات هؤلاء أننا عندما نؤشر إلى مواطن الخلل فإننا نمارس أشد درجات الإخلاص والولاء ،ذلك أن الإخلاص والولاء لايعنيان الموافقة على كل شئ ،بما في ذلك السكوت عن الأخطاء ،بل وتزيينها ،كما يفعل المنافقون ،والمرتزقة والمخبرون،فهؤلاء
هم أشد أنواع الخطر على المجتمعات والأنظمة السياسية ،لأنهم يفتكون بها من داخلها،أو يسكتون عن أمراضها حتى تفعل فعلها في الدولة والمجتمع.وهو ما لايرضاه الله ولا رسوله، فقد أمرنا أن نكون عونا للمسؤول أن ذكر أعناه، وأن نسي ذكرناه، وهذه ممارسة عليها آلاف الأدلة والنماذج في تاريخنا البعيد،وفي تاريخنا القريب، ففي تاريخنا البعيد أن عمر بن الخطاب كان يناقش رسول الله عليه السلام في بعض قراراته فينزل الوحي مؤيدا لرأي عمر ،ولم يكن رسول الله يغضب من عمر، بل هو من قال عنه جعل الله الحق على لسان عمر وقلبه، وسماه الفاروق،وهو نفسه عمر الذي طالما عارض خليفة رسول الله أبو بكر الصديق ،رغم أنه كان أقرب مساعديه ومستشاريه, تجسيدا لقوله تعالى' أن خير من استأجرت القوي الأمين'.
أما في تاريخنا القريب فقد كان الملك المؤسس عبدالله الأول إذا لقي رموز المعارضة عانقهم،وقال عنهم هؤلاء هم الذين يسمعونني الرأي الآخر، وهو نفسه الذي احتمل كل معارضات شاعر الأردن مصطفى وهبي التل 'عرار'على حدتها وتقلباتها،أما حفيده الحسين بن طلال فهو الذي جعل من رموز معارضيه رؤساء وزارات ووزراء ،لأنه كان يعرف أن فيهم مخلصين لا يسكتون عن الخطأ أو الخلل، وهذا سلوك من قيادة بلدنا لايفهمه الذين لم يقرؤوا تاريخه ،ليفهموا أنه بهذه الروحية تمكنت المملكة الأردنية الهاشمية من دخول مئويتها الثانية،رغم كل الصعوبات والمؤامرات التي واجهتها.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012