أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


عن العبث بالبيوت التاريخية ومسؤولية حمايتها

بقلم : د . زيد النوايسة
26-07-2022 05:44 AM

العبث الذي حدث قبل أيام في منزل ومتحف الشهيد وصفي التل اثناء تصوير بعض المسلسلات والأفلام كما سمعنا وشاهدنا؛ امر لا يمكن قبوله والتغاضي عنه لأنه سيتكرر في المستقبل وبتماد أكثر، ويشكر دولة الرئيس الدكتور بشر الخصاونة على تحركه السريع بالإيعاز لأمين عمان بتشكيل لجنة للتحقيق فيما جرى.

قيمة وأهمية ورمزية منزل الشهيد وصفي التل ومنزل ومتحف بطل معارك باب الواد والقائد العسكري المشير حابس المجالي رحمهما الله؛ مرتبطة بما يمثلان في التاريخ السياسي والعسكري وبالوجدان الأردني فهما رفاق الراحل المغفور له الملك الحسين وفي مراحل بالغة الدقة، وبالتالي استخدامهما في الدراما يجب أن يقتصر على الأعمال المتعلقة بالأردن وتاريخه أو بدورهما وليس بأي نوع من أنواع الدراما سواء كان محليا أو عربيا أو عالمياً.

قد يقول البعض أن صناعة الدراما مهمة ويجب أن تأخذ مساحة من الاهتمام باعتبارها من العناوين الثقافية التي تروج لأي بلد؛ حسنا ونحن مع ذلك؛ ولكن هناك أماكن ومواقع انسب للأعمال الدرامية الملتزمة والتي تعبر عن هوية هذه البلاد وثقافتها وهذا رد على بعض من يقول إن الهدف هو الترويج للأردن ووضعه على خريطة السينما العالمية وصناعة الدراما.

حتى لا نجامل أحدا؛ فهذه مسؤولية الأمانة والمسؤولين فيها اولاً؛ الحفاظ على هذا البيوت التي تمثل قيمة ورمزية في وجدان الأردنيين والتي كانت حاضرة عبر المائة عام الأولى من بناء الدولة الأردنية وشهدت حجارتها وأبوابها ونوافذها وقائع تاريخية هي موروث سياسي وثقافي للدولة ويجب ألا يكون استخدامها أسيرا لقرار موظف ولد بعد عقود على استشهاد وصفي ومن الطبيعي وفي ظل سيادة الامية والجهل السياسي الا يعرف الكثير من هؤلاء الموظفين بمن فيهم الذي يحملون الدرجات العليا شيئا عن تاريخ هذه البلاد وتاريخ شخصياتها البارزة.

ولعل السؤال هنا ما هي الحكمة أن تكون هذه البيوت خاضعة لسلطة أمانة عمان مع تقديرنا لدورها المحدد بقانونها وعملها الأساسي؛ حماية التراث المادي وغير المادي مسؤولية وزارة الثقافة ووزارة السياحة والآثار وليس الأمانة والبلديات؛ قد تكون الملكية لهما ولكن الأشراف والرعاية تحتاجان جهة متخصصة ويختار لهما موظفون بمواصفات معينة أهمها الثقافة والالمام بالتاريخ والتراث وقبل كل هذا الحس والإيمان الوطني والتحلي بالمسؤولية.

هذا يقودني بالضرورة للحديث عن أهم الأعمال التي توثق للبيوت الأردنية التراثية على امتداد المملكة وهو برنامج «عمران» الذي قدمه التلفزيون الأردني خلال الأعوام الماضية وأعده وكتبه الباحث والمهندس المتخصص والمبدع محمد رفيع؛ البرنامج الذي جال على المملكة من أقصاها لأقصاها واستعرض لنا أشهر البيوت التي سكنتها زعامات سياسية واقتصادية وعشائرية عبر أكثر من مائة عام من تاريخ الأردن وتميزت بأنماط عديدة من العمارة واعترف أنني دهشت من وجود هذه البيوت الجميلة والمميزة في بلادنا ولكن المهملة للأسف.

هنا يبدو الاقتراح في غاية الأهمية أن تبادر وزارة الثقافة ووزارة السياحة والآثار بإيجاد آلية للحفاظ عليها من خلال استملاكها والعمل على ترميمها باعتبارها تراثاً مادياً اردنياً والدولة بمؤسساتها هي المعنية بالمحافظة عليها واستثمارها ثقافياً وسياحياً من خلال تحويل بعضها لمتاحف او معالم ثقافية كمكتبات عامة أو منتديات ثقافية لا أن تتحول لاماكن مهملة وخرائب ومكاره صحية، والعائق المادي يمكن تجاوزه من خلال الاستعانة بمؤسسات دولية كاليونسكو أو مؤسسة أغا خان الدولية التي ساهمت بترميم العديد من الأماكن التاريخية في مصر وسورية والعراق.

(الغد)



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012