أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


إدارة الثورة السورية أطول زمن ممكن

بقلم : إياد حماد
19-05-2012 10:05 AM


منذ اللحظة الأولى لانطلاق خطة المبعوث الأممي كوفي أنان كان واضحاً بأنها عبارة عن مهلة جديدة تضاف إلى المهل المتتالية التي تقدم للنظام الأسدي والذي يحسن بالتأكيد استغلال تلك المهل أيما استغلال وذلك بارتكاب المزيد من عمليات القتل والتنكيل بالشعب السوري


وبالتأكيد فإن التفجيرات التي أعقبت دخول بعثة المراقبين الدوليين لم تكن مستبعدة في ظل وجود مثل هذا النظام القاتل بل كان كل ذلك متوقعاً حيث أن النظام الأسدي عمد إلى أحداث بعض التفجيرات الإرهابية لكي يظهر نفسه أمام المجتمع الدولي بأن ما من ثورة في سوريا إنما هي عبارة عن عصابات من القاعدة تقاتل النظام هنا وهناك وأنها هي وحدها من تقوم بقتل الشعب السوري


إن التفجيرات الإرهابية التي حصلت والتي قد تحصل تخدم في الدرجة الأولى النظام الأسدي وهناك العديد من الشبهات والتساؤلات حول كيفية تنفيذ التفجيرات وما يحصل بعدها ولذلك كان لزاماً على المجتمع الدولي بأن يطالب بلجنة تحقيق دولية في التفجيرات الإرهابية ونحن على علم مسبق بأن نظام الأسد سيرفض التحقيق الدولي لأن التحقيق الدولي المستقل قد يظهر ما لا يريد النظام ظهوره


يزعم النظام المجرم في سوريا بأن القتل الذي يحصل في سوريا يتم على أيدي القاعدة وهو بذلك يريد من الناس أن تصدق بأن من يستخدم الدبابات والمدفعية الثقيلة والطائرات في قتل الناس وقصف الأحياء السكنية هم من القاعدة لكن أليس من الغريب بأن هذا النظام القاتل يتباكي على التفجيرات التي تحدث في دمشق وحلب أكثر من تباكيه على ما يحصل في بقية المدن السورية فإذا كان الجميع يقتل على أيدي القاعدة فلماذا يهتم النظام بتفجير سيارة في دمشق أو في حلب ويستخدم كل وسائل التشبيح الفضائي والإعلامي التي يملكها هو وأذنابه في المنطقة للحديث عن هذا التفجير في المقابل لا يهتم أبداً لتدمير الأحياء السكنية بالدبابات في حمص وغيرها ثم لماذا لا يهتم التلفاز السوري الموالي للأسد بنقل معاناة اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن ؟ أليس هم حسب مزاعم النظام الأسدي فروا من عصابات القاعدة وليس من مجازر النظام ؟


وقد يطير البعض بتصريح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن القاعدة هي المسؤولة عن التفجيرات الأخيرة في دمشق وهذا ما رفض تأكيده رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود لكن على فرض صحة ذلك فإن هذا لا يعني الثورة السورية بشيء لعلم كل السوريين بأن النظام الأسدي هو من كان يسهل للقاعدة دخول العراق وافتعال التفجيرات الإرهابية فيها كما أنه من يسر دخول فتح الإسلام إلى مخيم نهر البارد فالنظام الأسدي استخدم القاعدة قديماً وليس من المستبعد أن يستخدمها في أي وقت ما دامت أنها تخدم أجندته وقصة أبو القعقاع ليست ببعيدة فهي تفضح كيف أن النظام الأسدي اخترق القاعدة وهذا ما أكدته وثائق ويكيلكس


الواقع أن ما يعانيه الشعب السوري هو عدم وجود رغبة دولية جدية برحيل نظام الأسد فالمجتمع الدولي يريد من السوريين الاكتفاء برحيل بشار الأسد وبعض المقربين على غرار التجربة اليمنية وهذا ما صرح به أخيراً وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الذي أصر على رحيل بشار الأسد مع بقاء جهاز المخابرات والأجهزة الأمنية والجيش التابع للأسد دون تغيير وبالطبع الحقيقة يراها الجميع إلا أدعياء القومية البائدة وأنصار أوهام الانتصارات الربانية الزائفة والتي تكشف بأن المجتمع الدولي يريد بقاء النظام الذي يحمي إسرائيل وكل ما يخشاه الغرب هو قيام نظام ديمقراطي في سوريا قد يعود بالأكثرية السنية لتحكم سوريا من جديد وتتحكم بالقوة العسكرية ولذلك هم يريدون بقاء القوة العسكرية بيد الأقلية التي تحمي إسرائيل حتى تتحكم في مجريات ومخرجات أي عملية ديمقراطية مستقبلية


هذه الأمور لم تعد تخفى على أحد لا سيما أبناء الشعب السوري الأحرار الذي يرفضون لأنفسهم أن يبقوا عبيداً لآل الأسد ولذلك هم يخرجون يومياً رغم كل عمليات القتل لكي يطلبوا برحيل حفنة الأسد وجوقة البعث المتعفنة التي حولت دولة من وطن للسوريين إلى مزرعة لآل الأسد والسوريين يدركون بأن مهلة كوفي أنان ولدت ميتة منذ اليوم الأول كما أنهم يلمسون عدم الفاعلية في تطبيق الرقابة حيث لم يسمح للمراقبين باستخدام الطائرات التابعة للأمم المتحدة في المراقبة لكي يتمكنوا من سرعة التنقل وحرية التحرك بين المدن السورية فالنظام الأسدي يرفض ذلك فلماذا يا ترى يرفض ؟


اليوم أصبح الشعب السوري يستهدف أمام بصر وسمع المراقبين الدوليين بل هم أنفسهم تحولوا إلى هدف للنظام فيقوم الشعب السوري بحمايتهم من عصابات الأسد وهذا ما أكده أحد المراقبين صراحة عندما أقر بأن من استهدف سيارات المراقبين في خان شيخون هو الجيش النظامي التابع للأسد وأن من وفر الحماية لهم هو الجيش السوري الحر


على روبرت مود أن يعلن صراحة بأنه لم يتم تطبيق أي بند من بنود خطة أنان فهو لم يسحب الآليات العسكرية ولم يسمح للشعب بالتظاهر ولم يطلق أي معتقل ولم يتوقف عن قصف المدن وقتل السوريين فماذا ينتظر روبرت مود حتى يقول ذلك ؟ هل المطلوب هو إدارة الثورة السورية أطول زمن ممكن حتى يتم انتخاب الرئيس الأمريكي القادم ولكي يلمس العالم تحركات جدية لردع آلة القتل الأسدية ؟ ...







التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012