أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الثلاثاء , 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


أيوب نصر يكتب : حتى تنجح القمة العربية بتجاهل الخلافات العربية؟

بقلم :
18-09-2022 06:16 AM
أيوب نصر

وقفت البارحة على مقال للأستاذ “رامي الشاعر”، نشرته صحيفة “راي اليوم” اللندنية، يدور موضوعه حول القمة العربية، وقد كتب الأستاذ الكريم مقاله تحت عنوان: “القمة العربية وخاوة خاوة ماشي عداوة وسامح الله سفيرا عربيا في روسيا على ضلاله”، وجدير بي أن أنبه إلى دقة نظر الكاتب، وحسن بديهيته، وسعة إطلاعه، وكيف تجلي كل ذلك، وغيره، في ترتيب الأفكار المضمنة في ذلك المقال، وفي الإشارات التي رماها من طرف خفي، مما لا يسعك معه إلا أن تتفق مع الكاتب في السواد الأعظم من المقال، وأن تنصح كل مهتم وكل متتبع بالإطلاع عليه ومحاولة الوقوف على كل واضحة وخفية فيه.
وقد منى الأستاذ الكريم النفس “أن يبادرالزعماء العرب خلال الأيام والأسابيع المقبلة بإبداء آرائهم ومقترحاتهم بشأن جدول الأعمال، الذي أرجو أن يتضمن ما يجمع ولايفرق”، وما منى به الأستاذ الكريم نفسه، هو نفسه التوجه الذي تسير إليه القمة العربية، والتي سيتم فيها تجاهل طرح المواضيع الخلافية، حرصا على جمع الشمل، وتوحيد الصف، ولم الشتت، وتجنبا للفرقة والشقاق، وهذا ما يصبو إليه كل عربي غيور على البلاد العربية مشفق على ما آلت إليه أحوالها من فرقة وشتات.
لكن هل تجنب طرح تلكم المواضيع الخلافية يعتبر حلا لها ؟؟ وهل عدم طرحها سيمكننا من تجاوزها؟؟ الجواب طبعا: لا، وذلك أن نجاح القمة العربية، لن يكون بتجاهل مواضيع الخلاف وعدم الخوض في مواطن الشقاق، ومن إدعى ذلك فهو واهم، فكيف ندعي أن القمة العربية ناجحة، وقد أغفلت الخوض في القضايا الخلافية، وتركت البحث عن حلول لها ؟؟

ثم إذا لم تعقد القمة العربية لأجل البحث عن التوافق بين أطرافها، إنطلاقا من مواطن الخلاف الموجودة بينهم، فلماذا تعقد أصلا ؟؟ هل تعقد لشرب القهوة والشاي والعناق الحار ورفع الأيادي متشابكة، ثم بعد انقضاء القمة تعود المشاحنات والبغضاء لتسكن قلوب أطرافها ؟؟ فالقمم وجدت لمناقشة الخلاف وتقريب الآراء حول ما اختلف فيه، ومحاولة البحث عن حلول لتجاوز الخلاف، ولم توجد القمم لتجاهل الخلاف.
إن أقرب طريق لنجاح القمة العربية، هو مناقشة الخلاف، والبحث عن حلول له، وإن لم نجده الآن، فإننا على الأقل نكون قد مضينا في طريق البحث عنه، أما الإعراض عن مواطن الخلاف، فإن ذلك سيجعل منه خلافا مستقرا، والخلافات المستقرة لا تحل، وإنما التي تحل هي الخلافات غير المستقرة، وذلك بما يحدث حولها من نقاش وما يلقى فيها من آراء ربما تمكن “الزعماء من إيجاد أرضية مشتركة”، وأما سياسة القفز والعمل وفق قول القائل: “نجتمع على ما إتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا على ما اختلفنا فيه” فلا أظنها مجدية، بل أثبتت فشلها منذ زمن.
كاتب وباحث مغربي

' رأي اليوم '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012