أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الكويت الجديدة ..

بقلم : سمير الحياري
02-10-2022 12:35 AM

سألت الصحفي العائد من تغطية انتخابات مجلس الامة الكويتي عن انطباعه فيما جرى خاصة قراءته للنتائج فاجابني انها فعلًا مختلفة .. قلت له : وربما انها غير .. وتؤسس لمرحلة جديدة مهمة لكويت جديدة .. قال : ربما .. لكن من يضمن ان الامير سيحل البرلمان الشهر المقبل ونعود للصفر ..؟


سؤال الصحفي القادم من الامارات مبرر لكن وزير الاعلام وغيره من المسؤولين الكويتيين الذين التقيناهم في العاصمة العربية الانشط سياسيًا اجابوا ما ملخصه ان الكويت قبل خطاب ولي العهد الكويتي شيء ومابعده شيء اخر معتبرين ان التزامه بتطبيق الدستور والمحافظة عليه وصونه سيكون اساس المرحلة القادمة رابطًا ذلك بامثلة عن تحديات وواجبات لابد من اخذها بعين الاعتبار بعد الجوائح والنائبات التي مرت على بلدهم الذي يعد جزءا من المنظومة الخليجية ثم العربية و العالمية.

ولي العهد الكويتي الذي لمسنا انه محبوب لشعبه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح رفع شعارا من كلمات لخصت المشهد القادم ' إعادة تصحيح مسار المشهد السياسي ' حينما برر قراره بحل المجلس واجراء الانتخابات في ظل غياب امير البلاد قسرا للعلاج ، ونال هذا الخطاب من التحليل ما لم ينله خطاب اخر ، لانه دغدغ عواطف الناس واقترب من همومهم كما يقول اعلاميو فندق الشيراتون .. فالامير في خطابه ربط الحل ب'عدم توافق وعدم تعاون واختلافات وصراعات وتغليب المصالح الشخصية وعدم قبول البعض للبعض الآخر وممارسات وتصرفات تهدد الوحدة الوطنية'..وزاد 'أدت الإدارة الحكومية والممارسة البرلمانية إلى تذمر وسخط المواطنين، وعدم رضاهم عن عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية'.. وهو ما دعاه لحل المجلس وانتخاب اخرضم اكثر من نصفه وجوها جديدة.

اعتقد ان ماذهب اليه ولي عهد الكويت من مشهد جديد ومسار مختلف بدأ حينما قرر مرزوق الغانم العدول عن الاستمرار في الترشح للانتخابات النيابية وهو صاحب الشعبية الاكبر خارج الكويت لمواقفه العربية خاصة المتعلق منها بالقضية الفلسطينية وتصريحاته المتكررة ضد الاحتلال .. اضافة للحماس الذي رافق النبأ حينما قرر 'القرمية' احمد السعدون (88 عاما) ان يعيد تجربته النيابية التي بدأها عام 1967 اي انه سيدير كما هو مخطط رئاسة مجلس من شباب لم يكونوا في هذه الدنيا حينما اصبح نائبا عام 1975 ..

العودة الى 'القرامي' او 'العتقية' في الادارات العليا امر ملفت في قراءة المستقبل ، لكن الملفت ان دخول سيدتين بعد اقصاء النسوة عن المشهد السابق في البرلمان وفوز مرشحين من خلف القضبان اعطى صورة ايجابية للحياة الديمقراطية في البلاد كما ان فوز المعارضين الاسلاميين شيعة وسلف واخوان يعطي ملمحا لشكل البرلمان القادم الذي يراهن البعض على انه سيستمر اكثر من اي مجلس مضى مستهديا بخطاب ولي العهد.

الصورة ليست ضبابية كما لو ظن انها كانت من قبل ، بل اصبحت اكثر وضوحا خاصة في علاقة الحكومة والبرلمان مع الداخل وما تفرضه الظروف الخارجية على النظام الذي ظل على الحياد صامدا امام كل الضغوطات .. فهل نتائج الانتخابات تؤسس لشكل جديد في موقف الدولة من المحيط ..!

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012