أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الثلاثاء , 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


شكرا سالم الفلاحات..

بقلم : احمد ابو خليل
22-10-2022 11:35 PM

شكرا سالم الفلاحات..
أمضيت اليوم بضع ساعات مع كتاب للاستاذ سالم الفلاحات عنوانه '100 عام وما زلنا نبحث عن دولة'.
الأستاذ سالم ليس مؤرخا ولا يقدم نفسه كباحث أو كاتب. وكتابه عبارة عن أفكار ومواقف وهواجس ودعوات للنقاش، ولكن أهم ما فيه، برأيي، أنه نتاج تفكير وطني بآفاق مفتوحة الى درجة كبيرة. والاستاذ سالم كما تعرفون هو قيادي مؤسس في حزب الشراكة والانقاذ ومراقب عام أسبق لجماعة الإخوان المسلمين.
غادر تنظيم الإخوان ولكن إلى موقف أعلى سقفا وأكثر شجاعة، وهو ما يميزه عن أغلب المغادرات أو الانشقاقات الأخرى.
الكتاب على درجة عالية من التهذيب، فهو لا يشتم جماعته التي اختلف معها وانشق عنها حديثا، كما هي العادة في الانشقاقات الحزبية.
لكنه كتاب 'سياسي'، ما يعني أنه انتقائي في كثير من محتوياته، وهو كثير التنقل بين الأزمان والأحداث بما يؤيد الفكرة المطروحة، كما اقتصر في مراجعه على ما يوافق عليه سلفا، ووقع في شرك اعتبار ما ورد هنا أو هناك في كتب ألفها آخرون باعتبارها وقائع حصلت فعلا، وليس باعتبارها رواية الكاتب أو رأيه. برز ذلك في مراجعه التاريخية خاصة.
إنه مع ذلك، تجربة في ميدان مغادرة ما هو ضيق ومحدود في التحزب، بل فيه ملمح من العودة الى المعنى الأصلي للانتماء الحزبي باعتبار الحزب 'جزء' من كل أوسع، وباعتراف واع بهذا الكل واحترام له. فالكتاب يحاول النظر بعين وطنية أكثر منها حزبية.
بالنسبة لي، أوافق على منطلقات ومنهج التفكير المتبع في الكتاب، أكثر من موافقتي على محتواه الفعلي، وخاصة فيما يتصل بالسنوات الأولى لتأسيس الدولة، ونظرته لنشأة وتطور الوطنية الأردنية، فالكتاب ينتقي حينا ويتجاوز ويغمض عينه حينا آخر... وهذا أمر مفهوم ومستوعب، فالفلاحات سياسي ممارس، وقد غادر حزبا ليؤسس آخر. أقصد حزب الشراكة والإنقاذ، وهو بتقديري من أكثر الأحزاب اجتهادا واحتراما وشجاعة، وهذا يفرض منطقه على الكاتب الحزبي الذي عليه، وفق منطق التحزب، أن يخدم حزبه. لكن الأستاذ سالم يحاول كما يبدو أن يدفع نفسه وحزبه نحو زاوية النظر الأوسع.
أتمنى أن يأخذ الكتاب حقه في النقاش العام، وأن يكون جزءا من استعادة أخلاقيات النقاش السياسي...
كم نحن بحاجة لاستعادة الأخلاق في السياسة وغيرها.
شكرا أستاذ سالم.
(الكتاب بدون دار نشر، ولا أعرف أين يوزع، فقد حصلت على نسخة كإهداء منه، وإذا سألني أحد عن كيفية الحصول عليه، فهذا يعني أنه لم يقرأ منشوري كاملا.. بدون زعل)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012