أضف إلى المفضلة
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


دَقُّ الماء في الإناء !!

بقلم : محمد داودية
20-11-2022 12:04 AM

احتاج الوسطاء الدوليون والاقليميون إلى ساعات لإنجاز اتفاقية هدنة ووقف إطلاق النار بين حركة الجهاد الإسلامي وكيان الاحتلال الإسرائيلي في آب الماضي.
واحتاجت المخابرات المصرية والمبعوث الأممي نيكولاي ملادينوف، إلى خمس عشرة ساعة لإنجاز اتفاقية الجهاد- إسرائيل في تشرين الثاني 2019.
وما يزال الصراع محتدما بين الأشقاء الفلسطينيين بعد عشر اتفاقيات وخمس عشرة سنة من التقاتل وهدر طاقات الشعب العربي الفلسطيني !!.
كل شيء إلى الوراء في ظل الانقسام الفلسطيني المستمر منذ سنة 2007، وكأن الاحتلال، لا يقف بين المرء وأخيه وكأن الموجة الاستيطانية الاقتلاعية ليست متشكّلة في الأفق.
ويجدر أن نسجل أن الانتهاكات الإسرائيلية العلنية لسيادة الدول الأوروبية، تتم وتمر دون مجرد استدعاء السفير الإسرائيلي أو حتى إصدار بيان شجب.
اتحدث عن اغتيالات تمت في الدول الأوروبية الحرة العريقة التي ترفع لواء الدفاع عن حقوق الإنسان !!
لقد اغتال الموساد الإسرائيلي قادة فلسطينيين في باريس: عاطف بسيسو ومحمود الهمشري وباسل الكبيسي ومحمد أبو دية وعالم الذرة المصري يحيى المشد.
وفي أثينا: خالد نزال وزيد مقصي.
وفي روما: وائل زعيتر.
وفي نيقوسيا: حسن البشير.
وفي النرويج: المغربي أحمد بوشيقي (بالخطأ ظناً أنه علي حسن سلامة).
وفي مالطا: فتحي الشقاقي. وها هي إسرائيل ترفض التحقيق الأميركي في اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة.
لقد ازدرت إسرائيل ومسحت الأرض بكرامة عدة دول أوروبية وغير أوروبية، فالاغتيالات السياسية الإسرائيلية كلها تتم بموافقة خلية مصغّرة مكونة من رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان الإسرائيلية.
إسرائيل هي الوحيدة في العالم، عضو الأمم المتحدة، التي تمارس جرائم الاغتيال العلنية، ولا تأبه أو تُحاسَب، وجميع عملياتها الإجرامية تمر بلا مساءلة، لإنها مطمئنة إلى الإفلات من العقاب.
إسرائيل لا تنكر مقارفة الإرهاب على مستوى الدولة فحسب، بل هي ترفض الالتزام بوقف الاغتيالات السياسية، رغم أنها غير مجدية، لإنها لم تؤدِ إلى حصول الفراغ و'التحييد' الذي ترتجيه.
فقد اغتالت أحمد ياسين ولم تنتهِ حماس.
واغتالت أبو علي مصطفى ولم تنتهِ الجبهة الشعبية.
واغتالت فتحي الشقاقي ولم تنتهِ الجهاد الإسلامي.
واغتالت عباس الموسوي ولم ينتهِ حزب الله اللبناني.
دورة الدم الرهيبة ستستمر، لأن العالم يطبّق أعلى معايير النفاق والإغضاء عن جرائم إسرائيل، ولأن ظهر الشعب الفلسطيني مكشوف بلا حماية دولية، ولأن صراع الإخوة الفلسطينيين مستمر !!

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012