أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هكذا قال الأردنيون

بقلم : بلال حسن التل
20-11-2022 12:30 AM

مرة أخرى أجدني مضطرا للكتابة بموضوع له علاقة بكرة القدم ،وهذه المرة سأكتب قراءة من وحي مبارة كرة القدم ،بين منتخبنا الوطني لكرة القدم والمنتخب الإسباني، والتي جرت على ستاد عمان الدولي في مدينة الحسين الرياضية،فبالرغم من قناعة الجماهير الأردنية بصعوبة التغلب على الفريق الإسباني لفارق الإمكانيات ،ومع ذلك تمسكت جماهير الشعب الأردني ببصيص أمل يمكن أن يتحقق ،فالأمل هو أكبر وأهم محرك للإنسان للسعي عله يحقق ما يريد، وهذه حقيقة تغيب عن كثير من السياسيين فيديرون ظهورهم لآمال الجماهير فيخسرونها،وهم في الحقيقة الخاسرون ،فما من سياسي خسر جماهيره إلا وخرج هو الخاسر في نهاية المطاف.
وراء بصيص الأمل تدافعت جماهير الأردنيين للإلتفاف حول منتخبهم الوطني لكرة القدم ،وهو تدافع يؤكد حقيقة من حقائق هذه المرحلة وهذه الحقيقة تقول إن لاعب كرة قدم قادر على حشد آلاف الناس ،وأن عشرات السياسيين يعجزون عن حشد عشرات الناس، والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى.
كثيرة هي الأسباب التي تجعل الرياضيين أكثر قدرة على حشد الناس حولهم ،أولها قدرة الرياضيين على الإنجاز ،فالناس يريدون إنجازات تحقق آمالهم لا وعود تذهب سرابا ، والجماهير تلتف حول الرياضيين لأنهم يلعبون أمامهم على المكشوف ،ويتنافسون بشرف ، والأكفأ هو الذي يفوز،ففي الرياضة لامكان للواسطة والمحسوبية، وهو مالا يجده الناس عند غالبية السياسيين ،الذين يجيدون اللعب بالخفاء كما يجيدون الضرب تحت الحزام ، ويصل الكثيرون منهم بالواسطة والمحسوبية والشللية، وقبل ذلك كله أن غالبيتهم تتناقص بين أقوالها وأفعالها.
سبب آخر يجعل الجماهير تلتف حول منتخباتها الوطنية الرياضية،هو أن الجماهير تلتف حول قضية تؤمن بها ،وفي الرياضة لكل جمهور قضيته التي يسعى لكسبها وهي فوز فريقه على من ينافسه،لكن جماهير كل الفرق المتنافسة تلتقي معا ،عندما يكون المنافس فريق الوطن فتصبح القضية قضية وطن توحد الجميع وهو بالضبط ماحدث يوم الخميس الماضي فقد نسي الأردنيون كل منافساتهم الرياضية وتوحدوا خلف منتخبهم الوطني ،فزحفوا نحو ستاد عمان يحملون علما واحدا هو علم الوطن ،ليلتفوا حول منتخبهم الوطني ،وقضية واحدة هي اسم وصورة وطنهم فلا شيء يوحد الناس وينسيهم خلافاتهم إلا القضايا التي تكون بحجم الوطن ،عندها لايتجاوز الناس خلافاتهم فقط ،ولا يغادرون مربع السلبية فقط ،بل يضحون ويدفعون من جيوبهم ،وهو بالضبط ما فعله الأردنيون يوم الخميس الماضي ،فقد تنافسوا على شراء تذاكر مباراة منتخبهم الوطني ،رغم شح ذات اليد عند الكثيرين منهم ،وحاجتهم لما دفعوه لشراء التذاكر لسد حاجات أكثر ضرورة لهم شخصيا لكنهم فضلوا وطنهم على ذواتهم ،فالأوطان وقضاياها أكبر من الأشخاص وأطماعهم ،هكذا قال الأردنيون يوم الخميس الماضي.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012