أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


النفط الأردني فوق الأرض

بقلم : د. ثابت النابلسي
27-11-2022 03:13 PM

يبحثون عن النفط في كل العالم من خلال حفر الآبار في السهول والجبال وفي أعماق البحار ، لكن لكل طبيعة وجغرافيا خصوصيتها التي تعكس ما هو متوقع فيها من ثروات طبيعية وخيرات معدنية وكنوز اقتصادية.

منذ أيام صدرت نشرة خاصة عن التعليم في الإمارات العربية المتحدة وبالتحديد إمارة دبي ، حيث تقوم هيئة المعرفة لديهم بتقديم خدماتها للارتقاء بمستوى التعليم في مدارس ومعاهد وجامعات في دبي ، هذا التقرير المتميز أذهلني بدقة متناهية من البيانات والمعلومات المتوافرة فيه ولعل أهم ما لفت انتباهي هو نسبة المعلمين والمعلمات من الجنسية الأردنية في دبي .

نعم صحيح لقد تعجبت من النسبة المنخفضة والتي بلغت ٤٪؜ فقط ، هذا يعني أن هنالك الكثير من التقصير في إمكانية استثمار النفط التعليمي الذي تمتلكه الأردن ، وإذا ما قمنا بمقارنة بين الجنسيات التي تحتل الصدارة في المدارس فأنني أشارككم بعض معلومات هذه الدراسة .

فقد احتلت الجنسية الهندية النسبة الأكبر وهي ٣١٪؜ وجاءت الجنسية البريطانية بالمرتبة الثانية بنسبة ١٧٪؜ وبالمرتبة الثالثة كانت الجنسية المصرية بنسبة ١٠٪؜ وكان أقل جنسية الأمريكية بنسبة ٢٪؜.

فحسب هذه التقرير والبيانات هنالك فرصة كبيرة جدًا لتسويق المعلم الأردني صاحب الكفاءات العالية والسمعة الطيبة ، لقد استثمرت الأردن في رأس المال البشري لعقود من الزمن ولا بد أن يكون هناك عائد اقتصادي على مستوى الدولة والمواطن الذي لا يملك إلا العلم الذي ناضل من أجله لتحقيق حلمه بالتعليم الذي هو النفط والغاز الموجود فوق الأرض ، فكم من آباء باعوا ما يملكون من أرض وكم من أم باعت ذهبها كي يدرسون أولادهم لإيمانهم بأن العلم النافع هو الاستثمار الحقيقي.

لكني أعتقد أنه من واجبنا في حماية استثمارنا في أبنائنا وبناتنا ونطالب كل الجهات المعنية حكومية أو خاصة بالعمل على إيجاد حلول وابتكار طرق جديدة لتسويق النفط التعليمي وفتح آفاق للمؤسسات التعليمية لاستقطاب الأردنيين في مجال التعليم، بذلك نكون قد حققنا تقدمًا في محاربة البطالة والفقر وتحسين نوعية الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الأردن للأسرة التي لم يبقَ لديها شىء لتعيش من أجله إلا الأمل في مستقبل أفضل لأبنائها.

وعودة بكم للتقرير الذي اصدرته هيئة المعرفة في دبي فأعجبني فيه بعض البيانات أشاركها معكم، فمثلاً عدد الذين يحملون اسم بمعنى الزهور يبلغ حوالي ٢٨٠٠ طالب وطالبة مثل ورد ، زهرة ، روز ، ياسمين ، أما الاسم الذي حقق أعلى عدد يحملونه فهو اسم احمد حيث بلغ تقريباً ٣٥٠٠ أحمد حاليا في مدارس دبي .

وأما المعلومة الأهم كانت أن نسبة المعلمات بلغت ٨١٪؜ والمعلمين ١٩٪؜.

أدعو الله أن يجعل في علمنا وعملنا بركة ،لنكون قادرين على مواجهة التحديات لابد من تحويلها لفرص استثمارية ونحن نملك القدرة التنافسية في مجال التعليم.

حمى الله الأردن ومليكه وولي عهده وعاش الشباب.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012