بقلم : العميد المتقاعد حسن فهد ابوزيد
29-05-2012 09:38 AM
في يوم الاستقلال لا بد وان نتحدث ولو باختصار عن مؤسس الاستقلال وموطد أركان الدولة انه ملك الأردن الأول الذي تربع على عرش المملكة الأردنية الهاشمية في بداية عهدها كمملكة
في مكة بيت الله الحرام كان مولده، وفي المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين كان استشهاده, وفي عمان موطن أحرار العرب مرقده.
ونحن نتفيأ ذكرى الاستقلال الذي جاءت في خضم الربيع العربي لا بد هنا من إرجاع ألفضل لأهله بكل الوفاء والعرفان لصانع الاستقلال ومؤسس المملكة الذي نذر نفسه دفاعاً عن قضايا العرب وعلى رأسها القضية ألفلسطينية ، فمنذ أن وطأت قدماه أرض معان العروبة منطلق أحرار الأمة عام 1920 سعى الشهيد المؤسس لرفع كيان هذه الأمة حيث بدأ بتأسيس أول نظام حكومي مركزي تمثل بإعلان أول حكومة أردنية في الحادي عشر من نيسان من عام 1921 برئاسة رشيد طليع وأطلق عليها اسم حكومة المشرق العربي لتكون محطة انطلاق لتحرير ما تبقى من البلاد العربية في سوريا.
من هنا لا بد من تسليط الضوء على بعض الجوانب الهامة في حياة الملك الشهيد عبد الله بن الحسين وقصة استشهاده عبر محطات تاريخية خالدة ومشرقة في حياته ، فمنذ ميلاده عام 1898 نجح جلالته خلال سنوات حكمه التي استمرت أكثر من ثلاثين عاما في تكوين دولة قادرة على البقاء والاستمرار وتحويلها من مجتمع قبلي بدوي بسيط إلى دولة حديثة ومستقلة ذات سيادة، حيث استمرت مسيرة الاستقلال منذ تأسيس الإمارة ألفتية عام 1923 إلى أن أصبحت مملكة مستقلة عام 1946 لتكون للأردنيين دولتهم وحريتهم وتصان كرامتهم فشارك الجيش العربي الأردني في معارك القدس واللطرون وباب الواد ليكون من أوائل المدافعين عن ثرى فلسطين, فكان قلب المغفور له عبد الله بن الحسين معلقاً بالقدس ودائم السفر إليها وبشكل منتظم للمشاركة كل أسبوع في صلاة الجمعة ولم يكن يوم الجمعة ( 20 تموز عام 1951 ) استثناء في ذلك حيث توجه ملك البلاد للصلاة في هذا اليوم وبمعية حفيده الأمير الحسين بن طلال وبعد أن أمضى ليلته الأخيرة في القدس وفي صباح اليوم التالي توجه للصلاة في المسجد الأقصى وسار في ساحة الحرم القدسي حيث احتشد الألوف ممن جاءوا ليشهدون الصلاة وأثناء ذلك كان يحيط به رجال الحرس وعلى رأسهم حابس ألمجالي الذي كان يتولى حراسته وأصدر بدوره تعليمات أمنية مشددة لحراسة الملك وحاول هو ورجاله أن يبعدوه عن الازدحام الذي ملاء الساحة عندها التفت أليه جلالته قائلاً : ' لا تحبسني يا حابس ' ولما وصل جلالة الملك باب المسجد الأقصى رفض بشدة أن يرافقه الحرس إلى الداخل وبعد بضع خطوات من دخوله للمسجد امتدت إليه يد الغدر والخيانة عندما أطلق أحد المتواجدين في المسجد النار على جلالته من مسدس كان يحمله ليسقط كأول شهيد على الأرض الفلسطينية على ثرى القدس الطهور لا بل على عتبات المسجد الأقصى وفي يوم مبارك هو يوم الجمعة ليروي بدمائه الزكية الطاهرة باحة المسجد الأقصى ليسقط شهيدا في العشرين من شهر تموز من عام 1951 رحم الله الملك المؤسس الشهيد عبدالله بن الحسين وحفظ الله الأردن عصياً على الأعداء ولتستمر هذه الرسالة الخالدة من أجل حرية الأمة وكرامتها وحفظ الله أبالحسين الملك المعزز وراعي الاستقلال وكل عام والوطن وقائده بألف خير .