أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الأردنيون وثقافة السترة

بقلم : قاسم محمد الدروع
29-05-2012 09:53 AM
كثيرا ما استوقفني هذا المصطلح وأنا أشاهد بأم عيني أناء الليل وأطراف النهار سلوكيات الأردنيين في هذه الأيام تجاه ما حولهم من الأشياء وهذه الثقافة حقيقة تستفزني وتغضبني كثيرا بحيث أصبح المواطن الأردني لا يريد شيئا سوى (السترة) والسكوت وتحمل الغلب أيا كان وبذلك يستمر في وضع الحد في (مارسه) والمارس هي القطعة الطويلة من الأرض في ثقافة أهل الريف عندما يقول فلان تحمل الغلب جراء مناقشتة في قضية الأرض فتنازله عن حقوقه ووضع الحد في (مارسه) ويتنازل بذلك من جزء من أرضه بالطول وهذا يقودنا أيضا إلى ثقافة السترة التي تحدثنا عنها في بداية المقال فأصبح الأردني حسبه من الحياة أنه يريد الستيرة ليس إلا, بمعنى أن لديه القدرة في التنازل عن حقه خشية أن يدخل في صراع مع الآخر، وهذا الأمر الذي استوقفني قبل أيام وأنا في حضرة أحد المسؤولين في الجامعة، عندما استدعى الطالبة التي أساءت لمدرستها وسكبت القهوة عليها ولم تنفذ التعليمات المعمول بها في الجامعة لتلقى جزاءها وإنما الذي حصل أن قامت المدرسة بالتنازل عن حقها استجابة لثقافة الستره ،لأن المدرسة لا تريد أن تدخل في قضية مع هذه الطالبة، والسؤال الذي يطرح نفسه حتى وان كان مواطنا لديه الرغبة في تقرير هذه الثقافة فلماذا لا تقوم مؤسساتنا بالوقوف إلى جانب حقها العام ومعاقبة كل من تسول له يده في الاستهتار بالتعليمات والأنظمة الموجودة داخل هذه المؤسسات ؟ وهذا يذكرني بموقف كنت شاهدا عليه ذات يوم عندما طرق مسامع احد المسؤلين أن شخصا اعتدى على احد العاملين في القطاع العام فما كان من هذا المدير دون أن تسجل شكوى بحق الذي اعتدى على الموظف الحكومي الذي كان يقوم بواجبه .فقام اقصد المسؤول باستدعاء الشخص المسبب وطلبه بمعاقبته بالقانون، عندها فزع أصحاب الجاه والمتنفذون للتدخل في التخفيف من حكم هذا الشخص وأصر عندها المسؤول على تنفيذ العقوبة من باب رغبته في توضيح أهمية تفعيل القوانين والأنظمة المعمول بها كي يدرك العامة أن القوانين المرعية عندما تنفذ تأخذ الحق كاملا غير منقوص . لا أريد أن أطيل كثيرا في سرد الأمثلة ، فالكل يريد السترة وأي سترة هذه الثقافة التي ستقودنا بالتالي إلى ما لايحمد عقباه من السلوك والمواقف.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-05-2012 02:01 PM

اخي ابو محمد هذه الثقافة لم تعد ثقافة فردية لاشخاص وانما ثقافة مؤسسية يكفي الله يستر عليك

2) تعليق بواسطة :
30-05-2012 12:37 AM

اخي قاسم بيك ......تطبيقا للمثل القائل ( امشي الحيط الحيط وقول يارب الستر )

3) تعليق بواسطة :
27-12-2012 01:23 PM

احسنت واجدت يا يا درعاوي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012