لقد اسمعت لو ناديت حياً ولكن لاحياة لمن تنادي ؟؟؟
الاخ والصديق العزيز ابو عمر انني الان في زياره لبريطانيا وتتملكني الحسرة لابل الغيرة وانا ارى الحياه هنا سلسه ومريحه فالشوارع تخلوا تماماً من رجال السير اوالشرطه والسير منظم وتكاد تظبط ساعتك على موعد الباص او القطار الحدائق نظيفه ومنسقه ولا يكاد حي يخلو من حديقه لا ترى الحكومه ولا تسمع اخبار لها ولكنك ترى اثرها في كل جانب من حياتهم
انني أوافقك الرأي اننا نعيش ضنك الحياه
أخي فتحي الحمود
ومن يملك غير التشاؤم بالغد في ظل واقع مزيف وفاسد افقيا وعموديا، صرخاتك هي صرخات كل الاردنيين منهم من يكتمها ومنهم من يتجرّا ويطلقها والقلة يتجاوزون حدود الكلام ليقدموا فعلاً على الأرض في الميدان والساحة والشارع لعل النظام ينقذ نفسه أولاً ويوفّر علينا المشقة ومخاطر المواجهة ثانياً والتي لا يُعرف مداها وتأثيراتها واحتمالات التدخلات الخارجية كما حدث ويحدث حولنا... على النظام ان يصلح نفسه قبل الوصول الى المربع الأخير حيث الدوران شبه مستحيل!
لست وحدك ابا عمر.....
كل ابناء الوطن,الذين اصابهم الفساد و لم يصيبوا منه شيئاً, يشاركونك الاحساس القاتل بضياع الوطن حين بعض اهله يصفقون و يرقصون على اشلائهم و اشلاء وطنهم, و بعضهم الآخر "قد اسمعت لو ناديت حيا.....و لكن لا كرامة لمتخاذل جبان.....
ادلهم الخطب ابا عمر......
و ضاعت الراية, و لكنه الظلام الذي يسبق النور و يقود اليه.....
الأخ الغالي فتحي الحمود المحترم
إن لك من الحس الوطني والإخلاص لهذا الوطن وأنت الذي كنت أحد الضباط في أقسى الظروف التي مر فيها الوطن ولك الحق كل الحق في التعبير عما في فكرك وفي ضميرك وكلماتك والله واضحة وضوح الشمس وأسلوبك هو أسلوب الإنسان الصادق مع ربه ونفسه وضميره وإنني والله أكاد أبكي وأنا أرقب الفئة التي تطرقت اليها لا يزيد عددهم على 100 شخص وهم يحصلون على كل شيء في هذا الوطن والمخلصون الشرفاء الذين قدموا أرواحهم وحموا الوطن يبحثون عن لقمة العيش لقد زرت قبل يومين أحد ضباط القوات الخاصة المحالين على التقاعد وهو من أوائل المدربين من المظليين تصور يا أخي أن هذا الضابط لم يجد غرفة له في المدينة الطبية وتم وضعه في عنبر مع عشرة أشخاص لهم حمام واحد وتم حجز غرف الضباط الى مدنيين من جنسيات مختلفة لأنهم يدفعون الفلوس تصور هذا الضابط الذي قدم حياته وأفنى زهرة شبابه ويخصم من راتبه التقاعدي التأمين الصحي شهريا لا يجد غرفة في مدينة الحسين الطبية
بينما هناك من تآمروا على البلاد وناجروا بالبلد في أعلى المناصب من وزراء واعيان ورؤساء مجالس شركات والبعض منهم يتقاضى راتب تقاعد وزير وراتب عين ويتقاضى مكافأة رئيس مجلس أو عضوية عدد من الشركات وأنت أيها العميد المتقاعد الشريف تعيش على التقاعد إننا حين نتحدث عن مشاعرنا لأننا نراقب ما يحدث من حولنا ولا نريد لهذا الوطن أن ينزلق بسبب شلة معدودة على الأصابع من الفاسدين في دمار وفتنة لا ترحم لأن هذا النفر من تجار الوطن لا يملكون الحس والإنتماء والإخلاص لهذا الوطن الغالي الذي تملكه أنت وكل زملائك من المخلصين الشرفاء
هذا الشعور يختلج الشعب الأردني كاملاً . ففي بلدنا الذي لا نشعر بأن يدار بشكل صحيح . فمن عجلون (والتي لا تختلف عن المقصد السياحي التركي بورصا مع الفرق في الأهتمام والتلفريك والسياحه ) الى البتراء (الأعجوبه العالميه الوحيدة التي تركها العرب القدماء في وقت لا يوجد في في شمال أوروبا أي أثر معماري) الى جرش( المدينه الرومانيه الوحيدة التي بقيت كامله في العالم) الى البحر الميت (الأعجوبه البيئيه ) الى العقبه ( والسياحه طوال ال 365 يوما) الى (سحر رم) الى (مواقع المعارك الأسلاميه في مؤته واليرموك) . الى الغور(سله الغذاء) الى (سهول حوران وخزائن كسرى) والقائمه تطول ....
ودائماً كان هناك سؤالاً كيف لنا (وسكاننا لا يزيدون عن ثلث سكان القاهرة أو أسطنبول) ان لا نتمكن من أدارة امورنا ومواردنا بشكل صحيح والذي يوفر لأنساننا حياة كريمه ويمنع بلدنا من اللجوء للمساعدات المهينه ؟؟؟
الاخ ابو عمر:
قبل يومين رأيت صورة لفتاة اردنية تحمل لافتة كتب عليها(لن ندفع فواتير عهركم) فالشعب يغلي ويده على قلبه مما قد تؤول اليه الامور فعشر سنوات من العهر السياسي والاقتصادي جعلتنا نكفر بنظامنا وحكوماتنا وبزعاماتنا عشر سنوات فقدنا فيها البوصلة وعلى راي الدكتور مخلد الزيودي في قصيدته الرائعة:
يا تالا خناجر الغدر في خواصّرنا
والعزيز* أهاننا وابتلانا..وأبكانا
وزليخة* قطعت أصابعنا
وقصّت شواربنا
وفي الوحل مرّغت لحانا..
يا ابا عمر لديك من القومية ما تكفي ل350 مليون عربي ولدينا من المنافقين والسحيجة ما يكفي لمليار ونصف مسلم فمسؤولينا اصبحوا مدارس في النفاق وزعاماتنا اصبحوا متسولين على ابواب ديوان الاردنيين الذي اصبح ديوانين ديوان للعزيز وديوان لزليخة فما الحل؟
يا ابا عمر والله ان لم يصبح هذا الشعب شريكا في الحكم وتنتهي الملكية المطلقة فلن يكون هنالك حلول ولن نحارب فسادا ولن نحارب عدوا والله لا اعرف زمنا كان الاردن فيه ضعيفا اكثر من هذه الوقت واعتقد ان الوقت قد حان للاردنيين ان يقولوا كلمتهم وان يضعوا حدا لهذا الانهيار في بنيانهم وهذا لن يتأتى الا بتماسك الاردنيين وجبهتهم الداخلية واستمرار الضغط على النظام لاشراك الاردنيين في القرار.
الا تلاحظ يا العريقات ان تعقيبك هو التعقيب الشاذ الوحيد من بين جميع المعقبين الكرام . ففتحي الحمود ليس بحاجة لشهادة منك و غيرك . نعرف ما الذي اغضبك لانك من اصحاب الكنتونات التي تباع هناك و عرابها قريبك المعروق و الشهير . تعليقك هو الفراغ المحتوى لان ما ذكره الاستاذ الكبير فتحي الحمود لا يختلف عليه وطنيان في الاردن بشرط ان يكونا شريفين غيورين و انت لست منهم حتما .
شكرا للكاتب الكريم على كل ما كتبه وهو ما قاله الشارع اليوم في جميع مناطق المملكة . فلا تزواد علينا يا عريقات
لا تعملي فيها قصة مش عشان متقاعد وبد تنزل حكم ومواعظ
تعليقك اضحكني فعلا يا مشاقبة لانه تعليق مخز مثل كاتبه . تعلم الكتابة اولا ثم تداخل على شرفاء الوطن و احراره