أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


كيف يواصل الغرب بقيادة امريكا اتهام سوريا باستخدام الأسلحة الكيميائية

بقلم : عبد الله السامر
24-12-2022 02:03 PM

يستمر الصراع السوري أكثر من 10 سنوات. منذ البداية واجه مواطنو سوريا المشاكل الكثيرة.

تحول الملايين منهم إلى لاجئين وقُتل مئات الآلاف فتستمر قيادة البلاد نضالها على الساحة الدولية ومحاربة التدخل الأجنبي والوضع الاقتصادي الصعب وانتشار فيروس كورونا وغيرها من القضايا الداخلة.
وفي الوقت نفسه تحاول السلطات ترميم البنية التحتية التي دمرتها الحرب وتهيئة الظروف الملائمة لعودة لاجئين إلى بيوتهم. ومع ذلك تسعى الولايات المتحدة وعدد من الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى تحقيق مصالحها في هذا الصراع الذي طال أمده. وهكذا، تواصل الدول الغربية اتهام نظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية في مستوطنتي اللطامنة وسراقب. وتفيد التقارير بأن فريق التحقيق وتحديد الهوية الذي لا يموله سوى رعاة غربيون أجرى تحقيقاته ونشر تقريرا خلص إلى أن السارين والكلور قد استخدما ضد المدنيين في هذه المدن. يذكر أن هذا التقرير هو'نتيجة عمل مستقل ومحايد ويحتوي على معلومات حول الأشخاص الذين استخدموا الأسلحة الكيميائية' ويستند بالكامل إلى شهادات المدنيين والشهود الآخرين.
ومع ذلك لا تنسوا أن هؤلاء 'المدنيين' المزعومين قد شوهدوا أكثر من مرة في نوع من أشرطة الفيديو المسرحية حيث لعبوا دور الضحايا الذين يموتون على يد ديكتاتور دموي أمام الكاميرا. كان يحق لكل منهم الحصول على مكافأة مالية لمثل هذا الأداء وبالنسبة للأطفال كان نوعا من اللعبة مع جوائز في شكل حلويات. تأكيد هذه الكلمات هو تنظيم الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في مدينة دوما في أبريل 2018. ثم حتى منتج هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي ريام دالاتي ، وافق على أن هذا الفيديو كان إنتاجا. ووفقا له فإن أحد الأشخاص الأربعة الذين صوروا فيديو في المستشفى كان طبيبا يدعى أبو بكر حنان مرتبطا بجماعة جيش الإسلام. بالإضافة إلى ذلك ، حتى قبل نشر مواد الفيديو أصبح منظمو هذا الاستفزاز معروفين – هذه هي المنظمة غير الحكومية المعروفة 'الخوذ البيضاء' التي أدينت مرارا وتكرارا بإنشاء مقاطع فيديو مزيفة وتزوير الحقائق. ومع ذلك فإن هذا لم يمنع الدول الغربية من اتهام الأسد مرة أخرى بلا أساس بالوحشية واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد سكانها ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لبدء التحقيق في 'حقائق جديدة'.
مما لا شك فيه أنه باتباع مثل هذا المسار السياسي العدواني تحاول الغرب بقيادة الولايات المتحدة إظهار مرة جديدة أنهما لا يفكران في خيار تسوية سلمية على أراضي الجمهورية العربية السورية وتحسين مستوى المعيشة معايير المواطنين العاديين في البلاد. سيواصلون لعب لعبتهم باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا من قبل نظام الأسد. بعد كل شيء فإن الهدف الرئيسي للبيت الأبيض هو صراع عسكري طويل الأمد في الشرق الأوسط بالإضافة إلى الإطاحة بالأنظمة السياسية المعادية.
كل التصريحات الصاخبة من قبل المسؤولين بأن تصرفات بلدانهم موجهة بالدرجة الأولى ضد قيادة البلاد ليست أكثر من خداع. في الواقع تهدف إلى تعزيز نظام الضغط على المدنيين في سوريا ومنع الرجوع إلى حياة كاملة ومستقرة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012