أضف إلى المفضلة
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


فلسطين ساحة حرب حقيقية

بقلم : كمال زكارنة
18-01-2023 11:22 PM

تطور النضال الفلسطيني داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة بشكل مذهل منذ الانتفاضة الباسلة الاولى، وظهور الاجنحة العسكرية للفصائل والحركات الوطنية والاسلامية الفلسطينية في الاراضي المحتلة.
في حقبة السبعينيات وما قبل الانتفاضة الاولى حتى منتصف الثمانينيات ،كان مجرد ذكر اسم تنظيم فلسطيني ،او نوع سلاح ،او اي شيء يمت بصلة للثورة الفلسطينية ،كفيلا بالسجن المؤبد وهدم المنزل ،وعقوبات قاسية جدا من قبل الاحتلال،وكان المواطن المنتمي لتنظيم فلسطيني في فلسطين المحتلة،ومنظم ضمن خلايا العمل الفدائي هناك،يفضل خوض اشتباك مسلح مع العدو والاستشهاد على ان يعلم اي شخص بانتمائه للتنظيم ،سواء كان فتح او اي فصيل وطني آخر.
خلال الانتفاضة الاولى التي استمرت ست سنوات متتالية،كان اول ظهور للكلاشنكوف في مدينة جنين،خلال مسيرة وطنية جماهيرية،وبعد ذلك ظهرت مجموعات الفهد الاسود التابعة لحركة فتح ايضا في جنين ،وهي الجناح المسلح لحركة فتح في الانتفاضة،ثم ظهرت بعدها صقور فتح في قطاع غزة ،والنسر الاحمر التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ،وكتائب المقاومة الوطنية التابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين،وكتائب القسام تابعة لحركة حماس ،وسرايا القدس تابعة للجهاد الاسلامي،ثم كتائب شهداء الاقصى تابعة لفتح،ومارست هذه التشكيلات نضالا مسلحا وما تزال ،باشكال واساليب مختلفة.
تصاعد العمل العسكري في الداخل المحتل في عموم فلسطين التاريخية ،وتركز في الضفة الغربية وقطاع غزة ،ومرّ في مراحل معقدة،الى ان وصل الى ما هو عليه اليوم ،وتطور من حالة الى ظاهرة ثم الى نهج وخيار نضالي اساسي ورئيسي ،وقد يصبح الخيار الوحيد في قادم الايام.
اليوم ،اصبحت الاشتباكات والمواجهات المسلحة بين المقاتلين الفلسطينيين ،بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية،وجيش الاحتلال،مسألة روتينية ويومية،وهناك تسابق بين المقاتلين من يتصدى لجيش الاحتلال وهو يقتحم المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية،والشيء المهم والاستراتيجي في هذه المقاومة ،انها تصمد اثناء المواجهة ويتشبث المقاتلون بمواقعهم تقريبا،وفي اليوم التالي يخوضون معركة جديدة في نفس المكان،ويتصدون من جديد للاقتحامات الاحتلالية،فيما نستطيع القول ان بعض الازقة والحارات والاماكن اصبحت شبه محررة ،فلا يستطيع ولا يجرؤ جنود الاحتلال على دخولها،وينتشر فيها المقاتلون ليل نهار،كل هذا رغم الفارق الكبير في ميزان القوى الراجح تماما لصالح الاحتلال من الناحية النظرية والعملية،لكن الارادة والايمان يخلخلان ذلك التوازن.
لو توفر اليوم للمقاتلين عمقا جغرافيا مناسبا،ولو توفرت لهم وسائل دفاعية وحماية مناسبة ايضا،فانهم سيتمكنون من بناء قواعد فدائية ثابتة،وسيحررون مدنا وقرى تحريرا كاملا،مع الصمود فيها والدفاع عنها بشكل دائم او لفترات طويلة على الاقل.
اذن النضال الفلسطيني في حالة ديناميكية متحركة بشكل مستمر ،يتطور من مرحلة لأخرى بشكل لافت ومؤثر،ويعطي نتائج ايجابية جدا،اهمها التصميم والاصرار على التحرير ودحر الاحتلال ،يتوارثها كل جيل من الجيل الذي سبقه.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012