بقلم : إياد حماد
01-06-2012 11:54 PM
ينظر إلى جماعة الإخوان المسلمين على أنها جزء لا يتجزء من الجماعة الوطنية الأم والتي تحوي في مجملها سائر التيارات الفكرية والأيديولوجية وإذا حصرنا الحديث عن جماعة الإخوان نرى أنها عبارة عن جماعة تحمل فكرياً سياسياً مغلفاً بأيديولوجية دينية تسعى إلى غاية جوهرية ممثلة في الوصول إلى السلطة
وهي في سبيل الوصول إلى ذلك تعمل على اظهار نفسها بأنها الممثل الوحيد لله في الأرض وأنها الجماعة الوحيدة التي تعنى بأمر الإسلام وتدافع عنه وأن ما عداها من تيارات سياسية هي في حرب ضروس مع الدين وبالتالي تصور للناس بأن من يقف إلى جانب جماعة الإخوان أنه يقف مع الإسلام وأن من يعادي الجماعة إنما يعادي الإسلام وهذا ما هو إلا محاولات سيئة للتأثير على عقول الناس حتى لا تفكر في أعمال وممارسات الجماعة فيصبح كل ما تقوم به الجماعة هو الحق وإن كان هو في الحقيقة ليس إلا الباطل
بالتأكيد ليس كل ما تقوم به الجماعة باطل كما أنه ليس كل ما تقوم به هو الحق وهي إن كانت تحمل شعارات دينية فعليها أن تعلم بأن الكثير ممن يشاركون الجماعة نفس المعتقدات الدينية رفضوا أن تتلوث وطنيتهم بحزبية ضيقة بل كان انتمائهم للجماعة الوطنية الأم والتي تمثل بواقع الحال كل الشعب
وكون أن الكثير رفض الانضمام أو الولوج داخل جماعة الإخوان فإن هذا لا يعني بحال من الأحوال أنهم ضد معتقدات الجماعة فنحن شعوب إسلامية بطبيعة الحال وبالتالي لا يصح حصر الإسلام في جماعة سياسية فيقاس مدى تدين الناس بمدى ولائهم لتلك الجماعة من عدمه
لا شك بأنه يحق للبعض بأن يشكل تجمعاً فكرياً سياسياً يعبر عن تطلعاتهم لكن أعتقد أنه لا يحق لهم حصر أيديولوجية ما أو معتقدات دينية بهم وهنا يكمن الخطأ في أتباع جماعة الإخوان حيث يرون أنفسهم أنهم على هدى ونور وأن غيرهم على باطل وضلال فلماذا هذا إن كنا جميعاً مسلمين ؟
فما دام أن الخلاف ينحصر في الجانب السياسي فإنه لا يعقل أن تحول المسألة إلى هدى وضلال فنحن لا نتكلم عن عقيدة ولا نتباحث في مسائل في التوحيد بل في التوجهات السياسية والممارسات العملية لتلك السياسة والسياسة كما هو معلوم هي خاضعة لمبدأ الخطأ والصواب وبالطبع لا يعني كلامي فصل الدين عن السياسة أو أنه لا سياسة في الدين لكن خلاصة كلامي أنه لا يحق لفصيل ما أو جماعة ما أن تقوم بتجيير الدين لحسابها من أجل اطفاء شرعية لممارساتها السياسية ...