أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هل فرار قوات أوكرانية من الميادين كان سبباً في إقالة وزير دفاعها؟

بقلم : العميد المتقاعد بسام روبين
08-02-2023 10:31 PM

إن من أكثر العلاقات تركيبا وتعقيدا وهشاشة هي تلك التي تربط الزعماء بالعاملين بإمرتهم ففي الوقت الذي يشعر فيه الحاكم بأن أي من المسؤولين المقربين منه بات عبئا أو يشكل خطرا على بقائه بفعل تصرفاته أو نتيجة لقراراته فإنه عادة يلجأ وبشكل عاجل للتخلص منه ،أما إذا كانت الأخطاء المرتكبة لا تهدد مصالح استمرار الحاكم فبالعادة يتم غض الطرف عنها وقد ربط بعض المحللين قرار إقالة وزير الدفاع الأوكراني بفرار بعض القوات الأوكرانية من الخطوط الأمامية.
علما بأن أمر الفرار وحتى الإنهيار كان متوقعا وتتصاعد وتيرته مع مرور الأيام خصوصا بعد أن تم الدفع بقوات أوكرانية غير مدربة ولا مؤهلة إلى الخطوط الأمامية ظنا من القادة بأن الكم من غير الكيف قد يكون مجديا مع التقدم الروسي ،مما أوقع خسائر فادحة في صفوف الجيش الأوكراني ناهيك عن إعتلال واضح في خطط الإمداد المتعلقة بالإطعام والتسلح مما دفع بهذه القوات لترك مواقعها والهروب إلى الخلف أو الاستسلام بالرغم من أن الرئيس الأوكراني قام مؤخرا بقوننة تغليظ العقوبات المتعلقة بالفرار بعد إنتشارها وتوسعها على مختلف الجبهات، مما دفع بعدد كبير من هذه القوات للإعتراض خطيا على قرار الرئيس الأوكراني بحقهم.

ومع ذلك لا أرى أن بدء فرار هذه القوات كان سببا كافيا ومقنعا للإطاحة بوزير الدفاع فهنالك إنتكاسات كثيرة وكبيرة حصلت للجيش الأوكراني منذ أيام الحرب الأولى حيث وصلت القوات الروسية إلى مشارف العاصمة الأوكرانية واحتلت نسبة كبيرة من أراضيها ،ولم يحصل أي تغيير يذكر ،ولكن إستبدال وزير الدفاع الأوكراني برئيس المخابرات قد يوحي بأنه نوع من المكافأة لمدير المخابرات الذي يعتبر الأقرب للزعماء في معظم الدول فربما كان هنالك خطة بمشاركة وزير الدفاع للإنقلاب على النظام السياسي في أوكرانيا للمحافظة على ما تبقى منها ومن جيشها وشعبها، وهو ما تم كشفه ربما من قبل رئيس المخابرات ونظرا لخشية الرئيس الأوكراني من القادة العسكريين واهتزاز الثقة بهم فقد قرر إسناد مهمة وزير الدفاع لمدير مخابراته ،ومهما كانت حقيقة ما جرى فهو يؤكد على أن هنالك خللا واضحا بدأ يتشكل داخل النظام السياسي والعسكري الأوكراني ،وربما تتطور آثاره وتظهر سلبياته خلال الهجوم الروسي المتوقع شنه قبل نهاية العام الأول للحرب.
والذي قد يحسم الموقف العسكري لصالح روسيا بعد إنهيار الجيش الأوكراني وتمكين القوات الروسية ونجاحها في إستراتيجية حصار المدن لعزلها عن خطوط الإمداد ،ومن ثم الإطباق عليها بأقل الخسائر في القوات المهاجمة مما يزيد من سرعة تقدم القوات الروسية ونقل خطوطها الدفاعية وتعزيزها ،سيما وأن الغرب ما زال يخشى من مخالفة الشروط الروسية في عدم تسليح أوكرانيا بأسلحة فاعلة وبعيدة المدى الامر الذي اكدته التهديدات الروسية الأخيرة والواضحة باستخدام روسيا للأسلحة النووية المناسبة إذا تعرضت جزيرة القرم أو أي من المدن الروسية الخاضعة للعقيدة النووية الروسية للقصف الاوكراني.
ويبقى شباط الحالي مليئا بالمفاجات الروسية التقليدية أو النووية، وحسب تطور الموقف العسكري والدعم الغربي .
عميد اردني متقاعد

رأي اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012