أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مستقبل العلاقات الروسية الإسرائيلية

بقلم : د . عبدالله الأشعل
14-02-2023 06:57 AM

كشفت الأزمة الاوكرانية عن موقع إسرائيل فى نظر روسيا فقد كان الاتحاد السوفيتى يعتقد من خلال الوثائق التى نشرت بعد عام 1991 أن إسرائيل يمكن أن تكون من المحطات المهمة للشيوعية على أساس أن الاحزاب اليسارية والشيوعية هى التى أنشأت إسرائيل ويبدو أنه التبس على قادة الكرملين فى ذلك الوقت فسارعت موسكو إلى الاعتراف بإسرائيل مع الولايات المتحدة فور الإعلان عن قيام الحكومة المؤقتة فى إسرائيل .
ومنذ نشوب الأزمة الاوكرانية عرفت العلاقات الروسية الإسرائيلية سلسلة لاتنتهى من الأزمات خاصة أن موسكو قد تيقنت من الحقائق الآتية :.
1- أن إسرائيل تساهم مباشرة مع الاوكرانيين ضد الجيش الروسى

2- أن إسرائيل أعلنت صراحة وبصفة رسمية أنها جزء من التحالف الغربى. والغريب أن موسكو السوفيتية أخلت بالتحليل الماركسى عندما نظرت إلى إسرائيل وكان يجب عليها أن تدرك الحقيقة وهى أن إسرائيل من بقايا الاستعمار الغربى وأن هذا الاستعمار قد رحلت جيوشه وتركت إسرائيل أداة للهيمنة على المنطقة وخاصة على مصر ولذلك فأنه كان يتعين على موسكو الشيوعية أن تعتبر إسرائيل من مخلفات الغرب وأن تسعى إلى الحاقها بحركة تصفية الاستعمار وخاصة لجنة الأمم المتحدة الرابعة لتصفية الاستعمار التى نجحت موسكو فى ادخالها إلى العمل الجماعى الدولى .
3- ولا تختلف إسرائيل فى المنظور العام عن الدول الايستعمارية التى أنشأتها بل إن إسرائيل ليست فقط وكيلا حصريا للغرب بل إن إسرائيل تريد أن تستعمر المنطقة بأسرها من خلال تهجير يهود العالم لكى يستولوا على فلسطين ويطردوا من تبقى من أهلها.
4- فى ظل ما تقدم فإن مستقبل إسرائيل ينذر بأخطار عظيمة بالنسبة لروسيا بل يمكن لإسرائيل أن تكون قاعدة متقدمة فى خاصرة روسيا وبشكل خاص أن إسرائيل تحرص على تطوير قدراتها الصناعية بالاستعانة بالغرب فى مجال الاسلحة وأجهزة التجسس وبشكل أخص استخدام الطاقة الذرية فى الاعمال العسكرية من خلال مفاعل ديمونه التى تهدد به روسيا وإيران علما بأن هذا المفاعل إذا استخدم سيقضى أولا فى الموجة الأولى على إسرائيل وفلسطين والاردن ولبنان ومصر ولذلك تحرص إسرائيل على تطوير أنواع من الأسلحة التكتيكية التى تعتمد على الطاقة الذرية .
5- لابد أن موسكو لاحظت أنها تدعم بكل الطرق الملف النووى الإيرانى فنيا وسياسيا ودبلوماسيا بينما الغرب يشن حملات قاسيه ضد إيران حتى لا تتوازن مع إسرائيل فى الطاقة الذرية ولاحظت موسكو قطعا أن المشروع الصهيونى يغير الحقائق الجيو سياسية فى العالم العربى وخاصة إبادة مصر والهيمنة على كل فلسطين والتمدد جنوبا إلى دول الخليج وهذا يعنى محاصرة النفوذ الروسى لصالح الغرب.
6- لابد أن موسكو من خلال مراكز الدراسات قد لاحظت أن إسرائيل لاتحاول فى إفريقيا أن تكون أمتدادا للقوي الاستعمارية التقليدية فرنسا وبريطانيا والبرتغال وأسبانيا ولا حتى الولايات المتحدة لأن الخريطة السياسية لإفريقيا قد تغيرت بشكل جوهرى فقد دخلت إليها الصين بقوة ولذلك لاحظنا فى مقال سابق أن الصين عضو أساسى فى المعسكر المعادى للغرب وأنها كسبت أرضيات جديدة خاصة فى الخليج وفى إفريقيا وأن النفوذ الصينى أقترن بالنفوذ الروسى والايرانى والتركى إلى حدما وهذه هى القوى التى تهيمن على القرار الافريقى وعلى ثروات القارة الإفريقية.
فى ضوء هذه الحقائق تخلص روسيا إلى أن إسرائيل لاتختلف عن الغرب بعد أن أفصحت أنها جزء منه وإنها تفعل كل ما تستطيع لانتصار الغرب على روسيا ولذلك ننصح روسيا بالخطوط الاساسية الاتية اتجاه إسرائيل
أولاً: دعم الحقوق المشروعة لشعب فلسطين وتأييد أن فلسطين للفلسطينيين وحدهم والاعتذار للشعب الفلسطينى عن اعتراف موسكو بإسرائيل.
ثانياً: سحب الاعتراف بإسرائيل وانهاء البعثة الدبلوماسية الروسية فى تل أبيب وقطع التعاون بين المخابرات الروسية والموساد الإسرائيلى.
ثالثاً: بسط الحماية الجوية على الاجواء السورية بالكامل وإلغاء الاتفاق بين روسيا وإسرائيل على السماح لها بمهاجمة الجيش السورى والاهداف الإيرانية فى سوريا وبسط الحماية الكاملة لروسيا على سوريا خاصة وأن لها قواعد جوية وبحرية فى اللاذقية وغيرها .
رابعاً: أن موسكو تحارب الجماعات المتطرفة على الأراضى السورية وإسرائيل وواشنطن يدعمان هذه الجماعات وتتولى دول أخرى تمويلها ولذلك آن الآوان لأن تستخلص موسكو العبرة من هذه المواجهة.
خامساً: أن معسكر ديمونه يمكن أن يستخدم فى ظروف معينة ضد موسكو ولذلك من مصلحة موسكو أن تدرك هذا المفاعل على قائمة أعمال الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولابد أن تنضم إسرائيل إلى اتفاقية منع الانتشار النووى لعام 1963 وأن تبسط الوكالة اشرافها على المفاعلات الإسرائيلية وأن تخفف بذلك عن إيران وأن تضيف دعم إيران إلى الاسباب التى تحارب بها الغرب .
سادساً: يجب أن تتصدى روسيا للهجمات الإسرائيلية على مطار دمشق وعموم الأراضى السورية بما فى ذلك حماية القوات الإيرانية التى تساعد الجيش السورى كما تساعده روسيا فهى جبهة واحدة ولاداعى لتفريق الجبهات بعد أن اتضح أن المعركة واحدة وبذلك تقطع روسيا دابر محاولات إسرائيل ضرب المقاومة وإيران فى الأراضى السورية .
سابعاً: أن تعلن روسيا صراحة أنها فى اتفاقية تعاون دفاعى مع إيران حتى لا تفكر إسرائيل والولايات المتحدة فى مهاجمة إيران أو التهديد بهذا الهجوم.
ثامناً: أن تشكل روسيا جبهة مع إيران والصين لمواجهة العقوبات الأمريكية ضد هذا التكتل وحسنة فعلت هذه الدول بأن حظرت الدولار الأمريكيى في التعامل التجارى والمالى بينها ويجب أن توسع الدائرة حتى يمكن أن تظهر العملة الإيرانية والعملة الصينية إلى جانب الروبل الروسى وحبذا لو أقامت هذه الدول تعاونا إقتصاديا ونقديا وأن تحل عملة موحدة مكان العملات فى البلاد الثلاثة .
تلك أهم الافكار التى رأينا أنها تشكل مستقبل العلاقات الروسية الإسرائيلية ونحذر بهذا الصدد من أن تندمج روسيا فى الصراع العربى الإسرائيلى وانما تدرك روسيا أن هذا الصراع وهزيمة إسرائيل ورحيلها من المنطقة يعد مكسبا كبيرا للنفوذ الروسى وأن إسرائيل تشكل عقبة كبرى فى الصراع الممتد بين روسيا والغرب.

كاتب ودبلوماسي مصري
رأي اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012