أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


داعش واسرائيل ينسقّان اعتداءهما على سوريا والعرب تستكثر الادانة!!

بقلم : د.جواد الهنداوي
23-02-2023 06:37 AM

ليست المّرة الاولى ( ربما لن تكون الاخيرة ) أن تتزامن الهجمات البّرية لداعش ،والتي ادّت الى استشهاد و اصابة اكثر من ثمانين مواطن سوري ، مع هجمات اسرائيل الجويّة على مناطق سكنيّة في سوريا ،والتي ادّت الى استشهاد اكثر من خمسة عشر مواطناً سورياً . نفذَّ ارهابيو داعش هجومهم على سوريا بتاريخ ٢٠٢٣/٢/١٧ ، و تلاه هجوم ارهابيي الكيان الاسرائيلي بتاريخ ٢٠٢٣/٢/١٩ .
كل ما يحدث في المنطقة ،من هجمات ارهابية و مواقف سياسية و اقتصادية و نقدية ، يتم بتخطيط و بعناية من الدوائر المعنية بخراب دول وشعوب المنطقة ( منطقة الشرق الاوسط ) ،لم يكْ للصدفة دور في صيرورة ما نشهده من احداث . ويُعزي البعض ( وقد يبالغ ) الى ذات الدول ،التي تخطط وتشرف على تنفيذ خراب دول المنطقة وتجويع شعوبها ونهب ثرواتها ،وقوع الكوارث الطبيعية كالفيضانات و الزلازل .

الهجومان الارهابيان مصدرهما واحد (إسرائيل ) ، وهدفهما واحد وهو النيل من القدرات المعنوية و العسكرية والاقتصادية لدولة ذات سيادة ، ويمّرُ شعبها بتداعيات كارثة انسانية ،الامرُ الذي يوّكدُ على تجرّدِ هذا المصدر ( اسرائيل ) من ادنى مشاعر الانسانية وسُلّمْ الاخلاق .
الاعتداء المزدوج ( الداعشي الاسرائيلي ) على سوريا يضعنا امام استنتاجات .فما هي ؟
– تسارعْ وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية على اقطاب محور المقاومة في المنطقة ( ايران ،سوريا ) ،و تجنّب اسرائيل الاعتداء على لبنان او مصالح و مواقع حزب الله في لبنان .
اسرائيل ،على ما يبدو ،تسابق الزمن من اجل ،كما تدعيّ ،
منع امتلاك ايران قدرات نووّية او اسلحة استراتيجية ،او منع نقل اسلحة نوعية دقيقة الى سوريا والى حزب الله في لبنان . تعلمُ اسرائيل جيداً بأنّ اعتداءاتها لن تحققْ ما تدعيه ، ولن توقفْ التطورّ النوعي للسلاح الايراني و القدرات النووية الايرانية ،ولنْ تمنع من نقل السلاح المتطور والدقيق الى سوريا او لبنان او الى فلسطين .اذاً لهذه الاعتداءات اهداف سياسية و معنوية ،تخصُّ إسرائيل و العرب و العالم ، اكثر و اهم من نتائجها العسكرية و المادية ؛ من بين الاهداف هو انتشال الداخل الاسرائيلي المتهرأ سياسياً و اجتماعياً من قاع التردي والتفكّك ، ومحاولة اسرائيلية لجرّ ايران او سوريا بالرّد العسكري و المباشر على اسرائيل ، و كما اعتقد ، بأنَّ الموقف المشترك لايران ولسوريا ازاء هذه الاعتداءات هو ” تحملّ الضرر و احتواء الاعتداء والرّد غير المباشر افضل من اعطاء مكسب او منفعة لاسرائيل ” . اسرائيل ،من خلال هذه الاعتداءات ،تبحثُ عن حرب ، و نتنياهو لا يخفي ذلك ، ولا احد يجهل ذلك ايضاً ، ولكن محور المقاومة يرّدُ ضمناً بانه ( اي المحور ) هو منَ يقرر ذلك وليس اسرائيل .لن تجازف اسرائيل بالاعتداء على مطار بيروت او مواقع لحزب الله ،يعلمُ الكيان بأنَّ للحزب رداً مباشراً ، وللكيان تجارب حروب فاشلة و مكلّفة معنوياً على جيشه و شتات شعبه مع حزب الله .
غياب ادانات امميّة او اقليمية ( الجامعة العربية ،منظمة التعاون الاسلامي) او دولية او عربية لهذه الاعتداءات المتكررة على دول في المنطقة ( ايران و سوريا ، و الحدود العراقية السورية ) ، تجعل الكيان الغاصب في نظر و وعي الاسرائليين و المجتمع الدولي ،بأنه كيان ” لشعب الله المختار وفق التفسير الصهيوني للعبارة ” ، وتُرسّخ اعتقاد بانه كيان ” فوق القانون ” وغير خاضع للشرعية الدولية ، و مسموح له فعل ما يشاء … وهذا هو الواقع ، وهل بدليل يخالف هذا الواقع ؟ ومن نتاجات هذا الواقع هو سيادة شعور الآخرين ( دول وشعوب المنطقة ) بالعجز وبالنقص ، ولما لا ، حتى بالذل ، وهذا هو ما تريده الحركة الصهيونبة ، ولقيطتها اسرائيل .
– تكرار هذه الاعتداءات وعدم ادانتها يوّكد ما نكتبه ونكرره عن كذبة و خدعة مبدأ ” أمن و استقرار المنطقة ” ،الذي أحدثتهُ الدوائر الامبريالية و الصهيونية و الرجعية ‘ منذ خمسينيات القرن الماضي وبعد احتلال فلسطين ، واصبحت هذه الخدعة راسخة في الوعي الجمعي و الاعلام الرسمي و العمل الدبلوماسي و المواقف السياسية ، وماهي الا مُبرّر لديمومة وامن وهيمنة اسرائيل . وكأنَّ احتلال اسرائيل لارض فلسطين والجولان والاستمرار في بناء و توسيع المستوطنات و تشريد وقتل الشعب الفلسطيني ، وتكرار الاعتداءات على دول المنطقة وممارسة اغتيال عقول و كفاءات ابناء العرب والمسلمين ، هي افعال من اجل ” امن و استقرار المنطقة ” !
لماذا يستكثر العرب على شعوبهم وعلى تاريخهم واجب ادانة اعتدادات اسرائيل على شعبهم في سوريا ،وعلى امن واستقرار المنطقة ؟
لماذا لا تصدح الدول العربية و الجامعة العربية بادانات واضحة وصريحة لكل جريمة اعتداء ترتكبها إسرائيل على شعوب المنطقة ، وبحجّة ” أمن و استقرار المنطقة ” ؟
اذا كان مانع بيان الادانة هو مجاملة امريكا ، والحيلولة دون تفسيره دعماً للحكومة السورّية ،ليتذرعوا بما تردّده امريكا ” امن و استقرار المنطقة ” .ليظهروا ايضاً حرصهم على امن واستقرار المنطقة ، وحرصهم على عدم انزلاق المنطقة نحو حرب طاحنة جديدة .
اعتقد عدم ادانة العدوان الاسرائيلي على سوريا لا يعبّر عن موقف الشعوب ،التي برهّنت ، في تضامنها وتبرعاتها ، عن انتمائها الانساني و الاسلامي و العروبي مع سوريا دولةً وشعباً ،خلال كارثة الزلزال التي حلّت بسوريا و بتركيا .


السفير الدكتور جواد الهنداوي كاتب عراقي ' رأي اليوم '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012