أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هل تتدحرج البنوك المفلسة من أمريكا إلى أوروبا وآسيا؟

بقلم : العميد المتقاعد بسام روبين
16-03-2023 11:03 PM

إن أحد المؤشرات القوية الدالة على قرب إنهيار الإقتصادات هي إفلاس البنوك في أي دوله فالإنهيار الإقتصادي أشبه بزلزال مدمر لا يمكن التنبؤ به ،ولا تحديد مساراته لحين ظهور نتائجه التدمرية للعلن ،ولا يمكن النظر بموضوعية على إفلاس بعض البنوك الأمريكية بمعزل عن تاثيرات الحرب الروسية الأوكرانية ولا بعيدا عن فرض أمريكا لعقوبات على كل من روسيا والصين والتي إنعكست سلبا على من فرضها مما تسبب في رفع نسب التضخم والبطالة داخل أمريكا وأوروبا ،ودفع بالخزينة الأمريكية لرفع قيمة الفائدة والإضرار بالإقتصادات الناشئة من حلفائها دون أن تعير ذلك أي إهتمام يذكر وكان من المتوقع رفع الفائدة مجددا خلال الإسبوع القادم إلا أن أي رفع للفائدة سيلحق ضررا اضافيا بالبنوك الأمريكية وربما تتدحرج كرة الإفلاس بعد الهزة الإرتدادية لبعض البورصات العالمية والبنوك الأوروبية والآسيوية سيما وأن مفعول رفع الفائدة لتكراره بات باهتا وأضراره متشعبة وجديدة حتى على علماء الإقتصاد ،فخطاب الرئيس الأمريكي مجرد كلام ليس له أي قيمة مالية في المساهمة بوقف نزيف إفلاس البنوك ولا يمكن تحميل المشكلة لمدراء البنوك ،فهم يحاولون ترقيع ما تسبب به الساسة وربما يأتي ذلك الخطاب في سياق تحسين ثقة المستثمرين في البنوك لوقف تدافعهم لسحب أرصدتهم من تلك البنوك ،وكشف عيوب حساباتها ،فالقانون يضمن إعادة ٢٥٠ ألف دولار فقط لأصحاب الودائع ولا يعترف بما يزيد عن هذا المبلغ مما يسبب خسائر فادحة لإصحاب الشركات المودعة في أي بنك مفلس ،وبالتالي إفلاسها أيضا.
ولن تكون الحكومة الأمريكية قادرة على ضمان كامل الودائع لجميع البنوك لأن ذلك قد يكلفها ترليونات الدولارات ،وبالتالي تدمير كافة الإقتصادات التي ترتبط بالدولار في معظم دول العالم ومن الأسهل والأفضل لأمريكا أن تكون واقعية وتعلن إعترافها بأن الحرب الروسية الأوكرانية وتدخل أمريكا الغير مبرر فيها والذي عززته بسياسة العقوبات هما السبب الرئيس فيما يحدث الآن وبأي إنهيار محتمل أو زلزال اقتصادي قد يطيح بالإقتصاد العالمي ويدخل العالم في حاله غير مسبوقة من الركود.

ونتمنى كشعوب من حلفاء أمريكا أن يضغطوا عليها لوقف دعمها لأوكرانيا وإنهاء هذه الحرب مع عدم تدخلها في شؤون الدول ،وإلغاء العقوبات المرتدة ، ووقف التحرش بالصين من خلال تحضيرها لاستراليا للعب دور أوكرانيا مع الصين ،وضرورة التفرغ للتنمية الإقتصادية ،فالمتضررون مما يحصل الآن هما أمريكا وأوروبا وبريطانيا وحلفائهم ،أما البنوك الصينية والروسية فلا ضرر محتمل عليهما فهي إقتصادات أمنية خاضعة للسيطرة الحكومية وازاء ما يجري وما سيحصل يقف المعنيون والمختصون عاجزون عن فعل أي شيء سوى الانتظار والمراقبة ،وتلقي الصدمات ما لم يستيقظ الساسة الذين يسيرون بالعالم نحو القيامة.
حفظ الله هذا العالم من الأشرار وجنبنا شرورهم.

عميد اردني متقاعد ' رأي اليوم '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012