أضف إلى المفضلة
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مسرحية اسرائيلية سيئة الاخراج

بقلم : كمال زكارنة
18-03-2023 12:37 PM

تتخبط حكومة الاحتلال الفاشية الى حد فقدان التوازن،فهي تضرب في جميع الاتجاهات في الاراضي الفلسطينية المحتلة،تغتال وتهدم المنازل وتقتحم المدن والقرى والمخيمات وتعتقل وتقتل،وتحاصر وتقتحم وتسفك الدم الفلسطيني،وفي نفس الوقت تشارك في لقاءات فلسطينية عربية امريكية هدفها التهدئة خلال شهر رمضان المبارك في الاراضي المحتلة،علما بأنها لا تعترف بوجود فلسطين لا ارضا ولا شعبا،فهي حكومة بلا رأس وبلا خط واضح ومكشوف حتى الان،تترنح يمينا وشمالا ،تتكيء على المذابح والمجازر بحق الشعب الفلسطيني،بهدف تسويق نفسها داخليا،لكنها سرعان ما اصطدمت مع الداخل والخارج ،مما افقدها الكثير من الحضور دوليا ،واوقف تمددها التطبيعي عربيا ولو بشكل مؤقت،وتقلصت مساحة حركتها امريكيا ولو ظاهريا كما يبدو.
اخيرا خرجت علينا حكومة الفاشيين ،من اجل التسويق الداخلي ،ولفت انتباه المعارضة الداخلية الى الخطر الذي يتهدد وجود الكيان،والمتمثل بالمقاومة الفلسطينية في الاراضي المحتلة،والجبهة العملياتية الجديدة التي فتحت من لبنان تجاه فلسطين المحتلة،مدعية بحالة تسلل وزرع عبوات ناسفة في منطقة مجدو وجرح مستوطن جراء انفجارها.
هذه المسرحية التي فشلت اجهزة الامن الاسرائيلية مجتمعة، اما باخراجها اذا كانت تأليفا، والتأليف احد احتمالين،او في اكتشافها اذا كانت حدثت فعلا.
الرواية الاسرائيلية في الاعلان عن العملية متضاربة ومتناقضة ومرتبكة،في البداية قالوا ان المتسللين خمسة افراد تمكنوا من رزع عبوة ناسفة على جانب احدى الطرق وانفجرت وتسببت بجرح مستوطن،ثم تطورت الرواية الى اكتشاف حقيبة متفجرات في حافلة ركاب،وبعد ذلك جرى بعض التحسين عليها،وقالوا ان المتسلل شخص واحد ،استقل سيارة قادها شخص آخر كان ينتظره وسار اكثر من سبعين كيلومترا داخل فلسطين المحتلة،وزرع عبوة ناسفة على جانب طريق في مجدو وانفجرت وجرحت مستوطنا،وكان المتسلل يحمل حزاما ناسفا يتزنر به وتم قتله.
وتضيف رواية الاحتلال بانه تم القاء القبض على متسللين من لبنان يحملون عشرات البنادق الرشاشة والقنابل اليدوية والمسدسات في طريقهم الى الداخل الفلسطيني المحتل.
هنا تطرح عدة اسئلة ،اهمها،كيف يمكن الربط بين كل عناصر ومكونات هذه الرواية،واذا كان المتسلل تمكن من الدخول وهناك من يساعده ،وهو يعرف ان مصيره الموت،لماذا يسير سبعين كيلومترا داخل الكيان،هل جاء للسياحة والتنزه،ولماذا يزرع عبوة على جانب طريق ،لا العبوة ولا الطريق تشكلان ذلك الخطر بشكل عام،علما بأن العبوة لا تحتاج لمتسللين من لبنان لزراعتها ،ويمكن ان يقوم اي شخص بهذه المهمة،ولو كانت الرواية الاسرائيلية صحيحة،لحدثت عملية فدائية هزت الكيان والمنطقة.
الاحتمال الثاني ،ان تكون عملية التسلل حدثت فعلا،لكن ليس بهدف القيام بعملية فدائية،وانما عملية استطلاعية استكشافية مع مهمات وواجبات اخرى سرية ،وفي هذه الحالة يأتي التأكيد من لبنان وتحديدا من الجهة التي تقف خلف العملية،وتبقى الرواية الاسرائيلية تحت المجهر والشك، حتى يأتي الخبر اليقين من لبنان.
الكيان في هذه المرحلة في حالة تصدع امني وسياسي من الداخل والخارج،وكل ما يستطيع فعله ،ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح ضد الشعب الفلسطيني،والمحزن ان العالم يساوي بين تلك المجازر والدفاع الفلسطيني المتواضع في التصدي لها.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012