أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مشهور حديثة الجازي .. من الرشادية إلى الكرامة

بقلم : د. أشرف الراعي
23-03-2023 01:07 AM

في بلدة الرشادية بمحافظة معان جنوب الأردن، على الأطراف الغربية للهضبة الصحراوية الممتدة من شبه الجزيرة العربية حتى بادية الشام، موئل النهضة العربية، ومكان استقبال الملك المؤسس عبدالله الأول، طيب الله ثراه، ولد القائد البطل مشهور حديثة الجازي، في العام 1928 فنشأ حياة البدوي الصافية، كواحدٍ من أحفاد الشيخ نصار بن جازي بن حمد بن جازي بن صباح بن مطلق بن سلامة بن علوان بن قبال بن حويط الحويطات، إحدى أكبر قبائل الجنوب الأردني الزاخر بعبق التاريخ وأصالته وجذوره الضاربة.

كان الفريق الركن مشهور حديثة الجازي، أحد أبناء الجنوب الوطنيين، وقد رسخ هذه الوطنية بالتحاقه بالجيش العربي المصطفوي، وحمل عقديته في قلبه وروحه، منذ انضمامه لصفوف الجيش في العام 1943 وتدرجه بالرتب العسكرية حتى العام 1962 حين أصبح قائداً للواء المدرعات الـ 40 والذي يعد واحداً من أهم الأولوية في الجيش العربي، كما كان شاهداً على التحولات السياسية التي شهدها الأردن، منذ اغتيال الملك عبدالله الأول في القدس وتولي الملك طلال سلطاته الدستورية ثم انتقال الحكم إلى الملك الباني الحسين بن طلال، طيب الله ثراه ليقود تالياً معركة المواجهة ما بين الجيشين الأردني والإسرائيلي في العام 1968.

مشهور حديثة الجازي، اسم له وقعه في العلوم العسكرية، وهو الذي أخذ هذه العلوم عن دراسته الأكاديمية؛ ففي الوقت الذي كان التعليم فيه في الأردن ما زال يخطو خطواته الاولى كان القائد البطل حينها يحمل درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية، كما اشترك في العديد من الدورات التقدمية العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية، فكان بحق قائداً عبقرياً فذاً حمل وطنه في قلبه وفكره وروحه ورسخ الكرامة معنى وصورة وهو الذي لم يهادن على أرض الأردن وفلسطين معاً، ووقف بكل صلابة ليسطر عناوين البطولة والكرامة والإباء، ثم ما أن سطر 'نصر الكرامة' حتى عين قائداً للجيش العربي في العام 1970 ثم مستشاراً خاصاً للملك الحسين، طيب الله ثراه في أواخر العام ذاته.

أما عن النصر الذي حققه في معركة الكرامة؛ فقد كان الفريق الجازي قائداً للواء المدرعات الـ 40 على قاطع الكرامة، ثم ما لبث أن فوجئ الجيش الأردني صبيحة 21 آذار من العام 1968 عند الساعة الخامسة والنصف بأرتال عسكرية إسرائيلية وضربات جوية دفعت القائد الجازي إلى اتخاذ قراره بالهجوم والمواجهة بكل ما أوتي من قوة فإما النصر أو النصر مسطراً أسمى معاني الرجولة والكرامة والذود عن الحمى فأوقع قتلى وجرحى في الهجوم على الجيش الإسرائيلي ما دفعهم إلى طلب وقف إطلاق النار.

وهو ما تعرض له الفريق الجازي غير مرة في العديد من المقابلات الصحافية؛ حيث أكد – رحمه الله - أن 'قناعة المقاتل في الإيمان بالله وبالشهادة ساعدت على الصمود وساعدت في تحقيق النتائج الإيجابية الباهرة وانطلقت صيحات (الله أكبر)، وكان عملاً روحانياً ممتازاً بحيث أعطى الثقة في النفس وفي القدرة على النصر، وتحقق النصر كما هو معلوم'، على الرغم من عدم التكافؤ في العدد والعدة لكنه الإيمان والصمود وقرار الدفاع عن الوطن مهما تكن التضحيات، مما ألحق بهم خسائر تقدر بنحو 1200 جندي بين قتيل وجريح، وما بين 400 إلى 500 آلية، مع إسقاط 7 طائرات، في حين كانت خسائر الجيش الأردني في حدود 120 جندياً بين شهيد وجريح.

لا بل قال رحمه الله أيضاً عن نتائج المعركة: 'لقد رفعت هذه المعركة سمعة الأردن بين شعوب العالم وخاصة الشعب العربي كما زاد الدعم العربي للأردن وذلك أحيت التضامن العربي بإحياء دور القيادة العربية الموحدة في تعزيز الجبهة الأردنية بالقوات العراقية الخاصة بالقطاع الشمالي كما ارتفعت اسهم العمل الفدائي بين أوساط الشعب العربي وأصبح أشبه بأسطورة عربية..'.

هذه الأسطورة التي علقت عليها الصحف الإسرائيلية بالقول؛ 'إن ما خسرته إسرائيل بهذه المعركة اكثر مما خسرته على الجبهات الثلاث خلال حرب حزيران 1967'.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012