أضف إلى المفضلة
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


إساءة الوزير سموتريتش والرد المطلوب

بقلم : د.حسام العتوم
26-03-2023 02:04 PM

نعرف كيف إرتحلت (إسرائيل) إلى أطراف فلسطين بداية بعد التفاف الصهيونية القادمة جذورها من مؤتمر بازل عام 1897 على عصبة الأمم المتحدة و الشروع بتقسيم فلسطين التاريخية عام 1947 الى دولة عبرية و أخرى عربية عبر قرار الأمم المتحدة رقم 181 ، و هو الذي رفضه العرب إيمانا منهم بأن فلسطين الكنعانية و اليبوسية منذ قبل التاريخ بأكثر من 3000 سنة كلها عربية ، وواصلت الصهيونية تحدق عيونها لتحقيق العتبة الأولى على بناء ما يسمى وفق معتقداتهم التوارتية المزورة ب ' إسرائيل الكبرى ' ، وبسبب محرقة ' الهولوكوست ' التي نفذتها النازية الألمانية التي قادها أودولف هتلر في الحرب العالمية الثانية 1941 1945 و إستهدفت اليهود و شعوب أوروبا الشرقية و كل العالم أيضا ، تمكن الجيش السوفيتي الأحمر من مطاردة النازية الألمانية حتى عمق برلين و رفع العلم السوفيتي فوق الرايخ الألماني ' البرلمان ' ، والدفع باليهود صوب فلسطين رغم أنهم لم يولدوا هناك ، وإقتراح نقل عن الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين حمل رغبته أنذاك بتوجيه اليهود الى إقليم ' القرم ' ، مما يؤشر على أن اليهودية عبرت المنطقة العربية فترة قصيرة من الزمن لم تجاوز الثامنين عاما ، قادمين من مصر عبر سيناء تجاه فلسطين ، ومؤرخينا قادرين على الرد على مزاعم ' إسرائيل ' المتطرفة ،وعلى توراتهم المزعومة .

والمعروف لنا جميعا أيضا هو بأن ( إسرائيل ) كيان صهيوني ، إستعماري ، إحتلالي ، عنصري، إستيطاني غير شرعي على شكل دولة ،و هي معادية للعرب ، وهذا فهمناه ، لكن الصعب إستيعابه عندما توقع مثل هكذا دولة السلام مع العرب و تنصب العداء لهم ذات الوقت ، وفي الوقت الذي يطالب فيه العرب ( إسرائيل ) بالإنسحاب لحدود الرابع من حزيران لعام 1967 تواصل ( إسرائيل ) الصمت لأضاعة وقت العرب و قضاياهم الأحتلالية العادلة ، وكما بنت ( إسرائيل ) نفسها بالتعاون مع كبريات دول العالم ،و رغم عدم شرعية وجودها فوق الأراضي الفلسطينية و العربية ، إلا أنها لا تسمح ببناء دولة فلسطينية كاملة السيادة تكون القدس المحتلة عاصمة لها ، وتقارنها بقنبلة إيران النووية المزعومة ، و عيون ( إسرائيل ) على الأردن لتأخذ راحتها بالسيطرة على فلسطين و لتعمل على ترحيل شعبها المناضل و الصابر و الجبار إلى الداخل الأردني ، و لتحقق أهدافا خبيثة غيرها، و الان وكما ظهر لنا بعد تصريح وزير المالية الإسرائيلي ( بتسلئيل سموتريتش ) سيء الذكر من باريس بأن شعب فلسطين تاريخه لا يتجاوز مائة عام ، ووقف خلف خريطة تضم الأردن و فلسطين ضمن السيادة الإسرائيلية ، و بعدما صرح قبل ذلك بأن بلاده ( إسرائيل ) مستعدة لمحو بلدة - حواره - عن الوجود ، بينما هو سموتريتش وزير عامل في حكومة الليكود التي يترأسها بنيامين نتنياهو مؤشر خطير على التوجه الإسرائيلي العلني السلبي و المرفوض ، و بالمناسبة (سموتريتش) وزير و عضو في الكينيسيت متطرف عن حزب ( البيت اليهودي – هابايت هيهودي ) اليميني الديني المتطرف كما حزب الليكود ، و يتبع حزب ( مفدال ) الديني المتطرف أيضا ، و مجرد صمت نتنياهو،و توزيع إبتساماته على الحدث المشين مؤشر أخر على خطورة التوجه الإسرائيلي الذي لا يعترف بالسلام مع العرب ضمنا .

فماذا تريد ( إسرائيل ) من تواجدها وسط العرب ،وعلى مقربة من ايران ، و هي تماحك العرب و إيران معا ؟ و معاهدة السلام الأردنية – الإسرائيلية خاصة التي وقعت تحت اشراف دولي عام 1994 شكلت حاجزا و سدا منيعا أمام غرائز( إسرائيل) العدوانية التوسعية ، وما بعد معركة ( الكرامة ) الموقرة عام 1968 و النصر الأكيد فيها ، و بعد معركة ( تشرين ) 1973 العربية المنتصرة أيضا ، والتي حقق الأردن فيها مساهمة قوية في نصرة هضبة الجولان العربية السورية ، وفي تحرير مدينة القنيطرة بجهد مباشر لجيشنا العربي – القوات المسلحة الأردنية الباسلة في المعركتين ،وجهد للمقاومة الفلسطينية في الكرامة أيضا ، ليس كما قبلها ، و التاريخ المعاصر شاهد عيان أيضا على معارك القدس في اللطرون وباب الواد الباسلة عام 1948 ، و قواتنا المسلحة الباسلة / الجيش العربي بعد 55 عاما على معركة ( الكرامة ) أصبح أكثر قوة و منعة عشرات المرات ، و الجيوش العربية في العمق السند الدائم لنا ، وعلاقات الأردن الدولية حاضرة ،و هي مؤازرة لنا أيضا ، و الإستدارة السعودية تجاه إيران أعطت درسا مشتركا قويا لإسرائيل و لأمريكا ، خاصة بعد توريط أمريكا للخليج بشراء أسلحة بسعر باهض وصل إلى 450 مليار دولار بدلا من توجيهه للتنمية العربية الشاملة ، و الأقتراب العربي من إيران يرشح خروجها من جزر الأمارات المحتلة ، ومن شأنه أن يضبط هلالها الصفوي وسط العرب بشروط و محددات ، و سوف يتفرغ العرب و إيران أيضا لمواجهة الصلف الإسرائيلي المتكرر، و حربي 1948 / 1967 تجازهما العرب بالتركيز على تطويرالجاهزية العسكرية و اللوجستية و التكنولوجية لديهم . كتب جلالة الملك عبد الله الثاني في كتابه ' فرصتنا الأخيرة – السعي نحو السلام في زمن الخطر . ص408 (إن حل الدولتين مع الفلسطينيين يعني في جوهره حلا مع سبع و خمسين دولة يضمن لإسرائيل علاقات طبيعية مع كل الدول العربية و الإسلامية التي تدعم جميعها المبادرة العربية للسلام ) .

والملاحظ هو تغير النهج الأمريكي بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، و بأن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت تقلد روسيا و الصين في موقفهما منها عبر إدانة ( إسرائيل ) على سلوكها غير السوي مع الشعب الفلسطيني البطل صاحب الحق و التاريخ و القضية العادلة ، و حتى نخلص مع أنفسنا نقول بأن روسيا و الصين بالذات ومعهما إيران يتفوقون على أمريكا بشجاعة الموقف مع أقدم قضية شرق أوسطية لازالت عالقة منذ عامي 1947/ 1948 ،و الفيتو الأمريكي وحتى نكاشف الرأي العام بالحقيقة وما وراءها ، و بحجم 43 مرة في مجلس الأمن ضد الوقوف الى جانب القضية الفلسطينية العادلة و قضايا العرب الأحتلالية المرتبطة وفقا للقانون الدولي المثبت في الأمم المتحدة بالقرار 242 ، وهو الأمر الذي شجع ( إسرائيل ) مرارا على التطاول على الشعب الفلسطيني المناضل الضاربة جذوره بعمق التاريخ في زمن الإرتحال اليهودي إلى منطقتنا العربية من منطقة ( باراذبيجان ) السوفيتية ، ومن أوروبا، ومن أفريقيا بحثا عن موطيء قدم وسط أراضي العرب لبناء حلمهم السرابي التوراتي المزور المتعلق بمهزلة هيكل سليمان و ( إسرائيل الكبرى ) ، و لخدمة المصالح الإستراتيجية الأمريكية بالدرجة الأولى ، ومن يلاحظ الحراك الإسرائيلي السلحفائي الخبيث وسط العرب و الذي يجري سرا بالتعاون مع أمريكا عبر ( البتاغون ، و الأيباك ، و الكونغرس ) يعتقد بسذاجة بأن البلاد العربية لا تقيم علاقات دبلوماسية ، و سياسية ، و عسكرية ، و أمنية لوجستية ، و إسترتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية تغنيها عن تغليب مصالح ( إسرائيل ) على مصالح العرب .

وفي الختام هنا ، وحتى لا أطيل عليكم سيداتي سادتي القراء الكرام ، أقولها بفم ملئان ' ما بحرث البلد غير عجولها ' ،و هو الذي يعني لي و لكم بأن ليس أمام العرب سوى الذهاب الى الوحدة الحقيقية ، تماما كما دعاهم إليها ملك العرب و شريفهم الحسين بن علي ' طيب الله ثراه ' ، و السلام العربي – الإسرائيلي يجب أن يتم الإستمرار بربطه بقضايا العرب الإحتلالية الممثلة بالرابع من حزيران لعام 1967 و في مقدمتها بناء دولة فلسطين كاملة السيادة على أرض فلسطين و عاصمتها القدس المحتلة .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012