أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


قرار طرد الامريكي من سوريا اتخذ.. وما يجري بداية التنفيذ لتوجه مشترك

بقلم : الدكتورة حسناء نصر الحسين
27-03-2023 05:38 PM

بتبادل للأدوار وتوزيع للمهام تستمر أمريكا والكيان الإسرائيلي بالعدوان على الأراضي السورية مبررة هذه الاعتداءات بنفس النغمة المتمثلة بضرب القوات الإيرانية على الجغرافية السورية التي تستهدف حسب البيان الصادر عن وزارة الدفاع الأمريكية التي بررت اعتداءاتها بأنها جاءت ردا على استهداف طائرة مسيرة موقع للقوات المحتلة الأمريكية ، معلنة وعلى لسان وزير دفاعها لويد أوستن بأن واشنطن ستتخذ جميع الاجراءات اللازمة للدفاع عن شعبها وسترد دائما في الوقت المناسب والمكان اللذين تختارهما مضيفا بأنه لن تضرب اي جماعة قواتنا بدون رد.
هذا التصريح الصادر عن البنتاغون والذي يشرعن الاعتداءات الامريكية على الجغرافية السورية والذي يحمل معه استمرار الرغبة الأمريكية باحتلال الاراضي السورية والاستمرار بنهب ثرواتها يعبر ايضا عن الرغبة الامريكية بالحفاظ على قواعدها الاحتلالية في منطقة الشرق الأوسط فمنذ ايام قليلة كان هناك مطالب من الكونغرس موجهة للبيت الأبيض تطالبه بانسحاب القوات الأمريكية من منطقة الشرق الأوسط وقوبلت هذه المطالب بالرفض من قبل الأخير.
تسعى الولايات الامريكية لشرعنة احتلالها وتواجدها في سورية وبقية المنطقة بحجج واهية اهمها ذريعة محاربة الإرهاب الذي كانت قد صنعته وباعتراف رئيسها السابق ترامب ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون.
تشعر الادارة الأمريكية والساسة الأمريكان بتراجع هيبة امريكا على المستوى العالمي وبعد الحرب الروسية الأطلسية ومانتج عنها من اعادة خلط اوراق على المستويين الدولي والاقليمي والمستجدات الحاصلة في العلاقات الروسية الصينية مع معظم دول منطقة الشرق الاوسط بما فيهم الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة بما يسحب البساط من تحت أقدام الأمريكان لتكون هذه الاعتداءات التي شنتها بالتناوب مع الاحتلال الاسرائيلي للحفاظ على القواعد الامريكية التي تعتبر مستعمرات لواشنطن وتأمن لها استمرار التجسس على اعمال محور المقاوم سورية ايران الحشد الشعبي العراقي وحزب الله وعودة المناطق الحدودية بين هذه الدول الى وضعها الطبيعي بما يخدمها في تحسين الواقع الاقتصادي .

تدرك واشنطن بأن مستقبل تواجدها الاحتلالي في منطقة المثلث ( التنف ) ما هو الا مسألة وقت وكان خيار مقاومة احتلالها وطردها قرار متخذ، وطيلة الفترات الماضية كانت حقول النفط المحتلة امريكيا خاضعة لضربات المقاومة في تلك المنطقة .
ولعل البيان الصادر عن القيادة المركزية الامريكية الذي تلا عدوانها على عدة قواعد سورية بأن قواتها ستبقى في سورية لضمان هزيمة داعش بشكل مستدام مما يفيد ليس فقط سورية بل المنطقة بأكملها وفي هذا البيان تأكيد امريكي على عدم وجود رغبة امريكية لانهاء الاحتلال الامريكي لمناطق شرق الفرات واستمرارها بالعمل على مشروع التقسيم المتمثل بالعملاء الكرد من قسد ومسد وغيرهما من العملاء والخونة وما نتج من رد من قبل المقاومة السورية والقوات الرديفة يؤكد بان هناك تنسيقا بين الجانبين السوري والايراني مدعوما بقرار روسي باستمرار الرد على الاعتداءات الامريكية وضرب رأس الأفعى الامريكية بما يجعل القرار الامريكي باستمرار احتلاله لجزء من الجغرافية السورية مهمة صعبة المنال بما يمهد لحقبة سورية جديدة من الحرب لتنتقل الدولة السورية من مرحلة ضرب الاذرع الامريكية المتمثلة بفيالق الارهاب الدولي الامريكي الى ضرب القوات الامريكية الأصيلة بما يرسم الخطوط العريضة لمشهدية عنوانها اجبار الاحتلال الامريكي على الانسحاب من الاراضي السورية فالمحتل الامريكي لن يخرج من سورية دون ان يجبر على ذلك من خلال توجيه ضربات مؤلمة للرأس الأمريكي وبذا تكون سورية ضربت عصفورين بحجر واحد، الامريكي والإسرائيلي الذي يستقوى بالتواجد الامريكي في المنطقة وينفذ اعتداءاته على سورية ليل نهار دون اي تحرك يذكر من قبل مجلس الأمن الدولي الذي مازالت تتلاعب واشنطن بقرارته ، ولعل انعقاد جلسة مجلس الأمن قبل ايام قليلة بطلب من روسيا والذي كان موضوعه مناقشة العدوان الاسرائيلي المتكرر على سورية يحمل دلالات تصعيدية روسية حيال الكيان الاسرائيلي وهذا ما شكل ارباكا وانزعاجا لدى حكومة الكيان .
بالمحصلة فان التوجهات الامريكية تشي برغبة إطالة التواجد العسكري في سوريا، ليس لعمليات النهب للثروات وحسب، بل لإبقاء مسار ضغط على قوى صراع أساسية معها وفي مقدمها روسيا، ومحاولة امريكية لإحداث ارباك وتشويش على موسكو من خلال البقاء بمقربة من حضورها وقواعدها العسكرية في سوريا، ونقطة الانعطافة في ازاحة هذا الحضور الغير مشرعا بدأت بإيقاع جدي وبشراكة دولية سورية ايرانية روسية ترى في اخراج المحتل الامريكي ضرورة ومصلحة مشتركة وحاجة ملحة ، وهذا ما يجري العمل عليه ببعده العملي الفاعل والمؤثر .

باحثة في العلاقات الدولية – دمشق ' رأي اليوم '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012