أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


علي سليمان الحديثات يكتب : متحف الدبابات الملكي حكاية وطن

بقلم : علي سليمان الحديثات
27-03-2023 10:38 PM

تابعت عن كثب مجريات ما تم تصويره من برنامج ترفيهي في متحف الدبابات الملكي والذي أثار حفيظة وسخط مكونات المجتمع الأردني، مستخدمين الدبابات وناقلات الجنود التي تحاكي الحقبة الزمنية لتاريخ الأردن وقواته المسلحة، المؤسسة القريبة من وجدان وضمير كل أردني لما قدمه أبناؤها وضحوا بدمائهم الزكية رخيصة في سبيل تراب هذا الوطن....

ضم هذا المتحف العديد من الدبابات وناقلات الجنود والاليات المدولبة والتي تجسد البطولات التي قدمها الأردنيون في معركة الكرامة وباب الواد واللطرون، فهي اليوم شاهد تاريخي يجسد قصة وطن وليس مكانا للترفيه واللهو لصبية السوشال ميديا....

التصريح والمبررات الصادرة عن إدارة المتحف بأن التصوير جاء من أجل الترويج والدعاية واستقطاب الجماهير لزيارة المتحف ما هو إلا استفزاز لمشاعر الأردنيين ولأسر الشهداء الذين تربطهم علاقة تاريخية برمزية وقدسية هذا الصرح الذي يمثل الجيش العربي المصطفوي، لا سيما انه قبل أسبوع من تاريخ اليوم احتفل الأردنيون بالذكرى 55 لمعركة الكرامة....

كيف لنا أن نروج لهذا الصرح التاريخي بتلك الطريقة الدخيلة على قيمنا وعادتنا!!، ماذا نقول اليوم للشهيد خضر شكري أبو درويش وخالي الشهيد مفضي خلف الحديثات الذين سالت دماؤهم في سبيل هذا الثرى الطهور دفاعاً عن الأردن وفلسطين والجولان؟!!، ماذا أقول لخالي الشهيد فضيل خلف الحديثات سائق الدبابة التي قُصفت بنيران العدو الغاشم فاحترق بدبابته.

لسان حالي يقول هل هؤلاء الصبية بثقافتهم الدخيلة على قيمنا وديننا هم من يروجون لتاريخ معطر بالمجد والفخر والعز والبطولة، حيث أن كل دبابة وناقلة في هذا المتحف شاهد تاريخي على قصة وطن...

اليوم نستطيع ان نروج لهذا الصرح بوسائل علمية وإعلامية تتناغم مع عظمة وقدسية هذا المكان، فهنالك العديد من القامات العسكرية التي امتطت دبابة خالد بن الوليد ودبابة الحسين، وهنالك القامات العلمية المتخصصة بتاريخ الأردن ومعاركه من أعرق الجامعات الأردنية فهم خير من يجسد ويروج لهذا الصرح الوطني وينسج قصة وطن، وليس هؤلاء الصبية المراهقين الذين استباحوا رمزية وقدسية دبابة خالد بن الوليد ودبابة طارق بن زياد... هل هؤلاء الصبية يدركون تاريخ اللواء المدرع 40؟!، هل يعلمون أن تلك الدبابات حكاية وطن يعرفها فاضل علي فهيد الذي سال دمه على برجها؟!!، تلك الدبابة التي تحمل الرقم 42194 تروي تاريخا ناصعا من حكاية جيشنا العربي....

الاعتداء الصارخ مس كل أردني حر وشريف مؤسف جداً، وعلى إدارة المتحف أن تتحمل المسؤولية الكاملة للعبث بهذا الصرح الوطني الشاهد على ما هو فخر وعز لأبناء هذا الوطن...

حمى الله الوطن وقائد الوطن وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية من كل مكروه...


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012