أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الدولة الاردنية... التسلح والمقاومة ولا بديل اخر

بقلم : د . عبدالمهدي القطامين
30-03-2023 09:54 PM

لا يمكن لخبر اعلنه الجيش العربي يوم امس ان يمر دون تحليل او تعليق والخبر يؤكد ان ثمة استشعار بالخطر تم التقاطه في صميم استراتيجية الوطن وعقيدته القتالية .
دعا الخبر الشباب الاردني ذكورا واناثا الى التجنيد في مجال الطائرات المسيرة وهذه التقاطة ذكية مما دار ويدور في الحرب الروسية الاوكرانية الغربية بعد ان لعب مثل هذا النوع من السلاح ادوارا مهمة في تغيير مسار لعبة الحرب ان جاز التعبير وتبادل الضرب العسكري الفاعل بين المتحاربين على اكثر من جبهة .
ولعل كل من الم ويلم بتغير قواعد الحرب الحديثة يدرك ان الطائرات المسيرة باتت لاعبا مهما في الحرب وفي موازينها مثلما يدرك ان حرب المجموعات والعصابات بات هو الاجدى في مواجهات حروب الاستنزاف بعيدا عن المواجهات الشاملة عدة وعديدا .
من يتابع الحدث ومن يقرأ بتمعن عقيدة الدولة اليهودية المحتلة يدرك تماما ان هذه الدولة لن تركن الى السلام وانها تتحين الفرص دائما للانقضاض على جارتها الشرقية انطلاقا من مقولتها الدينية” للنهر ضفتان هذه لنا والاخرى لنا ايضا ” وقد ردد هذا النشيد التوراتي الوفد الاسرائيلي المتفاوض مع الجانب الاردني في الطائرة اثناء عودتهم من مفاوضات وادي عربة وتلك حكاية توضح مبدأ الدولة المحتلة والتوسعية تأكيدا على مقولة منظريهم ايضا ….اذا اردت السلام فكن مستعدا للحرب .

نحن كدولة اردنية امام مفترق طرق حاد ويسوده عدم اليقين وسلوك الطريق الاسلم يحتاج الى كثير من العقلانية واليقظة والركون الى ان اصدقاءنا في العالم سيظلوا واقفين معنا في كل الظروف والاحوال تفكير ساذج لا يصمد طويلا امام نظرية” ليس هناك اصدقاء دائمين بل هناك مصالح دائمة” والمصالح تتغير بين ليلة وضحاها وكذلك الصداقة .
علينا ان ندرك الان وقبل فوات الاوان ان سلامنا مع العدو ليس سلاما دائما حتى مع نوايانا الصافية تجاه ذلك لكن اذا كان الماء صافيا في طرفك القريب فلا يعني ذلك ان الطرف الاخر من الغدير صافيا فقد يكون “مطين بستين نيلة” على رأي اشقائنا المصريين في امثالهم الدارجة .
ليس امام الدولة الاردنية اذا ارادت البقاء كدولة تاريخا وجغرافيا سوى خيار الاستعداد للحرب وذلك مرهون بأمرين لا ثالث لهما قوة مؤثرة وقادرة على الصمود وجبهة داخلية موحدة واحدة قوية ولا اعتقد ان كلا الامرين عسير او صعب التحقق بل هو تحصيل حاصل اذا ما صحت النوايا وابتعدنا قليلا عن مبدأ الانتظار الذي لا يفضي الى نتيجة والتفتنا الى مقومات البناء والصمود بعيدا عن لغة ومنطق ان كل يدير النار على قرصة .
مخطىء كل من يقول لزرقاء اليمامة انها واهمة وان ما تراه ليس سوى وهما وان الاشجار ثابتة لا تتحرك ومن لا يرى ذلك الهدير على الجانب الاخر من النهر فأنه حتما مصاب بعمى الوان مزمن وليس له علاج .
كاتب اردني ' رأي اليوم '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012