أضف إلى المفضلة
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


عيد نصر قادم ومعاني معاصرة

بقلم : د.حسام العتوم
27-04-2023 09:38 PM

تأتي مناسبة عيد النصر على الفاشية هذا العام 2023 التي تنطلق كل عام بتاريخ 9 أيار منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 التي بدأتها النازية الألمانية بقيادة أودرلف هتلر، ويتقدم المناسبة الجميلة من الجانب الروسي الرئيس الفولاذي فلاديمير بوتين، وعرض عسكري مهيب في الساحة الحمراء – ساحة أضرحة زعماء الاتحاد السوفيتي، مختلفة تماما بسبب اندلاع حرب جديدة فرضت على روسيا الاتحادية ولم تختارها ومضى عليها أكثر من عام تزامنا مع تحريك موسكو لعمليتها العسكرية الخاصة الإستباقية الدفاعية التحريرية الخاصة غير الاحتلالية بتاريخ 24 شباط 2022 بعد الإرتكاز على المادة القانونية سارية المفعول في الأمم المتحدة رقم 517 التي تخوّل للدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها خاصة بعد تحريك الولايات المتحدة الأمريكية والغرب للثورات البرتقالية ولإنقلاب 'كييف' عام 2014، توجّب بعدها استرداد روسيا لإقليم القرم ولأقاليم الدونباس الأربعة ' لوغانسك، ودونيتسك ' الدونباس ' وزاباروجا، وخيرسون، والسيطرة على مدينة ' أرتيومسك – باخموت '، والمضي من قبل روسيا قدمًا لإجتثاث التيار البنديري المتطرف في الأراضي الأوكرانية وفي العاصمة ' كييف '، وهو الذي يساند نظام ' كييف ' ويتعاون مع الغرب للتطاول على روسيا وسكانها تماما كما فعل عندما تسبب في جريمة حرب في الدونباس راح ضحيتها أكثر من 14 الف مواطن أوكراني وروسي ومشرد .

وثمة تشابه بين النازية الهتلرية بسبب الحرب العالمية الثانية وبين التيار البنديري الأوكراني المتطرف القادم جذوره من وسط الجناح الهتلري في قلب الحرب العالمية الثانية نفسها، ويعز على السوفييت وفي مقدمتهم الروس تقديم حوالي 28 مليون شهيدًا في الحرب الثانية دفاعا عن سيادة الاتحاد السوفيتي، ويفتخرون بذلك ويترحمون على شهدائهم في كل مناسبات عيد النصر على الفاشية، ولم يشهد تاريخ الاتحاد السوفيتي وروسيا الاتحادية أن بدأو حروبا يوما ما، ورغم امتلاكهم للقنبلة النووية عام 1949 الا أنهم لم يستخدموها حتى الساعة، وليس من استراتيجيتهم السياسية والعسكرية ذلك، ولو امتلكوها ابان الحرب العالمية الثانية لَمَا استخدموها ويتحدثون ذلك دوما، وتواجه روسيا الاتحادية هجمة دبلوماسية وسياسية وقانونية وعسكرية غربية شرسة مباشرة وبالوكالة من خلال الأراضي الأوكرانية بحجة الدفاع عن سيادة أوكرانيا، بينما هو الغرب من أعاق بوضوح حوار ' كييف ' مع ' موسكو ' المباشر وعبر اتفاقية ' مينسك '، واعتقد الغرب وبسذاجة ملاحظة بأن تزويد ' كييف' بالسلاح الحديث والمال الوفير وبحجم وصل إلى أكثر من 150 مليار دولار سيجبر روسيا على الجلوس على طاولة حوار الند للند مع ' كييف '، وسوف يصنع لها ولهم النصر، وبعدها يستطيعون إدخال ' كييف ' في حلف ' الناتو ' المعادي لروسيا بهدف حمايتها ولتصبح قوة رادعة لا تستطيع روسيا الاقتراب منها تحت أي ظرف، وفي المقابل معروف بأن البند الخامس في دستور ' الناتو ' يعتبر بأن أي إعتداء على دولة عضوة في ' الناتو ' هو إعتداء على الناتو نفسه، مما يعطي إشارة جديدة على شروع الغرب في تسخين الحرب وشروط السلام ، وتحويل الحرب بالوكالة الى مباشرة عالمية ثالثة مدمرة للحضارات والبشرية، في زمن انتصرت فيه روسيا في عمليتها العسكرية الخاصة التي لا تعتبرها حربا وتطلب من ' كييف ' الذهاب إلى سلام الأمر الواقع، بمعنى القبول بالقرم والدونباس تحت السيادة الروسية الأبدية .

والمعنى الاخر للنصر السوفيتي على النازية الألمانية هو أن النصر تحقق بتوحيد الجبهة السوفيتية عندما كانت أوكرانيا جزءا منها، وعندما كانت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة – بريطانيا جزءا منها أيضا، وأذكر هنا الخطوة الذكية للرئيس الروسي بوتين عندما عرض عام 2000 على الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن ادخال روسيا الاتحادية في حلف ' الناتو ' لردم الحرب الباردة وسباق التسلح وللتوجه لترسيخ السلم العالمي والتنمية الشاملة خدمة لشعوب العالم، لكن الغرب رفض الإقتراح، وكما كانت البداية للناتو في جورجيا عام 2008، شكل رفض الغرب ادخال روسيا اليه منصة لإصطياد دولة مثل أوكرانيا ' كييف ' رافضة للتعامل مع روسيا على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية واللغوية والدينية ، وفي المقابل رفضت الأقاليم الخمسة ' القرم والدونباس ' – لوغانسك ودونيتسك، وزاباروجا، وخيرسون ' الإنضمام لكييف والإلتحاق بالغرب والناتو، وصوتت طوعا وتحت الحماية العسكرية الروسية للإنضمام لروسيا الاتحادية، وواصلت روسيا بجهد جيشها وقوات (فاغنر والشيشانية الخاصة) في التقدم تجاه مدينة ' أرتيومسك – باخموت '، واعلان جديد للرئيس بوتين لمواصلة أعمال العملية العسكرية الروسية الخاصة لتصفية التطرف الأوكراني من كافة الأراضي الأوكرانية .

ومن نتائج الحرب العالمية الثانية تأسيس منظمة الأمم المتحدة بتاريخ 24 أكتوبر 1945 وإنهاء أعمال عصبة الأمم المتحدة التي ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى عام 1919، والهدف القريب والمتوسط والبعيد المدى هو المحافظة على السلم والأمن العالمي والتجذيف تجاه التنمية الشاملة الخادمة للبشرية جمعاء، لكن الغرب وبسبب سوء تفسيره لسيادة أوكرانيا، ولعدم تفهمه للعملية العسكرية الروسية الخاصة التحريرية ذهب لإختراق كبريات المؤسسات القانونية في العالم وفي مقدمتها ' الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمحكمة الدولية، ومحكمة الجنيات الكبرى، وقمة العشرين، ومنظمة ' البريكس ' بهدف تشويه سمعة روسيا وادانتها وتوجيه عقوبات اقتصادية مبرمجة وعلى شكل حزم متتابعة لتضييق الخناق على شعوبها لكي تثور على نظامها السياسي، وهو الذي فشل، كما فشلت حرب الغرب بالوكالة على روسيا، وروسيا اليوم أكثر صلابة من ذي قبل، وأكثر قوة على كافة المستويات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، ونجحت في قيادة عالم الأقطاب المتعددة وبعدم التعامل مع أحادية القطب الواحد، وتوجهت الى شرق وجنوب العالم وترفض التعامل مع الغرب المتآمر على سيادتها، وروسيا التي تبحث عن الحوار والسلام ولا ترفضه لا تخشى أي تهديد لها بتوجيه حرب عالمية ثالثة ضدها، هي لا تريدها، وتمتلك في المقابل قوة عسكرية فوق نووية وفرط صوتية تحتل في مجالها الرقم '1' عالميا، ولديها جيشا أحمرا متطور السلاح يمكن مشاهدة نماذجا منه في احتفالية ' النصر على الفاشية ' في الساحة الحمراء بتاريخ 9 أيار 2023، وهو الذي لم تستخدمه روسيا في عمليتها العسكرية الخاصة حتى الساعة، ولديها بحرية نووية عملاقة، وعسكرة للفضاء، وتبني الآن محطة نووية سلمية عملاقة في المتجمد الشمالي .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012