أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


دلالات العصا السودانية

بقلم : د.رشيد عباس
30-04-2023 06:12 PM

بقي لغز عصا السودان التي حملها زعماء_السودان العسكريون منهم والمدنيون منذُ مئات السنين ماثلاً أمامي لمدة طويلة من الزمن, إلى أن بدأ هذا اللّغز يتكشف لي شيئاً فشيئاً, فقد أجريتُ دراسة مسّحية بسيطة حول العصا السودانية والتي غدت علامة فارقة تميّزه عن غيره من سائر بلدان العالم العربي والأفريقي, حيث وقفتُ بعد ذلك على دلالة رئيسية لهذه العصا تتمثل في البعد (الصوفي) الديني والذي أدى بدوره لاحقاً إلى أن أصبحت هذه العصا ثقافة وجاهية من جهة, وثقافة قيادية من جهة أخرى, كيف لا ونجد أن الشعب السوداني بغالبيته أكثر الشعوب العربية والإفريقية اليوم إمساكاً وتلويحاً بالعصا.

يبدو أن الموروث (الصوفي) الديني لعصا كل من سيدنا موسى وسيدنا سليمان عليهما السلام متأصلة في نفوس وطبيعة الشعب السوداني الطيب إلى يومنا هذا, حتى باتت ثقافة وجاهية, وأخرى قيادية مع مرور الزمن, وأبعد من ذلك فقد تميّز الشعب السوداني عن غيره من الشعوب بصناعة العصا, وأن سعر العصا وقيمتها المادية والمعنوية يعتمد أولاً على نوع الخشب المأخوذ من الشجر المخصص لهذا الغرض, وعلى الانعكافات والتعرجات المقصودة في صناعة العصا ثانياً.

من جهة أخرى هناك دلالة وثقافة لطريقة الإمساك بالعصا, فهناك دلالة للإمساك بها من أحد الأطراف, ودلالة ثانية للإمساك بها من الوسط, وأخر عند الإمساك بها من بعد الثلث الأول, يضاف إلى ذلك ثقافة طريقة (التلويح) بها, حيث أنك تجد أن التلويح بها ربما يكون للتهديد, أو للتأييد, أو للرفض ..أو قد يكون للقبول, كل هذه الإشارات يفهمها الشعب السوداني.

وربما يستغرب البعض أن هناك دلالات عند الشعب السوداني لطريقة وضع العصا في حالة جلوس زعماء السودان العسكريين منهم والمدنيين.. مائلة.. عمودية.. أفقية.

وبعد..

الدول الاستعمارية التي تهافتت على استعمار السودان, كان لديهم مخاوف عديدة من (عصا السودان), وكانت عصا السودان تخيفهم أكثر من خوفهم من بندقيته, نأمل أن تتوحد اليوم عصا السودان ضد الدول الاجنبية الطامعة في مياه وأرض وذهب السودان, كي تعود السودان سلة الغذاء للوطن العربي, وأن يجتمع الشعب السوداني الطيب على مقولة (العصا لمن عصى).

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012