أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الفارس الذي لا يتوقف

بقلم : د. مفلح الجراح
06-05-2023 11:41 PM

اتقد فكري واحترق، وعصفت بي الكلمات وتوقف القلم، وانا احاول ان اكتب عن رجل عظيم ،
عظيم في كل شيء.... في علمه وادبه وخلقه وادارته وقيادته وتعامله مع الاخر ، انه الاستاذ موسى شحاده الانسان وصاحب القلب النابض في الحب والعمل والعطاء.
(وفي قادم الايام ساكتب عنه كرجل الاقتصاد الاسلامي الاول في الاردن ).
مضت 43 سنة وانتهت كلمح البصر وهو يقود وينهض بأعتى بنك اسلامي في العالم، بحيث ارتبط بإسمه، ولم نكن نتخيل قط ان تاتي لحظة على البنك الاسلامي الاردني بدون ان يكون على رأس هرمه موسى شحاده الفارس الذي لا يتوقف، والذي أثر ان يفرغ بعض ما في جعبته الثقيلة جدا من عمل فارتأى ان يغادر احد مواقعه كرئيس مجلس ادارة للبنك الاسلامي الاردني ومدير عام من قبل ذلك، بعد ان اطمأن على ان قادم الايام سيبقى فيها البنك في طليعة العمل المصرفي الاسلامي، فهو الذي صنع فيه القادة الذين حملوا الامانة بكل عزيمة واقتدار واصرار، فسلم الراية لتلميذه وعزيزه وموضع ثقته الدكتور النابغة حسين سعيد يساعده ويعمل معه فريق مجتهد وطموح من مساعدين موهوبين ومخلصين زرع فيهم معلمهم الاول موسى شحاده حب العمل والتفاني من اجل ان يبقى البنك في القمه امتدادا الى جميع موظفي البنك دون استثناء.
ولانه الفارس الذي لا يتوفق بقيت على كاهله مسؤوليات كثيرة في مجالات عدة كرئيس وعضو في اكثر من شركة ومنتدى ومركز، فمن هو بقامة موسى شحاده لا يستساغ ان يكون جالسا في بيته ابدا.
نهض بالبنك الى ريادة العمل المصرفي الاسلامي بشكل غير مسبوق فقبل ان يحوز على معظم الجوائز والاوسمة المقدرة والمعترفة بجهده وعمله في مجال المصرفية الاسلامية فقد حاز على قلوب الناس وافئدتهم ونال محبتهم وثقتهم فكان ذلك رصيده الذهبي الذي لن يُنسى، وستبقى قلوب محبيه تنبض بإسمه العتيد كقائد عظيم في القطاع الاقتصادي والمصرفي قد يوازى ولكن لا يُسبق ابدا .
كنا نشعر ونحن نعمل تحت ادارته بأننا امام جبل شامخ يعانق الشمس مجدا وهيبةّ ووقارا .
كنا امام عبقرية لا تنتهي من العلم والادارة والمهنية غرست فينا ونحن في عز شبابنا قيم العطاء والعمل وخدمة الوطن بكل ما نملك .
كنا امام الرجل الانسان الذي عز نظيره في هذا الزمان.
43 عاما مضت وهو الاب الحاني لنا والاعز، لم نشاهد له نظيرا في واقعنا المعاصر، فانعكست ابوته ورعويته لنا على عطائنا فتماهت مصالح البنك مع منسوبيه، فتحقق الانجاز والتطور والابداع الذي اسس هو نفسه عماده ومقوماته على مر تلك السنين الطوال.
موسى شحادة جابر عثرات الكرام ، الذي فرج كرب الكثير من ابناء الوطن ومنهم كاتب هذا المقال، وصنع الفرحة في بيوتهم، فلم يتوان قط عن تقديم يد العون والمساعدة لكل من قصده، كما دعم الكثير من المؤسسات الوطنيه والجامعات الاردنية والجمعيات الخيرية بتقديم التمويل والدعم والهبات لها ، وكذلك دعم الطالب الفقير، والبحث العلمي، ومراكز تحفيظ القران، والاسر الفقيرة وغيرها الكثير الكثير .
كما ساهم في تعزيز عمليات البنك الاسلامي الاردني وسجلت معدلات نشاطاته وعملياته نتائج غير مسبوقة، ونقله الى مصاف البنوك الاولى على مستوى العالم.
سيبقى نَفَسْ موسى شحاده حاضرا في البنك الإسلامي الأردني وفي رتم حياتنا اليومية وسنبقى جميعا تلامذته الاوفياء لمسيرته العطرة وفكره النير ، فلا زال وقع كلماته يجول في افئدتنا وهو يحثنا على العمل والانتظام والتميز والابداع ، كان دائما حليما في قراره الصائب وخصوصا عندما يتعلق بمصير احد ، كان حازما عندما يستدعي الامر ذلك ، وكان مرشدا وحكيما نستند اليه كلما عصفت بنا الحياة وكدنا ان نميل.
كنا نتفيأ في مظلتة التي تقينا لهيب الحياة وبردها،
وكان هو لنا نبراس علم ومعرفة لا يخبو اواره وسيبقى متوهجا مادام في عروقنا دماء تجري وقلب يخفق .

د. مفلح الجراح
جامعة اليرموك

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012