أضف إلى المفضلة
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


اللامفهوم في الحرب على غزة

بقلم : كمال زكارنة
12-05-2023 10:37 AM

صمدت حركة الجهاد الاسلامي في المعركة غير المتكافئة مع الاحتلال،وما تزال تضرب وتقصف ،واستطاعت ان تشل الحياة بالكامل على امتداد مساحة فلسطين المحتلة عام 48،وان تلحق خسائر بشرية ومادية في الكيان الغاصب،رغم الفارق الكبير جدا في الميزان العسكري لصالح الاحتلال،الذي يمتلك احدث وآخر ما توصل اليه العلم من صناعات وتكنولوجيا عسكرية وامنية، بفضل الدعم اللامحدود من الولايات المتحدة الامريكية ودول اوروبية.
لكن للمرة الرابعة تجد الجهاد نفسها وحيدة في الميدان،تقاتل وحدها تقريبا،بما تملك من قدرات صاروخية مختلفة من حيث التأثير والقدرة على الحاق الخسائر بالمحتل،لكنها تمكنت من ادارة المعركة بشكل جيد حتى الان،ومنعت العدو من تحقيق اي نصر حقيقي،ولا حتى الشعور به،رغم نجاحه في اغتيال بعض القادة العسكريين،والعدو يحاول ان يسجل بعض النقاط التي تؤهله للفوز بالمعركة،اهمها وقف القتال دون شروط،وهنا تأتي عملية شد الحبل،اذ ان فرض اية شروط او مطالب من قبل حركة الجهاد الاسلامي من اجل وقف اطلاق النار ،ينسف آمال واحلام الاحتلال في تحقيق اية نتائج ذات علاقة بالانتصار.
السؤال الكبير الذي يشغل تفكير الشارعين الفلسطيني والعربي ،وخاصة المراقبين والمتابعين لمجريات الحرب الاحتلالية على غزة،لماذا الجهاد تقاتل وحدها،نحن نعرف ان العدو يستهدفها ويستهدف قادتها وافرادها وقواعدها ومواقعها في القطاع،لكن لماذا تنأى قوى المقاومة الاخرى بنفسها عن المشاركة في التصدي للعدوان،فهل سينجح الاحتلال في تمزيق قطاع غزة كما عزله الضفة الغربية المحتلة،وفي دق الاسافين بين حركات المقاومة في القطاع.
لا يمكن قبول اي تبرير او حجج لاستفراد الاحتلال بالجهاد،وتركها تتحمل وحدها اعباء ومسؤولية المعركة،والآخرين يتفرجون ويعدون الشهداء والجرحى ،ومرة اخرى نسأل اين وحدة الساحات .
مهاجمة العدو للجهاد في غزة اختبار لوحدة الساحات ومحور المقاومة،واذا طالت المعركة وتواصل استفراد الاحتلال بالجهاد،فان ذلك يعني عدة امور،اولها سقوط شعار وحدة الساحات،ثم وجود تفاهمات تحت الطاولة بين بعض القوى والاحتلال،مثل بيض السلاحف تحت رمال بحر غزة،سوف تنكشف لاحقا وتظهر للعلن ،واضعاف حركة الجهاد عسكريا وازاحتها من الطريق ،بصفتها قوة رئيسية في القطاع .
الاشقاء الذين تحولوا من طرف الى وسيط في الصراع،يمدون العدو بالاكسجين اللازم للبقاء،لتصبح التهدئة اسمى الغايات،وهي مطلب احتلالي قبل كل شيء،حتى يسترخي الاحتلال ويتمدد بكل اريحية في الاراضي الفلسطينية المحتلة،وتمر جرائمه دون عقاب او حساب وثمن.
ان اخطر ما يمكن ان يحصل هو التوقف عند حدود التهدئة،لانها توفر للاحتلال الفراش والغطاء،فيما يجب ان تشكل التهدئة منصة حقيقية ثابتة للانطلاق الفوري نحو مفاوضات فلسطينية اسرائيلية شاملة بغطاء عربي ودولي،تنهي الاحتلال وتضمن اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من حزيران 67 .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012