أضف إلى المفضلة
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الكرد إخوتي !! (1) و (2)

بقلم : محمد داودية
15-05-2023 11:45 AM

الكرد إخوتي !! (1)
مصطلح كردنيون (كرد-أردنيون) عبارة دارجة يسمعها الأردني زائر اقليم كردستان العراق في أكثر من مكان، يقولها الكرد بمحبة طافحة.
ويجد الزائر الأردني الكثيرين الذين درسوا أو تدربوا أو تعالجوا في الأردن، فكل طائرة للملكية الأردنية متوجهة من أربيل إلى عمان، وعددها عشر رحلات اسبوعياً، تحمل ما لا يقل عن عشرة مرضى يقصدون الأردن للعلاج.
سُمعة الملك عبد الله والشعب الأردني في العلالي والذرى في كردستان العراق، وهذه السمعة العطرة، تفتح آفاقا واسعةً جداً للتعاون الاقتصادي والاستثماري والطبي والسياحي والزراعي والتعليم الجامعي وبناء القدرات والتدريب وغيرها، يعززها وجودُ القنصل العام النبيه فؤاد المجالي والملحق الطبي المثابر الدكتور سليمان العمارين ومدير الملكية الأردنية النشيط عبد الله الزيود.
ظل شعارُ الكرد لعقودٍ طويلة هو: 'ليس للكرد أصدقاء إلا الجبال'.
ونقل لي دولة عبد الكريم الكباريتي مقولةً لدولة مضر بدران: 'الكردُ حطبُ الدول، الكل يحرقهم'.
السيد مسرور البارزاني رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان العراق، قال مُرحِّبا بالشخصيات المشاركة في حفل افتتاح متحف بارزان الوطني: 'لقد تم تدمير بلدة برزان 16 مرة خلال القرن الماضي، تمت تسويتها بالأرض، وها هي قد نهضت وشمخت'.
رهانُ المنطقة الأكبر، هو على الزعيم الكردي البارز مسعود البارزاني، رجلُ الحكمة والمحبة، داعيةُ الصفح والتسامح، صاحب مقولة 'لا توجد مشكلة ليس لها حل'، وصاحب شعار 'نحن دائماً ضد العنف'.
فرغم أن الزعيم مسعود البارزاني يشير إلى أن كل الامبراطوريات والأنظمة السياسية التي حكمت المنطقة، هاجمت ودمرت قرى الأكراد، إلا أنه ينتهج التسامح والصفح ويدعو إلى تجاوز الماضي الدامي، والتخلص من إرث الثأر، من أجل توفير القدرة على بناء الحاضر والمستقبل، وتسليم الرايات إلى الأجيال الجديدة، وهي عالية وليست ملطخة بالدم.
دماءٌ بريئة غزيرةٌ سالت فوق جبال كردستان الشاهقة، صديقة الكردي التي لم تخذله، وقد أصبحت برسم الإتّعاظ، وتفادي تكرار الحروب، والتطلع إلى المستقبل بأمل.
ثمة الكثير من العقبات والمؤامرات والمخاضات والمشكلات التي تواجه أبناء العراق وإقليم كردستان، لكن المؤكد والمحسوم، هو أن لا عودة إلى السلاح لحلها.
أمّا جبالُ كردستان الشاهقة، فلم تعد صديقة الشعب الكردي الوحيدة، فقد أصبح العالم كله على دراية ومعرفة بما اقترفته الإمبراطوريات الحاكمة طيلة 500 سنة بإخوتنا الكرد، ولم يعد تكرار المجازر ممكناً على الإطلاق.
-------------------------------------------------------------------------------

الكرد إخوتي !! (2).
فخامة الرئيس مسعود بارزاني زعيم كردستان العراق ومرجِع الكُرد في العالم، يذكر في كتابة الوثائقي 'للتاريخ' الذي أهداني نسخة منه 'أن بلاد الكرد قد تم تقسيمُها بين الإمبراطوريتين العثمانية والصفوية قبل خمسة قرون. وأن الشعب الكردي تعرّض خلال السنوات الخمسمئة الماضية إلى محاولات إصهار وإبادة كثيرة، ولكنه استطاع النجاة منها جميعها'.
يبين 'كاكا' مسعود أن تقسيمَ بلادِه واضطهادَ شعبِه تم منذ خمسمئة سنة سلفت، ناسفاً المزاعم المتكررة لحصر اضطهاد الكُرد بالعرب، التي يبثها الشعوبيون والطائفيون في محاولة لتبرئة غير العرب من دم الكرد ومن إنكار حقوقهم القومية.
والواقع أن الصراعات طويلة الأمد الناجمة عن السياسات الخطأ، وإنكار وجود الشعب الكردي في الدول المحيطة بكردستان، التي استمرت 500 سنة، لم تستطع إنهاء الكرد !!
وانّ قروناً من سياسة الإنكار، وعقوداً من الحروب الطويلة، وآلاف المعارك، ومئات آلاف الضحايا من مختلف الأطراف، برهنت على صواب مقولة الزعيم الكردي الكبير مسعود البارزاني: 'لا مشكلة بلا حل'. والمقصود حل بالمفاوضات والأساليب السلمية والديمقراطية.
وبالطبع لا حلّ بلا ثمن، ولا حل بلا تنازلات.
لقد الحق إنكارُ حقوق الشعب الكردي القومية، واللجوء إلى سياسة العنف والقصف، أذىً لا يمكن حصر مداه وضحاياه، باعد الشقة والمودة بين الكرد وشعوب المنطقة: العرب والفرس والأتراك، وتسبب في خراب فظيع، وأطاحَ فرص التنمية والرفاه، فلا ازدهار بلا استقرار.
لقد تم اضطهادُ الكرد طيلة خمسة قرون، ولم يكن الإضطهاد والظلم من قِبل شعوب المنطقة فحسب، فقد ساهم الإنجليز أيضاً في قصف القرى الكردية وتدميرها !!
انّ الحكمة تغلب اليوم ما عداها لمعالجة الخلافات معالجةً سلميةً أخويةً بين بغداد أربيل. وهو ما يوفر فرصاً إضافية، لمعالجة المسألة الكردية بلا عنف وقصف في بقية دول الإقليم.
لقد أسدى الكردُ خدماتٍ عظيمةً لأمتنا العربية في مختلف الحقول الثقافية والعلمية والعسكرية واللغوية أيضاً، وآخرها دور 'البيشمركة' وتضحياتهم للقضاء على 'داعش' في كردستان العراق، والمشاركة في تحرير الموصل وكركوك وبعض مناطق صلاح الدين.
وكان للبيشمركة الدور الرئيس في تحرير مدينة كوباني- عين العرب في كردستان سوريا، بمبادرة من الرئيس الشجاع مسعود بارزاني.
ويظل محفوفا بالتبجيل، دورُ الشعب الكردي العظيم بقيادة صلاح الدين الأيوبي في قيادة فيالق تحرير إخوتهم العرب من الغزاة الفرنجة وتحرير القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية من احتلال الغزاة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012