أضف إلى المفضلة
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الصمود ليس صدفة

بقلم : سميح المعايطة
25-05-2023 05:11 AM

'الصمود ليس صدفة' عبارة جميلة نسمعها لكنها تصلح لقراءة مسيرة الدولة الأردنية في ذكرى الاستقلال، فالأردن الجغرافيا والتاريخ وأهل هذا البلد موجودون ومستمرون عبر قرون، لكن الأردن الدولة الحديثة إحدى قصص الصمود والنحت في الصخر في مراحل الاستعمار ووعد بلفور ومشروع الوطن القومي لليهود وسايكس بيكو والثورة العربية الكبرى التي تعرضت للخذلان من الإنجليز، ثم صراع السياسة الذي قاده الهاشميون بعد ما جرى في سورية ليكون الأردن تحت اسم إمارة شرق الأردن ثم المملكة الأردنية الهاشمية.

صمود هذه الأرض بمن عليها وبما عليها من دولة خلال أكثر من مائة عام ليس صدفة، والحفاظ على الاستمرار والبقاء والاستقرار ليس صدفة في عشرات السنين من القلق والحروب وضيق اليد والمؤامرات وحتى رمي الأحجار في بئر الأردن من بعض أبنائه، ومن بعض من فتح الأردن لهم أرضه، ومن أولئك الذين أوهموا أتباعهم من أبناء جلدتنا أن انتصار الأمة لا يتم إلا بتدمير هذا البلد وتغيير هويته.

ولم يكن صدفة بناء هذا البلد من أبنائه المخلصين وقيادته المجتهدة الذكية وبناء الإنسان فيه تعليما وتأهيلا ليكون الأردني كلمة السر حتى في بناء دول شقيقة، واستمر الأردن رغم كل المراحل القلقة والأزمات، يحافظ على هويته وبنيته ومؤسساته ونظامه السياسي الذي كان أيضا عنوانا للاعتدال والعروبة والفهم السليم للإسلام، فبقيت المملكة الأردنية الهاشمية بكل تفاصيل اسمها ومدلولاته رغم تغير الأنظمة وانقلاب الدول وتبعثرها في الإقليم والمحيط.

في ذكرى الاستقلال لا نحتاج إلى سرد مسيرة الأردن والأردنيين خلال أكثر من مائة عام من عمر الدولة، فالتفاصيل كثيرة والمخلصون تركوا بصمتهم عبر كل لحظة إنجاز أو تجاوز لمرحلة قلقة أو دم أو تطرف أو تآمر، واستقرار الأردن واستمراره وصموده دليل قوة قيادته وصدق الأردنيين مع بلدهم، لكننا نحتاج في مناسبة عزيزة هي ملك لكل أردني أن لا نظلم أنفسنا وبلدنا، وأن نعطي أنفسنا ووطننا حقه علينا من الثقة به والفخر بكل إنجازاته، وحتى نقاط ضعفنا ومشكلاتنا أن نتعامل معها بموضوعية، وأن يتوقف بعضنا عن محاولات إثبات أن الأردن ليس فيه خير ولا إنجاز ولا رجال صادقون، فلننظر للأردن وكل من فيه وكل ما فيه بإنصاف وموضوعية تجعلنا نرى نقاط قوتنا ونقاط ضعفنا بلا تهويل أو تضخيم.

حمى الله الأردن وأهله وقيادته وكل عام وبلدنا بألف خير.

(الغد)


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012