أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


تصعيد نتنياهو المشبع بفقاعات الهواء تجاه حزب الله وايران

بقلم : رنا العفيف
01-06-2023 05:46 AM

فقاعات اعلامية اسرائيلية تتناثر شظاياها باهتمام من مسؤولين اسرائيليين بمختلف المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية في توقيت لافت بعد المناورة الرمزية للمقاومة ،وأعضاء في الكنيست يحملون بنيامين نتنياهو المسؤولية عن وضع اسرائيل الأمني إزاء التهديدات الإسرائيلية لكل من حزب الله وايران ، أي خلفيات لهذه التصريحات تشي بجديتها الفعلية ؟وهل حقا هي تهديدات أم فقاعات اعلامية يبحث عنها نتنياهو لأهداف سياسية ؟
لاشك أن عبارات التهديد والوعيد التي تنطلق من لهاث نتنياهو المهزوم هي بالتأكيد فقاعات اعلامية ليس لها أي معنى سياسي ولا حتى عسكري في ظل الصفعة التي تلاقاها في معركة ثأر الأحرار مؤخرا ، وربما الجميع يعلم وهنا أخص بالذكر المراقبين والمحللين أن نتنياهو يحاول إحداث رسائل تصعيدية موجهة لحزب الله وايران على وجه الخصوص لأسباب تتعلق بإمكانية رفع ايران لمستوى تخصيب اليورانيوم ، والأخرى بين قوسين حزب الله لأسباب تتعلق بتقدير الموقف في الساحة الشمالية وهي الأكثر قابلية للانفجار بأي لحظة ،وهذا ما تخشاه اسرائيل ،لاسيما أن في الوقت نفسه أطلق مسؤولون اسرائيليون تصريحات مشبعة بعبارات التهديد باتجاه حزب الله وايران تشي بالضجيج أكثر من مؤشرات جدية لهذا الأمر ، أيضا اللافت أكثر هنا أن من يريد مهاجمة حزب الله وايران تحديدا في علم النفس السياسي من المؤكد أنه لا يصدر كل هذا اللغو ، وهذا يعني إن أردنا صرف هذه التهديدات بمعناها الاعلامي والسياسي ،ما هي إلا شد عصب فارغ كان قد استخدمه نتنياهو لترميم الجبهة الداخلية بعيدا عن المعنى العملي محاولا بذلك الإستفادة منه بأي شكل هذا اولا .

ثانيا هناك معلومات تشي بالضرر في قدرة اسرائيل على مواجهة حزب الله تحديدا ،لأن اسرائيل عندما قامت بفعلتها النكراء واغتالت القادة في حركة الجهاد الإسلامي في المواجهة الأخيرة لم يكن يعلم المجلس الوزاري الأمني المصغر بنية اسرائيل تجاه الفعل العسكري هذا وقيل أن اسرائيل أرادت من وراء ذلك إحداث تغيير استراتيجي في موقفها يدفعها باتجاه ضرب ايران أو حزب الله ، وبالتالي تكون هذه التهديدات ساذجة لا قيمة لها على أرض الواقع خاصة ان هذه العبارات باتت منتهية الصلاحية في المعنى السياسي لذا كل هذا الضجيج هو نتاج الرسائل المفعلة التي أرد إيصالها حزب الله لاسرائيل ،فكانت ردة فعل نتنياهو إطلاق تهويل اعلامي لانتهاز الفرصة في ظل المفاوضات المتمثلة بقضايا التعديلات القضائية التي تجري بمعزل عن التوافق بين حزب التحالف الوطني الذي قال أننا سنهز الأرض إن ذهبت الحكومة باتجاه التعديلات المنفردة، وبالتالي سنشهد حالة من الغليان والفوضى والشرخ أقوى من ذي قبل وربما ستعود المواجهة إلى الداخل وسيكون لها ارتدادات فعلية تعكس جبهة المجتمع الاسرائيلي بالمجمل .
إذن اسرائيل التي تحاول ترميم الجبهة الداخلية على حساب جملة من التهديدات ،يظن نتنياهو أن اللعب على هذا الوتر سيعيد حالة التناغم والاستقرار ،غير مدرك بأن اللعب بالنار ستكون تكلفته باهظة ومماثلة للمواجهة الأخيرة مع الفلسطينيين ولكن بنطاق واسع ، إذ تحدث بنفسه عن الردع وواصل الرسائل السمجة لحزب الله وايران وقال بأن ردعنا ورسائلنا في الردع تجاوزت حدود الجغرافية الفلسطينية ، ومن هنا شعر المجتمع الاسرائيلي بالقلق إزاء تباهي نتنياهو بلعبته التي ستجلب لاسرائيل حراكا في علنية التهجير والانقلابات في الداخل ،وبالتالي نتنياهو يدرك أن الجولة الجديدة ستخبوا معادلة قد تقرع من خلالها طبول الحرب ، خاصة إذا كانت مؤشرات تلك التهديد تشي بالجدية بغض النظر عن أهدافه المرتبطة باختراق الأحداث التي تجري في المنطقة وتحديدا إذا كانت هذه التهديدات تلامس واقع التشبيك الاقليمي ضمن أطر مشروطة هنا وهناك لتعكير صفو الهدوء في المنطقة مستهدفا بذلك ربما المملكة العربية السعودية التي ربما وضعت اميركا واسرائيل أمام مفترق خيارات صعبة بعد أن وضعت شروطا تفاوضية إذا أرادت اسرائيل تطبيع العلاقة معها تتعلق بالقضية الفلسطينية فهل يتحمل نتنياهو فكرة العلاقة مع السعودية تتضمن فتح مسار جديد مع الفلسطينيين في ظل أركان اليمين الفاشي ؟

كاتبة فلسطينية ' رأي اليوم '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012