أضف إلى المفضلة
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


5 حزيران.. عامل القوة متغير !!

بقلم : محمد داودية
04-06-2023 10:49 PM

ستظل نكسة حزيران 1967 وما جرّته من ويلات، أكبر الشواهد على سقوط نموذج الدولة العسكرية العربية التي حلت محل الدولة المدنية العربية، وحطمت الحريات والبُنى الدستورية والقانونية التي كانت في طور النضج والاستقرار، لصالح شهوة السلطة، التي أغرت العسكرتاريا العربية للقيام بانقلاباتها الفقيرة إلى النضج والنزاهة والسماحة.
حملتنا العسكرتاريا العربية على أجنحة الارتجال والوهم، إلى هزيمة أسفرت عن احتلال الضفة الغربية والقدس والهضبة السورية وسيناء.
يوم الخامس من حزيران صدّقنا أحمد سعيد كبير مذيعي إذاعة 'صوت العرب' الذي اطلق شعار قذف اليهود في البحر و«تجوّع يا سمك».
أوهمنا، أننا سنقف على بحر يافا المُشبع بعطر البرتقال والليمون والقوارب، واننا سنحرر فلسطين من الغزاة الصهاينة الذين شردوا اخوتنا وقارفوا المذابح الوحشية في دير ياسين وكفر قاسم وقلقيلية واللد ويالو والدوايمة وقبية ويازور والبريج ونحالين وغزة وخانيونس وغيرها.
اذهلتنا الهزيمة العربية الماحقة، وأذهلتنا ابادة الطيران العربي في حظائره، ومزقنا صمت صواريخ التحرير الظافر والقاهر التي توعد احمد سعيد بها كيان الاحتلال الإسرائيلي !.
هرعنا مجموعة من الأصدقاء إلى مخفر شرطة المفرق للتطوع. في المخفر وجدنا ضابط الشرطة الشاب يضع رأسه بين يديه وينتحب. رأينا الهزيمة والانكسار في عيني ضابط الشرطة الكركي الوطني. كان مشهد الضابط المخذول مثل «فجّة» الضوء الساطع.
كانت القضية الفلسطينية قضية شخصية فردية لكل واحد منا، وكان اخوتنا اللاجئون في المفرق، من بئر السبع ويافا واللد والناصرة والجليل وحيفا، يصفون لنا الشوارع ويرسمون لنا عناوينهم في مدنهم الفلسطينية، وكنا نتوق لتحريرها وتلبية دعواتهم لزيارتهم فيها.
في الحسابات النزيهة المنصفة، قدمت الجيوش العربية، آلاف الشهداء في الحروب التي خاضتها مع المشروع التوسعي الاستيطاني الصهيوني، بسبب هزال القيادات وطموحاتها الإمبراطورية التي أدت فيما أدت إلى ارسال صفوة الجنود المصريين إلى حروب عبثية في اليمن !!
يعرف اخوتنا الفلسطينيون انهم ليسوا وحدهم. ويعرف جيش الإحتلال الإسرائيلي ذلك، وعملية الجندي المصري الأخيرة أسطع برهان.
وعامل القوة الذي تتوكأ إسرائيل عليه، عامل متغير متبدل في الزمان والمكان.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012