بقلم : علام منصور
12-06-2012 09:52 AM
كاتب وباحث
هذا هو اليوم الثاني على اعتصام نقابة الفنانين الاردنيين، الذي كان من المقرر ان يكون من خلال نصبهم لخيمة اعتصام في الشارع الرئيسي امام مقر النقابة، الا ان مصدرا مسؤولا كان قد ابلغهم انه تم منع الشركة التي كان من المقرر ان تنصب خيمة الاعتصام امام مقر النقابة في جبل اللويبدة وسط العاصمة عمان .
ومن اللافت ان هذا التصعيد يأتي بعد ان تبخرت كل الوعود السابقة والتي كان بعضها يأتي من اعلى المستويات في الالتفات الى واقع الفن والفنانين في الاردن، وما آل اليه حال الفنان والفن والاردني الذي لا يسر عدو ولا صديق، بعكس حال وواقع زملاء لهم في الدول المجاورة لنا، رغم ما كل الظروف السياسية الصعبة هناك، وانه آن الاوان كي يلتفت المسؤولون على اختلاف مواقعهم، الى ان الفن مهنة ورسالة وهو استثمار سياسي واقتصادي واجتماعي، ولم يكن الفن يوما غريبا عن الواقع المحلي او العربي او حالة طارئة على المجتمع.
وانه اصبح من الضروري العمل على تشجيع الاستثمار في الانتاج الدرامي، والعمل على جذب المستثمرين بهذا المجال الى الاردن، من خلال سن تشريعات وقوانين، تعمل على جذب المستثمرين المحليين والعرب وغيرهم للاستثمار بهذا المجال، الذي يعد رافدا غير مباشر لخزينة الدولة ان احسن استغلاله.
وعطفا على ما سبق، فعلى الدولة ان تشجع شركات الانتاج العاملة، من خلال دعمها ليس ماديا ــــ وان كان لا مبرر يمنع ذلك ــــ بل على اقل الامور من خلال القيام بشراء انتاجاتها ودعمها، وعدم حصر شراء الانتاجات الدرامية بشرمة معينة تخضع اغلب الاحيان لمزاج موظف ما، بل والعمل على تسويق هذه الانتاجات بدول المنطقة والاقليم ،، فغنى عن القول ان اغلب الشعوب العربية اصبحت تعرف مناطق في تركيا وتسحر بجماليات المكان هناك من خلال الدراما التركية التي غزت الشاشات العربية.
انه لمن المعيب علينا ان نبقى نتخبط بهذا التخلف الاعلامي والفني ولا بواكي لنا، وان تبقى الحركة الفنية والاعلامية اسيرة امزجة حكومات ووزراء ما زالوا يعيشون بعقلية الاحكام العرفية وزمن ولى، ولا يستطيعون البت في امر اعلامي او فني حتى يتبينوا الخيط الابيض من الخيط الاسود، حيث ما زالت محطة اعلامية قابعة (ATV ) شاهدة على سنوات من الضياع والتخلف والجهل الاعلامي دون حسيب او رقيب.
ان مطالب الحركة الفنية حق، واعتصامهم حق، وهم لا يطلبون المستحيل ، فليس هناك من عاقل يرى ان التامين الصحي وتوظيف من هم عاطلون عن العمل، ومنح بعض الامتيازات لهم من اراض لغايات الاسكان وانشاء فرق وطنية للمسرح والموسيقى مطالب صعبة او صعبة المنال، بل هي اقل شيء يمكن ان تقدمة الدولة لهم ، تكريما وتقديرا لفن والفنان الاردني، الذي كان مرآة لنا في وقت من الاوقات.