أضف إلى المفضلة
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الضربة القاضية لتكفين السلام

بقلم : كمال زكارنة
14-06-2023 12:47 AM

حقائق مهمة يجب التأكيد عليها دائما،وهي ان الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين لا يشبه اي احتلال آخر ،وليس له مثيل او وصيف عبر التاريخ،فهو احتلال احلالي استيطاني اقتلاعي وجودي عقائدي،يعتبر فلسطين ارضا لليهود وحقا لهم، ولا يعترف بالوجود الفلسطيني العربي الاسلامي في هذه الارض.
وأن الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين مكفول ومضمون ومحمي امريكيا،وان الولايات المتحدة الامريكية هي المحتل غير المباشر لفلسطين ،وهي المسؤولة عمليا عن كل ما يقوم به الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة ،لانها هي الحاضنة والضامنة للاحتلال، والمتكفلة به سياسيا وعسكريا وامنيا واقتصاديا،وهي الوحيدة في العالم القادرة على اجباره والزامه على الامتثال لقرارات الشرعية الدولية.
والحقيقة الثالثة، ان الخيار العسكري لتحرير فلسطين غير وارد حتى الان على الاقل ،عربيا واسلاميا،والعرب ينتظرون حتى يكونوا انفسهم عسكريا،وهذا قد يحتاج عشرات السنين.
والحقيقة الرابعة، ان السياسة والدبلوماسية كوسائل للتوصل الى سلام مع الاحتلال ،غير موجودة على اجندة الاحتلال ولا في قاموسه.
والحقيقة الخامسة، الاكثر مرارة، ان الاراضي الفلسطينية يبتلعها الاستيطان بشراهة ،وخلال سنوات قليلة لن يجد الفلسطيني مترا من الارض يقف عليه او يدفن فيه.
الضربة القاضية القادمة ،هي مشروع استيطاني جاهز للتنفيذ ،يعتبر الاضخم والاخطر ،والذي يقضي على كل الامال والجهود والاتفاقيات والتفاهمات التي تمت حتى الان،يسمى 'اي ون'،يقسم الضفة الغربية الى نصفين شرقي وغربي ،ويوصل القدس بالبحر الميت،ويعزلها تماما عن المدن الفلسطينية الاخرى ،ويضع الاراضي الفلسطينية المتبقية في الضفة الغربية داخل طوق استيطاني محكم،يمنعها من التوسع والتمدد والاتصال بالعالم الخارجي ،ويطبق عليها بالمستوطنات والمستوطنين لاحقا،ويحاصرها الى حد الخنق اقتصاديا واجتماعيا وامنيا.
هذا المشروع الاستيطاني ،التي توضع مخططاته على طاولة الحكومة الاسرائيلية من اجل البدء بالتنفيذ،يفتح ابواب الصراع بين الفلسطينيين والمحتلين والصدام بالكامل ،ولن تعود هناك محرمات او ممنوعات .
لكن وزير الخارجية الامريكي بلينكن طار الى فلسطين المحتلة،واجبر حكومة الاحتلال على تأجيل بحث تنفيذ المشروع الى وقت لاحق،وكان بامكان بلينكن ان يجبر الاحنلال على الغاء المشروع كليا لو ارادت الادارة الامريكية،خاصة ان التأجيل لا يقدم ولا يؤخر، ويبقى التنفيذ مسألة وقت،ما دام المشروع قائما.
كل ما يجري هو دوران حول حلقة غير مفرغة، وانما مليئة بالمستوطنات والمستوطنين ،تتسع شيئا فشيئا بتسارع شديد،تلتهم الارض الفلسطينية من جميع الاتجاهات،ولا تترك فائدة ترجى من اي عمل لا يصب في زاوية التصدي للاستيطان .
المشروع الاستيطاني 'اي ون '، يقضي قضاء مبرما على ما تسمى بعملية السلام ،ويكفنها ويؤبنها ،وينقل الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين مرة اخرى الى الخيارات العسكرية، بعد سقوط الخيارات السياسية، التي افشلها الاحتلال.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012