أضف إلى المفضلة
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الخير والشر في قِدْرٍ واحدة (2)

بقلم : محمد داودية
15-06-2023 03:03 AM

إن 'إعلام' منصات التواصل من الحقائق الصلبة الراهنة، التي ستتنحى لاحقا، بشكلها المعروف، لصالح صيغ جديدة، كما تنَحّت قبل ذلك الصحف الأسبوعية التي تسيدت واجهة الصحافة والإعلام نحو عشر سنوات في فترة منتصف الثمانينات. هذه المنصات من ثمار التقدم في مجالات مختلفة، وهي منصاتُ خيرٍ وشر في آن معا.
وكما أن علينا التحوّط مما هو راهن، علينا أيضا التحوّط مما هو قادم، مما لا نعلم بعد، أن جاء يحمل أذىً أوسع وأشد إضراراً بالناس. وقد قيل 'ذنبان لايُغفران، الشركُ بالله وإِلاضرارُ بالناس'.
معلوم ان الإقبال على المنصات يرتفع عندما يضيق ميدان التعبير عن عدم القدرة على تحمل الظلم والفاقة والفساد والبطالة والزبونية، حينذاك ستكون فرصةً ذهبية لبروز 'نجوم العًرط' يذرعون ويشتمون ويدينون ويخوّنون، ويدلقون سوادهم وعُقَدهم على كل منجز وجميل في بلادنا.
سيتعربش فرسانُ الغفلة، وجنرالات حزب الكنبة الأميون على فضاء السوشيال ميديا، يطلقون الأحكام وينصبون محاكم إدانة واغتيال المسؤولين الذين يعملون بشرف ونزاهة وإخلاص.
وللأسف المفرط أن بيننا من يتحلى بانتهازية مفرطة ايضا، بحيث يصبح موظفا 'ببلاش' عند أهل السواد والقتاد، يروّج ما يقئ المذهونون ويعيد إرساله بحجة الاطلاع والاستماع لنبض الشارع !!
لن يفعل 'المتحمسون الأوغاد' -والمصطلح للراحل محمد طمليه- سوى صب المزيد من اليأس في روع الناس وزيادة آلامهم وقنوطهم.
كل هذا التحذير لا يدفع عن الحكومة واجب وضرورة التفكير الابتكاري بحثاً عن حلول وبدائل تسهم في التخفيف من وقع أزماتنا المعروفة الموصوفة.
ننتظر ثمار الحوار الوطني الواسع في خطة معالي فيصل الشبول حول السياسة العامة للإعلام والاتصال الحكومي، التي يدير حواراتها الصديق الموثوق البروفيسور موسى شتيوي رئيس المجلس والاقتصادي والاجتماعي الآن.
ستظل منصات التواصل مطية الرويبضات والفشارين وطامةً على المجتمعات، طالما أن النخبة تهاب السنتها وتخشى ان تصبح مضغة لها وتغمض عنها كلياً كأنها غير موجودة.
ليس هذا فحسب بل ان بعض النخبة يقدمون لها أوراق اعتماد مكشوفة، وذلك بالتعرض لمن يفضحهم، بحجة ملفقة هي الدفاع عن الرأي الآخر.الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012