أضف إلى المفضلة
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
بحث
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


م.علي أبو صعيليك يكتب :صمت العالم عن جرائم الكيان الصهيوني في جنين إحدى أدوات الجريمة

بقلم : المهندس علي ابوصعيليك
04-07-2023 11:20 PM

مهما بلغت وحشية الجريمة التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني حالياً في مدينة جنين الفلسطينية، فإنها لن تنتهي بهزيمة الشعب الفلسطيني الذي صمد ولا زال على أرضه رغم كل المجازر والقمع والتنكيل الذي يرتكبه الاحتلال في فلسطين منذ قرابة خمسة وسبعين عاما على بداية الاحتلال. لا شك في أن الجريمة الحالية تجري بتنسيق كامل بين الاحتلال الصهيوني والولايات المتحدة كما تحدثت العديد من وسائل الإعلام، وسط تأييد علني من الدول الكبرى التي تمارس أقذر التناقضات مع جرائم الاحتلال في فلسطين بالمقارنة مع مواقفها مع روسيا في حربها في أوكرانيا.
لن تسمح الدول الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة للمقاومة الفلسطينية بإزالة الاحتلال الصهيوني عن الوجود، فالاحتلال الصهيوني هو “كلب” الحراسة المستخدم مخابراتيا وحتى عسكري للسيطرة على المنطقة وليس احتلال فلسطين فحسب، ندرك هذه الحقيقة، ولكن ندرك أيضا أن الاحتلال لن يزول إلا بالمقاومة. أهم سبب لما تقترفه قوات الاحتلال في جنين حاليا هو تطور قدرات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وهي التي تسير على نهج المقاومة في غزة، والتي تثق بها الجماهير، ولكن الاحتلال الصهيوني يمارس قذارته بالضغط على أهالي مخيم جنين الأبرياء بطردهم وهدم بيوتهم كذريعة للبحث عن المقاومين، وفي ذلك دليل قاطع على عجز استخبارات العدو في تحديد قدرات المقاومة ومواقعها. هدم البيوت وطرد الفلسطينيين الأبرياء من مدينة جنين والمخيم جريمة على رؤوس الأشهاد، وإذا كانت أمريكا والدول الغربية جزءا من هذه الجريمة كما أشرنا، فماذا نسمي صمت الدول العربية والإسلامية واكتفاء معظمها ببيانات الشجب والتنديد التي لا يلتفت لها الاحتلال. يمكن تفسير ما قامت به قوات الاحتلال مساء أمس من عمل عنيف وسريع بطردها العائلات الفلسطينية من بيوتها، خصوصاً في المخيم، بأنه مقدمة لعملية اقتحام عنيفة جدا للقضاء على المقاومة، والتي لا شك بأنها تحتاج للكثير من الدعم وقد يحدث ذلك من غزة أو من غيرها لأن زيادة جبهات القتال وهو الطريق الذي سيؤدي لا محالة لتراجع قوات الاحتلال عن مخططها وعدوانها على جنين. ورغم عدم تكافؤ المعركة، إلا أن الأمور تتجه نحو مواجهات دموية شديدة بعد إفراغ المخيم من ساكنيه، ولكن في داخل المخيم سيضطر الاحتلال إذا استمر في مخططه للدخول في حرب شوارع مع المقاومة، صحيح أن الفارق كبير جدا في الإمكانيات، ولكن ما يميز الفلسطيني عن مرتزقة قوات الاحتلال أنه يؤمن بدفاعه عن وطنه. من المعيب على الجميع أن يستمر نقص الخدمات في مستشفيات مدينة جنين، واستمرار اعتداء قوات الاحتلال على المستشفيات وهي التي تستقبل المدنيين العزل المصابين في اقتحام جنين، فلماذا لا تمارس دول العالم الإسلامي دورها في هذا الشأن فقط بعد أن عجزت عن تقديم أي دعم عسكري أو حتى سياسي! لا يوجد مبرر لصمت وعدم تدخل دول العالم العربي والإسلامي في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في الحرب غير المتكافئة والمستمرة مع الاحتلال، لا نتحدث عن دعم عسكري وهذا مفروغ منه، بل نتحدث عن غياب دورها السياسي في العمل على إيقاف الاعتداء على جنين، فهل ينتظرون أن تقتل قوات الاحتلال أكبر قدر من الفلسطينيين وتنسحب قوات الاحتلال من جنين حتى يدعي البعض بأن ذلك تم بجهودهم!!! ونتساءل عن غياب أي دور للدول العربية التي أصبحت ترتبط بعلاقات وتطبيع مع الاحتلال، فلماذا لا تستخدم تلك العلاقات كوسيلة ضغط للعمل على إيقاف ما يحدث من جرائم للاحتلال في جنين، وذلك أضعف الإيمان، حتى في السياسة ، فإن من غير المنطقي أن يحتفظ الكيان الصهيوني بعلاقات دافئة مع بعض الدول العربية دون ثمن ولا تضحيات، فهل يعقل أن تترك أسود فلسطين لوحدهم بلا دعم لتأكلهم كلاب الصهيونية! وفي نفس الوقت الذي نشعر فيه بمشاعر الحزن والغضب والألم على أي أذى يلحق بالفلسطينيين من قوات الاحتلال، لكن أيضاً تعودنا أن تكون المدن الفلسطينية المنكوبة مصدرا لرفع معنوياتنا، حتى وهي تتعرض لأقسى درجات الإجرام، فالإيمان بأن التحرير حتمي مزروع فينا وفي كثير من الأحيان كان صمود مدن فلسطين في مواجهة غطرسة الاحتلال هي مصدر لذلك الإيمان بالإضافة لعقيدتنا. كاتب أردني aliabusaleek@gmail.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012