بقلم : محمد السكر العدوان
16-06-2012 10:30 AM
كلاسيك الكتاب المجيرين للالهة النظامية العربية ما يزالون يمسكون بتلابيب اقلام السم النافثة لمنطق مزيف مجرم اقل ما يقال عنه انه يستهزئ بنا و بعصرنا و بعقولنا , الطبع لا يغلب التطبع و السيرة ليست سراً و النهج طريق مظلم اسود لكاتب ما زال يراهن على ان المتلقي أبله .
أطل علينا جهاد الخازن بمنطق جديد لا يعيب فيه هنا أسماء امهاتنا و لااباءنا ولا اوشام جداتنا ولا \'الحلفة \' التي تعكز عليها اجداد ما قالوا ابداً للراشي يا سيدي ولا دافعوا عن ظلم ولا استبدوا على انسان او اهانوا عقل .
بالنقطة النقطة سنرد على من نصب نفسه كاتباً ومحللا تحلل من الفكر الناضج و استغل عولمة القلم التي جعلت من لندن ارستقراطية تعطي حصانة مكانية لمن صاح وفتح فاه مستغلا ضبابها , لكن سارد مستغلا سطوع شمس الأردن هنا :
1-(( غير أن من صفات المواطن الأردني «شوفة الحال»، وهو لا يرى أن بلاده فقيرة جداً بمواردها الطبيعية، فلا ماء ولا نفط، وإنما «شوية» فوسفات، وهو يهتف «أردن، أردن، أردن» واليابان تهزمه ستة/ صفر في مباراة كرة قدم من دون أن تكون دولة عظمى كروياً)) ويتابع ((أما لهجة المعارضة في شرق الأردن، فإنني أفسرها بأن النكد طبيعة ثانية لابن العشائر))!!
-لم نسمع في التاريخ فيلسوفا ولا طبيبا ولا محللا يطلق حكماً عاما على شعب بناءا على هتاف في مباراة او موقف فئوي او بناءا على رأي , ونحن هنا نتحدث عن اي حكم فما بالكم بالحكم على الحالة النفسية ان كانت بالنكد او \'شوفة الحال\' !! فالحالة النفسية تختص الفرد البشري كل على حدة و لاتعمم على محيط او بيئة فهذه النظرية هي من هرطقات الفشل التحليلي التي يحاول البعض بها اطلاق حكم عام هدفه تثبيطي فقط , حتى علماء النفس انفسهم لم يعطوا اطارا محددا للسلوك البشري بل اجتهدوا في اعطاء نظريات متعددة حاولت ان تضع النفس البشرية الواحدة داخل اطار تحليلي محدد لكنهم عجزوا , إذ ان النفس البشرية متقلبة لاتكمن في هيئة واحدة لذى تحدثوا عن \'الحالة\' النفسية و كلمة حالة تؤكد على التغير و ليس الثبات , السؤال هنا لما لجأ هذا الشخص لهذا الاسلوب الطفولي الذي راهن به على عدم الوعي لدى المتلقي و مخاطراً بنفسه وقلمه ؟ الجواب يكمن في الحالة النفسية لهذا الرجل ولن اعلق على حالته النفسية لأصفها بالنكد او شوفة الحال لانها ليست من أخلاق الاردني و ليست من مستواه العلمي الواعي بل اتركها للمحللين النفسيين لأنهم الاولى و الأكفا لذلك , فلن انهى عن خلق وآتي مثله .
2-(( كنت رصدت بعض قلة الأدب في الموقف من الملك عبدالله بن الحسين، وهناك من يعتبره المشكلة، إلا أنني أراه الحل، حتى لو تردد في إقرار إصلاحات ضرورية تأخذ من سلطته، وهي تحمي هذه السلطة. لذلك لا أفسّر بغير قلة الأدب شعارات تنال من الملك أو رسائل.))!!!
-الانتقال السريع الراسبوتيني من متهم لشعب كامل بحالة نفسية الى حالة لا اخلاقية متمثلة بقلة الأدب لمجرد انتقاد الشعب لسياسات الملك ؟؟!! ان انتقاد الشعب بحراكه على الأقل لسياسات الملك هي نابعة ايها الاستاذ من باب الوعي الأردني بطريقة اتخاذ القرار في الأردن , فنحن ايها الغائب وعيا و اللاحاضر جسداً نعيش في ظل ملكية مطلقة يسيطر فيها الملك على السلطات الثلاث و هو الذي يقوم بتعيين رؤساء السلطات لذا فالشارع يخاطب الملك من باب المسؤولية الإدارية للدولة و ليس شرطاً من باب الشخصنة و ناهيك على نقطة حكمك بقلة الأدب على اناس بمجرد انهم يناقضون وجهة نظرك((إلا أنني أراه الحل)) !! فما تسميها انت !!! انا اسمي هذا الاسلوب منك قلة عقل !! لا و الجريمة الكبرى التي ارتكبتها هي تبرير الملكية المطلقة وعدم الإقدام على الإصلاح من باب حماية الملك لسلطته !!! إذاً ماذا تنصح الملكة اليزابيث عندك التي لا تملك اي سلطة !!!؟؟ لما لا تقل لها انك مجنونة !!!! لأنها تنازلت عن كل سلطاتها في اطار نظام ملكي دستوري ولم تقم بحماية \'سلطاتها\' وماذا تسمي الشعب البريطاني ؟؟!! حسب منطقك اذا الاردني عندما طالب بتقليص صلاحيات الملك اصبح قليل ادب , اذاً البريطاني لا يمتلك ذرة أدب!!!! فماذا تفعل في دولة انعدام الأدب !!!.
3-(( التظاهرات والاحتجاجات والطلبات ترسم صورة زائفة لوضع الأردن، فهو بلد أساسي في محيطه، يتمتع بحماية إقليمية ودولية وله دور أساسي في حل القضية الفلسطينية، إن كان هناك حل. وأمس قرأنا ان الولايات المتحدة ساعدت الأردن على تعزيز قدراته النووية لمراقبة تسرب المواد المشعة.))
-الإنتقال من شعب قليل أدب لإنتقاده سياسات رأس الدولة الى شعب حراكه زائف ليس لأن له مطالب حقّة بل لأنه غير واعي بحجم \'الدعم الدولي\' لهذا النظام !!! إذاً بُنيت شرعية النظام حسب هذا الكاتب على اساسية دعم الغرب ورضاه عنه و \'الدور الإقليمي\' الممنوح له وليس بناءا على شرعية الإختيار الشعبي !! إن الشعب الذي خرج في حراكه ليس زائفا وليست مطالبه زائفة , بل شعب مكلوم الكرامة و مسروق المورد و مهان القيمة من نظام لا يرى في الفوسفات حفنة ((شوية)) كما تدعي بل صفقة جيرت للقريب ووفرت مالا ذهب الى جيوب من تدعي انهم مصلحون واصحاب شرعية ووفق خطة بيع لبلد كامل نفذ أغلبها ولم يبقى الا الشعب ليباع .
لقد غاب مفهوم الإرادة الشعبية عن هذا الرجل و حضر مفهوم النظام في كل منطق مقالته , منطق لا منطقي و اسلوب كتابة ركيكة سطحية لا تتناسق وبهرجات السمعة الكتابية في لندن الضباب ولا غرابة أبداً فالفضائيات عندما تسمعنا كلاماً نابياً في حلقاتها الإخبارية فلن يغيب عن سيرك الصحف المشبوهة بهلواناً يقفز من حبل الى حبل يرتدي بزة ملونة بألوان الزيف و التشهير و ينطق منطقاً هزلياً هزيلاً و ليس له جمهور الا الأطفال , ونحن بدورنا لن نتفاعل معه إلا بالضحك .