أضف إلى المفضلة
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
مهم من التربية لطلبة تكميلي التوجيهي - رابط قرض ياباني بـ 100 مليون دولار لدعم موازنة الاردن تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة الأردن يتقدم 9 مراتب في مؤشر المعرفة العالمي 30 شاحنة أردنية محملة بمواد إغاثية تصل غزة القوات المسلحة: مقتل شخص والقبض على 6 آخرين أثناء إحباط محاولتي تسلل الإدارة المحلية تدعو المواطنين للحذر خلال المنخفض الجوي بدء التسجيل الأولي للراغبين بأداء فريضة الحج - رابط مندوبا عن الملك... العيسوي يعود مصابي الأمن العام بحادثة الرابية - صور الصفدي: أمن الأردن واستقراره فوق كل اعتبار ونقف بجبهة صلبة لمواجهة الإرهاب الغادر مديرية الأمن العام تحذر من المنخفض الجوي المتوقع حسان والفراية و المعايطة يزورون منتسبي الأمن المصابين بحادثة الرابية الأمن: مطلق النار بالرابية كان بحوزته سلاح أتوماتيكي ومواد حارقة المومني: ما جرى فجر اليوم من اعتداء على رجال الأمن العام نعتبره حادثا إرهابيا وقف ضخ مياه الديسي 3 أيام مطلع الشهر المقبل
بحث
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لمَن تُصفّق الجماهير أكثر؟!

بقلم : حسين الرواشدة
09-08-2023 02:05 AM

لماذا يحظى بعض اخواننا الفنانين والمطربين، لاسيما إذا كانوا من خارج البلد، بالحفاوة والاحترام، أكثر مما يحظى العلماء والمثقفون، أساتذة الجامعات وكبار السياسيين والإعلاميين، وغيرهم من قادة الرأي والفكر والزعامات الاجتماعية الوطنية؟ بصراحة لم أجد أي إجابة مقنعة، قلت : اللهم لا حسد، ربما يستحق هؤلاء ذلك، أو ربما يجدون جماهير من المعجبين ترفعهم فوق الأكتاف، وتصفق لهم بحرارة، أو ربما تطوّعت بعض الجهات الرسمية لاستقبالهم، وتوفير ما يلزم منه «مواكب»، تُشيّعهم بالترحاب والتكريم.

حاولت أن أفهم اكثر، هل الاحتفاء ينصرف نحو الفنون النظيفة، بما تمثله من قيمة إنسانية ووجدانية، وبما تشكله من رافعة لقضايا الناس والوطن، ام انه ينصرف لأشخاص محددين اكتسبوا الشهرة، حتى وإن افتقدو القيمة الفنية والاخلاقية؟ حين دققت بواقع الفنون وأصحابها في بلادنا، أدركت -تماما - ان ما نفعله لا يتجاوز حدود «التسطيح» لأولوياتنا، نحن أهملنا الفنون الوطنية، ونغطي على تقصيرنا بصور مغشوشة ومنتقاة، نحن قدمنا هذ النماذج كملهمين لابنائنا، فأصبحوا قدوات لهم، نحن طردنا صناع الثقافة والفكر والزعامات التي تمثلنا حقيقة، ولم نُقدّر، كما يجب، شهداءنا وأبطالنا الحقيقيين، واستبدلناهم بآخرين، لان كثيرين منا يرون فيهم انفسهم، ويتمنون لو كانوا مثلهم. يا خسارة!

حين تشوهت الذائقة العامة في مجتمعنا، وتراجعت مساطرها و معاييرها، حصل ذلك وأكثر منه، ارجو -فقط - أن نلوم انفسنا، فنحن، كمجتمعات، مسؤولون عن اختياراتنا وانحيازاتنا واعجاباتنا، نحن يمكن أن نصنع التفاهة، ونحن، أيضا، يمكن أن نطردها، ونصنع بدلا عنها الجدية واحترام القيمة، وتقدير المؤثرين والملهمين الحقيقيين، لا تستطيع الإدارات الرسمية، مهما حاولت وفعلت، أن تجبرنا على التصفيق لنجوم من كرتون، او التدافع لشراء تذكرة بأسعار خيالية لمطرب عابر للسخافات، فيما لا يتحرك الا القليل القليل منا لحضور ندوة ثقافية، أو إشهار إنجاز علمي، او تكريم من أفنى عمره في خدمة البلد.

ما قد تصرّ الحكومات والإدارات أن تفعله، بما لا يعجبنا، يمكن للمجتمعات، متى امتلكت الوعي والإرادة، أن ترفضه وتبحث عن بدائل له، صحيح هذا لا يعفى الرسميين من مسؤولياتهم، لكنه يضع المشكلة في الزاوية الحقيقية، أقصد المجتمع، نحن، لا الآخرين، من يقف على المدرجات بالآلاف لتشجيع الطرب واللعب، ولا نتحرك للانتصار أو الدفاع عن مظلوم، أو الاحتفاء بمبدع حقيقي، أو الانحياز لفنان قدم لنا زهرة حياته، ثم ادركه العوز، فتحول إلى متسول للحصول على رغيف الخبز، نحن الذين دخلنا اللعبة، ثم قبلنا النتيجة، وانصهرنا فيها، وأصبحنا مجرد خادم لها، وإن كنا ننتقدها أحيانا، او نرفضها بالعلن.

إذا أردت أن تحكم على مجتمع، اي مجتمع، انظر فقط لمن يتقدمون الصفوف، دقق بقائمة «كبار البلد»، أسأل لمن تقام المهرجانات ومن يحظى فيها بالتكريم، وإذا امكن أن تسير في جنازة عالم كبير، فلا تنسى أن تحصي أعداد المشيعين، ستكتشف، كل مرةً، أننا فعلنا بأنفسنا أسوأ مما فعلته بنا الإدارات الرسمية، وأن التغيير ما لم يمر بأنفسنا ومجتمعاتنا فإنه لن ينزل علينا بالبراشوت، ستكتشف، أيضا، أن «التفاهة «احكمت علينا قبضتها، و أن «الفرجة» شكّلت صورة مجتمعنا، و أفرزت منا أرخص ما فينا، ستكتشف، ثالثا، أننا مازلنا نعاني من «الشيزوفرينيا» والنفاق الاجتماعي، وأننا جلادون وضحايا معا..

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012